يخضع اختيار الموضوع لمجموعة من الاعتبارات الشخصية حتى يتمكن الباحث من الاختيار السليم والمناسب لموضوع البحث، ومن أجل دراسته دراسة علمية جادة، تتمثل هذه الاعتبارات في الاستعداد الذاتي والعلمي، فليس كل من يرغب في الدراسة العليا وإعداد بحث علمي يتمكن من تحقيق هدفه لأنها تتطلب قدرات علمية وعقلية ومهارة شخصية.
المعيار الأول: القدرة العلمية
يتعين أن تتوفر لدى الباحث مجموعة من الشروط ليتمكن من إنجاز بحثه، وهذه الشروط تبرز قدرته العلمية، منها التخصص العلمي حيث يجب اختيار موضوع البحث في نطاق التخصص، فالباحث المختص لديه إلمام واسع ومعرفة بالإشكاليات التي يثيرها مجال تخصصه، خاصة منها غير المحلولة والعالقة، ولهذا عليه اختيار المواضيع غير المتطرق إليها للوصول لنتائج جديدة.
المعيار الثاني: القدرة العقلية:
وتعني أن يكون لدى الباحث الكفاءة العقلية التي تمكنه من الملاحظة الدقيقة والموضوعية والتحليل والمقارنة وادراك الأسباب واستخراج النتائج، وهذه القدرة قد تكون طبيعية ينبغي تدريبا لزيادتها وتكريسها، ويكون ذلك عن طريق الاطلاع على الكتب والمؤلفات العامة والمتخصصة، والمقالات التي تتضمن آراء مختلفة ومتعددة في مجال تخصصي معين بغرض فهمها وتحليلها ومقارنتها.
المعيار الثالث: المهارة الشخصية:
تظهر هذه المهارة من خلال توفر الباحث على مجموعة من الصفات منها الصبر والمثابرة والشجاعة في تقبل النقد الإيجابي، ومعرفة اللغات الأجنبية، والتنظيم والتخطيط الزمني لإعداد البحث، حيث يتعين إعداده في فترة زمنية محددة، وعلى الباحث أن يأخذ في الحسبان ظروفه الشخصية والأسرية لأنها قد تعيق عملية إعداد البحث في الوقت المناسب.