تعتبر الموارد البشرية أهم الممكنات التي تميز المنظمات الناجحة في أي صناعة من الصناعات، وهذا ينطبق أيضا على التعليم كونه صناعة تحتاج خبراء مؤهلين، وباستطلاع الجامعات التي تميزت حول العالم وحققت نتائج مبهرة على مستوى التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع يتضح مدى اهتمام هذه الجامعات بتطوير قدرات مواردها البشرية.
ويتزايد الاهتمام بتطوير قدرات الموارد البشرية في ظل المستجدات التقنية المتسارعة والثورة الصناعية الرابعة التي غيرت كثيرا في مهام ومسؤوليات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات. وفي هذه السلسلة نستعرض لقراء شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة أبرز تجارب الجامعات حول العالم في تطوير قدرات ومهارات أعضاء هيئة التدريس استعدادا لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
نتناول في الجزء الأول من هذه السلسلة تجربة جامعة هارفارد التي تعتبر احد الجامعات الرائدة في أمريكا والعالم ويعود الاهتمام بتطوير أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي بأمريكا إلى عام 1810م إذ طبقت في جامعة هارفارد عدد من الممارسات التطويرية ومنها: سنة التفرغ، الدعم المالي للأبحاث العلمية، المؤتمرات وورشات العمل لأعضاء هيئة التدريس إلا أن ممارسات تطوير الأداء التدريسي لم ينتشر بسرعة إلا في ستينات وبداية السبعينات من خلال تطبيق أساليب وممارسات جديدة تعزز تطوير مهارات التدريس الجامعي بطريقة تساهم في جعل عملية التدريس والتعليم فعالة (البشر، 2019، 55).