طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

النظرية الكلاسيكية في القياس

2024/10/19   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(435)

كيفية فهم النظرية الكلاسيكية في القياس

تعرف النظرية الكلاسيكية في القياس بنظرية الدرجة الحقيقية، وهي من أولى النظريات في القياس، وبالرغم من التطور الهائل في النظريات في مجال القياس مثل نظرية إمكانية التعميم ونظرية الاستجابة للفقرة، في العقود الماضية، إلا أن الطرق الكلاسيكية في نظرية القياس الكلاسيكي ذات أثر قوي حتى الآن، وهناك العديد من الاختبارات التي توجد الآن تقدم دليلًا على خصائص البيانات على أساس الطرق الكلاسيكية في القياس.

ونظرًا لأهمية النظرية الكلاسيكية في القياس التربوي والنفسي حرصت شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة من خلال المقال الحالي على توضيح مفهوم ونشأة النظرية الكلاسيكية في القياس وأهم افتراضاتها وأبرز التحديات والعيوب التي واجهت تلك النظرية.

نشأت النظرية الكلاسيكية في القياس:

 

نشأت نظرية القياس الكلاسيكية بصورة محددة على يد سبيرمان الذي ساهم بجهوده في تقديم الأساس الرياضي لنظريته في الذكاء وذلك في عام 1927 ميلادية، وظهور الكثير من المصطلحات المعروفة مثل الدرجة الحقيقية والثبات والصدق، في حين كانت النظرية الإحصائية السائدة في ذلك الوقت تعتمد على المؤشرات الإحصائية للعالم كارل بيرسون.

وقد تبلورت النظرية الكلاسيكية في القياس على يد جالكسون في عام 1950، وذلك في كتابه نظرية لاختبارات العقلية، الذي يعتب رمن أمهات الكتب، بل أولها في مجال التنظير للقياس.

معنى النظرية الكلاسيكية في القياس:

 

التعريف الوحيد للنظرية الكلاسيكية في القياس ما جاء به العالم هارلود في عام 1950 وهو "نظرية تهدف إلى تحديد العوامل المؤثرة على درجة الفرد والتي تسبب ما يسمى خطأ القياس"، ولتحقيق ذلك استندت النظرية على مجموعة من الفروض ومنها:

  1. درجة الفرد هي نتاج نوعين من الدرجات (الدرجة الحقيقية، والدرجة الخاطئة).
  2. الدرجة الحقيقية يفترض أن تكون ثابتة لأنها تمثل قدرة الفرد المقاسة.
  3. زيادة خطأ القياس يقلل من الدرجة الحقيقية والعكس صحيح.
  4. الدرجة الحقيقية لا يمكن معرفتها من خلال تكرار تطبيق الاختبار عدة مرات، وهي عبارة عن متوسط مرات التطبيق.
  5. لا يوجد اقتران بين الدرجات التي يحققها الأفراد وبين الدرجات الخاطئة.
  6. صعوبة إثراء الاختبارات المعدة التي يحققها الأفراد وبين الدجات الخاطئة.

قواعد النظرية الكلاسيكية في القياس النفسي:

 

  1. ارتكزت النظرية الكلاسيكية في القياس النفسي على مجموعة من القواعد وهي:
  2. الخطأ المعياري للقياس ينطبق على جميع الدرجات في عينة محدودة.
  3. الاختبارات الطويلة تكون أكثر ثباتًا من الاختبارات القصيرة.
  4. تكون مقارنة درجات الاختبار أفضل عندما تتوفر عدة صورة متكافئة.
  5. التقديرات غير المتحيزة لخصائص الفرد تعتمد على مدى تمثيلها للعينة.
  6. تكتسب درجات الاختبار مدلولها من خلال مقارنة وضعها بمعيار المجموعة الواحدة.
  7. خصائص مقاييس المسافة تتحقق بالحصول على توزيع اعتدالي.
  8. الصيغ المختلطة للمفردات تؤدي إلى أثر غير متوازن على الدرجة الكلية للاختبار.

 

الفكرة الأساسية لنظرية القياس الكلاسيكي:

ر

 

تقوم فكرة النظرية الكلاسيكية في القياس على مفهوم الدرجة الحقيقية ودرجة الخطأ، الذي يفترض أنه لو أمكن أن نجري الاختبار عدة مرات على الفرد بعناصر جديدة، وتحت ظروف مختلفة، فإننا نحصل على درجات ملحوظة مختلفة متوسطها هو أقرب تقدير غير متحيز لقدرة الفرد أو درجته الحقيقية.

بمعنى آخر يوجد فرق بين الدرجة الملحوظة والدرجة الحقيقيةـ بسبب أخطاء القياس، ويمكن توضيح ذلك رياضيًا على النحو التالي:    (X= T+ E)

X: الدرجة الملاحظة.

T: الدرجة الحقيقية.

E: درجة الخطأ.

هذا يعني أن الدرجة الملاحظة لكل طالب تتكون من مجموع الدرجة الحقيقية التي تعكس مستوى الطالب الحقيقي، ودرجة الخطأ التي مصدرها ما يسمى بالخطأ العشوائي.

 

اطلع على النظرية الحديثة والنظرية الكلاسيكية في القياس النفسي.

أنواع أساليب القياس الكلاسيكي:

 

تتضمن أساليب القياس الكلاسيكي وفق النظرية الكلاسيكية للقياس نوعين من القياس وهما:

القياس مرجعي المعيار.

القياس مرجعي المحك.

أولًا: القياس مرجعي المعيار:

نشأ هذا النظام مرتبطًا بالفلسفة التربوية التي سادت في أوائل قرن العشرين، وهي تصنيف الأفراد بحسب مركزهم النسبي بين أقرانهم في القدرات المختلفة، وكان علماء النفس أكثر من علماء التربية فاعلية في نشأة هذا النوع من القياس . وتجدر الإشارة أن الاختبارات في ظل القياس مرجعي المعيار تعتمد على الفروق الفردية، وتكون فائدتها واضحة في الحالات التالية:

  1. عندما يكون الموضوع الدراسي ليس بشكل متراكم أو سلسلة مترابطة يعتمد بعضها على البعض الآخر.
  2. في الحالات التي لا يلزم الطلاب الوصول لمستوى محدد من الكفاءة.
  3. عندما تكون بحاجة إلى اختبار عدد من الأفراد المتميزين.
  4. عندما يكون الهدف التنبؤ بدرجة النجاح للطلاب، لأنها تعتمد على الفروق الفردية.
  5. عندما يكون هناك حاجة لقياس عمليات عقلية عليا.

عيوب أسلوب القياس مرجعي المعيار في الاختبارات:

على الرغم من كل هذه الفوائد وما يتميز به هذا المعيار من خصائص وموضوعية وصدق وثبات وقدرة على التمييز، إلا أن عيوب الاختبار ومشكلاته في ضوء القياس مرجعي المعيار تتمثل في:

  1. الاقتصار على التمييز بين الأفراد، ولا يتجاوز ذلك إلى معرفة ماذا تحقق من أهداف العملية التعليمية.
  2. الاقتصار على اتخاذ الجماعة كمحك لتفسير درجة الفرد على الاختبار يؤدي إلى عدم التيقن من موقع الفرد وجماعته بالنسبة إلى أهداف التعلم ومدى تحقيقها.
  3. سطوة المنحنى الاعتدالي المعياري باعتباره النموذج الأمثل لتوزيع الدرجات، وهو الذي يتحقق عندما يكون مستوى الأسئلة في مستوى التلاميذ.

ثانيًا: القياس مرجعي المحك:

يعتبر العالم جليسر أول من وجه الاهتمام إلى هذا الأسلوب في القياس وكان أول من أطلق عليها مصطلح الاختبارات محكية المرجع، ثم جاء بعده كارفر، ليكون أول من استخدم مصطلح (محكي المرجع)، والهدف من القياس محكي المرجع هو تحديد المستوى الذي يصل إليه أداء الفرد وتقدير مدى تقدمه بالنسبة إلى الأهداف الموضوعة للقياس، بض النظر عن مكانته بين أقرانه، والاختبارات المرجعة إلى المحك تكون مناسبة في الحالات التالية:

  1. عندما تكون الموضوعات الدراسية تراكمية ومرتبطة مع بعضها البعض.
  2. عندما يكون الهدف الوصول إلى مستوى تمكن محدد، واكتساب مهارات لمنح درجة علمية.
  3. عندما يكون الهدف تحديد نواحي القوة والضعف لدى الفرد.
  4. قياس بعض المهارات الدقيقة.
  5. قياس بعض الأهداف التربوية المتخصصة التي ترتبط بمجموعات معينة من الطلاب، والتي تفسر في ضوء مستويات محددة.
  6. قياس أقصى أداء يمكن أن يحققه الفرد.
  7. الاستفادة منها في حل بعض المشكلات التي يصعب حلها باستخدام الاختبارات مرجعية المعيار.

افتراضات النظرية الكلاسيكية في القياس:

 

تقوم النظرية الكلاسيكية في القياس  على مجموعة من الافتراضات، من أهمها ما أورده جاليسكون في كتابه "نظرية الاختبارات العقلية" وهي:

  1. أن الدرجة الملاحظة هي حاصل جمع الدرجة الحقيقية مع خطأ القياس وإن خطأ القياس يأخذ قيمًا سالبة وموجبة.
  2. تباين الدرجات الخام يساوي تباين الدرجات الحقيقية مضافًا إليه تباين درجات الخطأ.
  3. الارتباط بين مجموعتين من الدرجات الخام، المستمدتين من اختبارين متوازيين، أ, ثبات الاختبارات في مجتمع معين يساوي تباين الدرجات الحقيقية إلى تباين الدرجات الخام.
  4. الزيادة أو النقص في طول الاختبار يؤثر في ثبات درجاته وأنه لا يمكن معرفة أو قياس الدرجة الحقيقة، بل يمكن الاستدلال عليها أو تقديرها من خلال الدرجة الملاحظة.
  5. لا يوجد ارتباط بين أخطاء القياس لاختبارين مختلفين على نفس المفحوص.
  6. خطأ القياس هو خطأ عشوائي يحدد دقة القياس، أو ما يسمى بثبات الاختبار.
  7. الخطأ المنتظم هو خطأ يتعلق بصدق القياس أو الاختبار.
  8. تفترض هذه النظرية تساوي تباين أخطاء القياس لجميع المفحوصين، الذين يطبق عليهم الاختبار أو أداة القياس.

عيوب النظرية الكلاسيكية في القياس:

 

رغم شيوع نظرية الاختبارات الكلاسيكية واستخدامها من قبل الباحثين والعاملين في المقاييس والاختبارات، إلا أنها لم تخل من جوانب القصور في تحليل نتائج الاختبارات، ومن أهم جوانب القصور في هذه النظرية الآتي:

  1. جميع الخصائص السيكومترية التي تستند في بنائها على المدخل الكلاسيكي مثل معاملات الصعوبة، والتمييز، والثبات تعتمد على خصائص عينة الأفراد التي يطبق عليها الاختبار.
  2. يتغير تكوين الاختبار بمرور الزمن، ويعني ذلك أن تكوين ومعنى فقرات الاختبار يتغير من زمن إلى آخر، بالنسبة لمجموعات الأفراد التي أعد لها الاختبار.
  3. الاقتصار على هدف واحد من أهداف القياس وعدم الاهتمام بالأهداف الأخرى للقياس، مثل تقدير مستوى أداء الأفراد نسبة إلى الجماعات الأخرى التي لا ينتمي إليها هذا الفرد.
  4. ليس هناك تدريج مشترك للأفراد والفقرات فبمجرد ملاحظة المجموع الخاص لدرجات كل فقرة وفرد، نجد أن أقل الدرجات الملاحظة تقابل أصعب الفقرات المكونة للاختبار أو أداة القياس المستخدمة.
  5. أن النظرية الكلاسيكية في القياس لا تقدم تفسيرًا واضحًا لنمط أداء الأفراد المفحوصين على فقرات الاختبار بالرغم من أهمية هذا التفسير في التعرف إلى الأسباب الحقيقة وراء بعض الاستجابات الشاذة.
  6. أهم ما يشوب النظرية الكلاسيكية في القياس هو عدم تحقيق موضوعية القياس والتي تتمثل في اختلاف نتيجة القياس باختلاف كل من الاختبار المستخدم ومستوى العينة في حالة القياس جماعي المرجع.

مراجع المقال:

 

عبد الله، صهيب، والنصراوين، معين. (2018). قياس أثر التخمين في اختبارات الاختيار من متعدد في مادة الرياضيات للصف التاسع الأساسي في ضوء النظرية الكلاسيكية في القياس [رسالة ماجستير غير منشورة].  جامعة عمان العربية.

محمد، بغداد. مشكلات تقويم التحصيل الدراسي في ضوء النظرية الكلاسيكية. مجلة الخلدونية. 9(1)، 496- 518.

ما هي النظرية الكلاسيكية؟

  • النظرية الكلاسيكية هي نظرية تُستخدم في القياس النفسي لتقييم مدى دقة وموثوقية الاختبارات النفسية. تُفترض في هذه النظرية أن درجة الفرد في أي اختبار تتألف من مكونين:
  • 1. الدرجة الحقيقية: التي تمثل القدرة الفعلية للفرد.
  • 2. خطأ القياس: الذي يمثل التفاوت أو التغير في القياس نتيجة لعوامل خارجية أو داخلية تؤثر على الأداء.
  • ما هي نظرية القياس النفسي؟

  • نظرية القياس النفسي هي الإطار النظري المستخدم لقياس الصفات النفسية مثل الذكاء، والشخصية، والقدرات العقلية، من خلال الاختبارات والأدوات النفسية. تعتمد على المبادئ الرياضية والإحصائية لتطوير أدوات دقيقة وموثوقة تقيس الظواهر النفسية بطريقة كمية.
  • ما هي نظرية الاستجابة للمفردة؟

  • نظرية الاستجابة للمفردة هي نموذج رياضي يُستخدم لتحليل استجابات الأفراد على عناصر أو مفردات الاختبار. تعتمد على فكرة أن قدرة الفرد واحتمالية إجابته الصحيحة على كل عنصر يمكن تمثيلها رياضياً. تُستخدم هذه النظرية لتحسين جودة الاختبارات وجعلها أكثر عدالة ودقة في تقييم قدرات الأفراد.
  • ما هي مبادئ القياس النفسي؟

  • مبادئ القياس النفسي تشمل:
  • 1. الصدق: يشير إلى مدى قياس الاختبار لما يُفترض أن يقيسه فعلياً.
  • 2. الثبات: يشير إلى مدى اتساق نتائج الاختبار عند تكرار القياس في ظروف مختلفة.
  • 3. المعايير: هي الإجراءات التي تُستخدم لتحديد الفئات والمستويات المختلفة للأداء في الاختبار.
  • 4. الحساسية: قدرة الاختبار على التمييز بين الأفراد الذين يمتلكون قدرات مختلفة.
  • 5. الموضوعية: ضمان عدم تأثر النتائج بالتحيز الشخصي للمختبر.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada