الإطار النظري (تحليل وتقييم)

       يعد الإطار النظري أحد العناصر الأساسية في البحث العلمي؛ حيث يساعد الباحث في فهم وتحليل المشكلة المطروحة وتوجيه الدراسة في الاتجاه الصحيح، ويهدف هذا المقالة إلى تحليل وتقييم الإطار النظري ودوره في البحث العلمي، وذلك من خلال استعراض الدراسات السابقة وتعريف الإطار النظري وأهميته، إضافة إلى شرح عناصره وكيفية تطبيقه في البحث مع التحليل والتقييم.

      يقسم مفهوم الإطار النظري إلى جزئين الأول هو كلمة الإطار وجمعها أطر وإطارات، وهي تعني ما يحيط بالأشياء من الخارج، أو الهيكل والحدود العامة التي تُوضِّح معالم الأشياء، والمقصود بها في مصطلحنا الحدود، والجزء الثاني هو كلمة النظري وجمعها نظريات، وهي تعني النظر أو الاعتقاد بشيء ما، وتشير إلى الأفكار والمبادئ التي تستند إليها الدراسات والأبحاث العلمية.

بناءً على ذلك، يمكن تعريف الإطار النظري بأنه الهيكل العام الذي يحدد حدود البحث ويوجهه، ويشمل النظريات والمفاهيم التي تستند إليها الدراسة، ويساعد في فهم المشكلة المطروحة وتحليلها بشكل منهجي ومنطقي، ويعتبر الإطار النظري أحد العناصر الأساسية في البحث العلمي، حيث يساعد الباحث في تحديد المفاهيم والنظريات التي ستستخدم في دراسة المشكلة، ويوفر له الإرشاد والتوجيه في جمع البيانات وتحليلها، ويساعده في وضع الفرضيات واستنتاج النتائج.

      يُعَدُّ الإطار النظري بمثابة المُكوِّن الرئيسي للأبحاث والرسائل العلمية، فهو بمثابة الهيكل العظمي بالنسبة للإنسان، ودونه لن يكون هناك بحث علمي من الأساس، وتكمن أهمية الإطار النظري في البحث العلمي فيما يأتي:

1. هو المحرك الاساسي للبحث ويساعد الطلاب في تحديد الاجزاء الرئيسية بدأ من القدرة على صياغة إشكالية .
2. يساعد الإطار النظري في توجيه الباحث في اختيار المنهجية المناسبة للبحث.
3. يساعده في تحليل النتائج وتفسيرها بشكل صحيح.
4. يساهم في توجيه البحث نحو الهدف المنشود وتحقيق الأهداف البحثية.

          يتألف الإطار النظري من مجموعة عناصر مهمة يجب أن يتضمنها البحث العلمي، وهي كالآتي:

1. تعريف النظرية المستخدمة في البحث، ويجب أن يتم شرح النظرية بشكل واضح ومفصل، وتوضيح كيفية تطبيقها في سياق البحث.
2. تحديد المفاهيم الرئيسية والمتغيرات المستخدمة في البحث. يجب توضيح معاني هذه المفاهيم والمتغيرات وعلاقتها بالنظرية المستخدمة.
3. توضيح العلاقات والارتباطات بين المفاهيم والمتغيرات المستخدمة في البحث، ويجب توضيح كيفية تأثير المفاهيم والمتغيرات على بعضها البعض وكيفية تفاعلها في سياق النظرية المستخدمة.
4. توضيح الفروضية المركزية للنظرية المستخدمة في البحث، ويجب توضيح الافتراضات الأساسية التي تقوم عليها النظرية وكيفية تأثيرها على النتائج المتوقعة للبحث.
5. توضيح النموذج النظري المستخدم في البحث، كما يجب توضيح هيكل النموذج والمتغيرات المستخدمة فيه وكيفية تفاعلها لتحقيق النتائج المتوقعة.
6. توضيح الأدلة والمراجع السابقة التي تدعم النظرية المستخدمة في البحث، ويجب توضيح الدراسات السابقة والأبحاث المشابهة التي تدعم النظرية وتثبت صحتها وفعاليتها.
7. توضيح الحدود والقيود للنظرية المستخدمة في البحث، وهنا يجب توضيح القيود والتحديات التي قد تواجه النظرية وكيفية تأثيرها على نتائج البحث وتطبيقاته.
8. توضيح الاستنتاجات المتوقعة للبحث بناءً على الإطار النظري المستخدم، كما يجب توضيح النتائج المتوقعة والتأثيرات المتوقعة للبحث وكيفية تطبيقها في المجال العملي أو الأكاديمي.

      يعد تحليل الإطار النظري جزءًا مهمًا في عملية البحث العلمي، حيث يساعد الباحث على فهم وتفسير النظرية التي يعتمد عليها في دراسته، ويتضمن تحليل الإطار النظري ما يأتي:

1. تحليل المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في النظرية.
2. تحديد العلاقات بين هذه المفاهيم والمصطلحات.
3. يساعد تحليل الإطار النظري الباحث على تحديد الفرضيات والمتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة في دراسته، وذلك من خلال فهم العلاقات بين المفاهيم والمصطلحات.
4. يساعد تحليل الإطار النظري الباحث أيضًا في تحديد الثغرات في النظرية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير.
5. عند تحليل الإطار النظري، يجب أن يكون الباحث حريصًا على تقييم مصداقية المصادر التي استند إليها في بناء الإطار النظري، والتأكد من أنها موثوقة وموثوقة. يمكن أن يكون تحليل الإطار النظري مرحلة صعبة ومعقدة في عملية البحث، حيث يتطلب من الباحث مهارات تحليلية قوية وقدرة على التفكير النقدي.
6. يجب أن يكون تحليل الإطار النظري شاملاً وشاملاً، حيث يجب أن يغطي جميع جوانب النظرية ويوضح العلاقات بين المفاهيم والمصطلحات المختلفة.
7. يمكن للباحث أن يستخدم أدوات وتقنيات مختلفة لتحليل الإطار النظري، مثل تحليل المحتوى وتحليل النصوص وتحليل المفاهيم.
8. يجب أن يكون تحليل الإطار النظري مرتبطًا بشكل وثيق بأهداف البحث وأسئلة البحث، حيث يساعد في توجيه الباحث في عملية جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها.

      تقييم الإطار النظري يعتبر خطوة حاسمة في عملية البحث العلمي؛ حيث يساعد في تحديد جودة وملاءمة الإطار النظري المستخدم في الدراسة. يتم تقييم الإطار النظري من خلال عدة معايير، مثل التوافق مع موضوع البحث وأهدافه، والتماسك والاتساق بين المفاهيم والنظريات المستخدمة، والقدرة على تفسير الظواهر المرصودة وتحليل النتائج.

     ويجب أن يكون الإطار النظري قادرًا على توجيه الباحث في تحليل البيانات واستنتاج النتائج، ويجب أن يكون قادرًا أيضًا على توجيه البحث نحو الأهداف المحددة والإجابة على الأسئلة البحثية، كما يمكن تقييم الإطار النظري أيضًا من خلال مدى توافقه مع الدراسات السابقة والأدلة العلمية المتاحة، ومدى قدرته على توضيح العلاقات والتداخلات بين المتغيرات المرتبطة بالموضوع، وعلاوة على ذلك، يجب أن يكون الإطار النظري قابلًا للتطبيق والتعميم على سياقات أخرى، ويجب أن يكون قادرًا على توجيه البحث نحو الابتكار والتطوير في المجال المدروس.

ينبغي أن يتم تقييم الإطار النظري بشكل نقدي وموضوعي، مع الاهتمام بتوفير الأدلة والمعلومات التي تدعم التقييم، ويمكن استخدام أدوات تقييم مثل مقاييس الجودة والموثوقية لتقييم الإطار النظري. في النهاية، يجب أن يكون التقييم النهائي للإطار النظري مبنيًا على تحليل شامل ومتأنٍ لمكوناته ومحتواه، ويجب أن يتم اتخاذ القرارات المناسبة بناءً على نتائج التقييم.