هدفت هذه الدراسة التعرف إلى فاعلية برنامج تدريبي مستند على أسلوب العلاج بالمعنى ضمن السياق الجمعي في تحسين مستوى الرفاه النفسي لدى عينة من المشاركين. تم تطوير البرنامج التدريبي لتطوير أربعة أبعاد أساسية في زيادة الرفاه النفسي من خلال البرنامج وهي: مركز العزو، المعتقدات اللاعقلانية، وجود المعنى بالحياة والتفهم/ التعاطف. إضافة إلى تقنيات العلاج بالمعنى تم دمج تقنيات مأخوذة من مخرجات المنحى المعرفي السلوكي. احتوى البرنامج على (8) جلسات تدريبية إضافة إلى جلستين تحضيريتين وجلسة ختامية بإجمالي مقداره (11) جلسة. تألفت العينة من (32) مشارك ومشاركة من الفئة العاملة في مدينة عمان، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين عمر (25) و (50) وتراوح تحصيلهم العلمي بين الشهادة الثانوية والدراسات العليا. تم في البداية قياس الرفاه النفسي لدى المشاركين بالإضافة إلى قياس الأبعاد الأربعة التي طور عليها البرنامج وهي: مركز العزو، المعتقدات اللاعقلانية، وجود المعنى بالحياة والتفهم/ التعاطف. أظهرت النتائج فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين مستوى الرفاه النفسي حيث ارتفع متوسط المجموعة من (155) إلى (167)، كما أظهرت النتائج فاعلية البرنامج في تحسين درجة كل من: مركز العزو حيث ارتفع المتوسط من (17.8) إلى (20.1)، والمعتقدات اللاعقلانية حيث انخفض المتوسط من (85.7) إلى (79.2)، ووجود المعنى بالحياة حيث ارتفع المتوسط من (53.6) إلى (54.4)، إلا أن البرنامج أدى إلى انخفاض التفهم/ التعاطف حيث انخفض المتوسط من (12.6) إلى (10.9). وأظهرت النتائج وجود أثر للجندر على مقدار فاعلية البرنامج في رفع الرفاه النفسي حيث أن الإناث تأثرن بدرجة أكبر منها للذكور حيث ارتفع متوسط درجات (الرفاه النفسي لديهن بمقدار (14) درجة مقارنة مع الذكور الذي ارتفع متوسط درجاتهم (11) درجة، إلا أن الذكور كان تأثرهم أكبر على بعدي مركز العزو ووجود المعنى، وكان تأثر الإناث أكبر على درجة المعتقدات اللاعقلانية والتفهم/ التعاطف. وأظهرت النتائج أن لوجود المعنى قدرة تنبؤية بمقدار (32.4 %) ولمركز العزو قدرة تنبؤية بمقدار (25.5 %) على درجة الرفاه النفسي، ولا يملك كل من المعتقدات اللاعقلانية والتفهم/ التعاطف أي قدرة تنبؤية ذات دلالة إحصائية. أكدت الدراسة على أهمية مفهوم الرفاه النفسي كمسعى يسعى الأفراد إلى تحقيقه، كما أكدت الدراسة على فاعلية أسلوب العلاج بالمعنى في رفع مستوى الرفاه النفسي من خلال تطوير كل من مركز العزو، والمعتقدات اللاعقلانية، ووجود المعنى بالحياة، والتفهم/ التعاطف لدى المشاركين. كما بينت أن استدماج تقنيات مأخوذة من المدرسة المعرفية السلوكية يثري البرنامج. وتوصي نتائج الدراسة بتعميم استخدام أسلوب العلاج بالمعنى، كما توصي باختبار البرنامج على الفئات العمرية بين (12) و (18)، كما توصي بزيادة الجلسات الخاصة بالتفهم، وتوصي بإجراء مجموعات تركيز للكشف عن الحاجات الجندرية لتحديد أبعاد الرفاه النفسي، وتوصي بإلحاق البرنامج بلقاءات فردية لتوفير الدعم النفسي.