أخلاقيات البحث العلمي

يعد التحلي بأخلاقيات البحث العلمي مدخلاً هاماً لتحقيق جودة البحث العلمي في عالمنا العربي وفي العالم أجمع، حيث إن أخلاقيات البحث العلمي مسؤولية عظيمة لا تقع على عاتق الباحث وحسب، بل إنها تمتد لتشمل المشرف الأكاديمي ومؤسسات البحث العلمي، وحتى المجلات والدوريات العلمية.

هذا وإن أساس ونجاح أي بحث علمي وتقدمه متوقف على تمسك جميع أعضاء البحث العلمي بداية من الباحث حتى المشرف على البحث بمبادئ وسلوكيات وأخلاقيات البحث العلمي، والتي تقوم على أساس طلب العلم ومعرفة الحقيقة والكشف عن أسرارها، لوضع الحقائق والنظريات العلمية.

لذلك حرصنا من خلال هذا المقال التعرف على أخلاقيات البحث العلمي وذلك من خلال تناول مجموعة من النقاط وهي كالتالي:

1. ما هي الأخلاق؟.
2. ما هي أخلاقيات البحث العلمي؟.
3. ما هي المبادئ الأساسية لأخلاقيات البحث العلمي؟.
4. ما هي القيم الأخلاقية الحاكمة للبحث العلمي؟.
5. ما هي الأسس المنهجية لأخلاقيات البحث العلمي؟:
6. ما هي الجوانب الأخلاقية التي تتعلق بإجراءات البحث العلمي؟.
7. ما هي أخلاقيات البحث العلمي لعضو هيئة التدريس؟.
8. ما هي أخلاقيات البحث العلمي للباحث؟.
9. أخلاقيات البحث العلمي pdf.

1. الأخلاق هي لفظ يدل على مجموعة من القواعد والمعايير المتعلقة بسلوك الشيء الذي يدل عليه ذلك اللفظ.
2. الأخلاق هي لفظ إذا نسب إلى جماعة معينة دل على القواعد والمعايير الخاصة السلوك بتلك الجماعة.
3. الأخلاق تتمثل في أنها مجموعة من المعايير والإجراءات والقواعد التي يتبناها المجتمع ويتفق حولها، والتي تمثل عدداً من المبادئ لا يجب الخروج عليها أو تجاوزها.

1. أخلاقيات البحث العلمي هي  مجموعة القواعد والمعايير التي يتفق حولها أطراف متعددة داخل المجتمع، والتي من خلالها يتم بناء الأنظمة والقوانين العامة.
2. أخلاقيات البحث العلمي هي مبحث من مباحث علم الأخلاق ويقصد به إحياء المثل الأخلاقية للبحث العلمي لدى الباحثين والدارسين وطلاب العلم والتي تحفظ للعلم وكيانه وللبحث قوامه.
3. أخلاقيات البحث العلمي تلتقي من خلال مجموعة من المفاهيم المتعلقة بأخلاقيات البحث حول مجموعة من الحقائق وهي:

1. وجود مجموعة من القواعد والمعايير المجردة.
2. القواعد هي بمثابة توجهات للسلوك الإنساني الفردي في إطار الجماعة.
3. الهيئة الراسخة في النفس قابلة بطبعها لتأثير التربية الحسنة والسيئة.

تتنوع وتختلف البحوث العلمية في طبيعتها وتتناول موضوعات مختلفة، وعلى الرغم من هذا التنوع والاختلاف، إلا أنه هناك مجموعة من أخلاقيات البحث العلمي التي يجب على الباحث التقيد والالتزام بها ومن أهمها:

1. ألا يتعرض بالازدراء أو التحقير أو الإهانة للأديان السماوية.
2. ألا ينشر أية معلومات تحصل عليها في بحثه من شأنها أن تضر بالأمن القومي للدولة.
3. أن يحترم القيم والمبادئ والمثل العليا للمجتمع الذي يعمل فيه.
4. أن يتجنب كل ما من شأنه أن يتسبب في إحداث ضرر للحياة البشرية. أو البيئة المحيطة بأي صورة من الصور.
5. أن ينتقي المشكلات والقضايا البحثية التي تتميز بالأصالة والجدة والعمق، للإسهام الفاعل في تنمية المعرفة.
6. إن يعي بعد الانتهاء من إجراء البحث أن عملية النشر قد ينتج عنها ضرر للمجتمع على أي صعيد وعلى أي مستوى فيجب تأجيل ذلك إلى حين توفر الظروف الملاءمة.

توجد مجموعة من القيم الأخلاقية الحاكمة للبحث العلمي والتي تتمثل في العناصر التالية:

أولاً: الأمانة:

1. ترتبط الأمانة بمسؤولية الباحث نحو الالتزام بضوابط البحث العلمي ومنهاجيته في جميع المراحل التي يمر بها البحث.
2. تتطلب الأمانة العلمية من الباحث الدقة في النقل وعدم التسامح في لفظ أو عبارة أو حرف واحد مما ينقل. إذا كان الأمر في مجال الاستشهاد بنص معين.
3. أما إذا كان المراد مجرد عرض رأي أو فكر عالم أو متخصص تتمثل الأمانة في نسب هذه الأفكار والنصوص إلى أصحابها، ومدى الإشارة إلى مصادرها الأصلية في الهامش.

ثانياً: النزاهة:

1. يراد بها إقصاء الذات أي تجرد الباحث عن الأهواء والميول والرغبات، وإبعاد المصالح الذاتية والاختبارات الشخصية.
2. تفضي إنكار الذات والبعد عن كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو استغلال الثراء، مع اعتصام الباحث بالصير والأناة.
3. الحرص على توخي الدقة حتى يتسنى للباحث أن يفحص موضوعه في أمانة ومن غير تحيز.
4. ذكر جميع الحقائق التي تم التوصل إليها كما هي سواء عززت وجهة نظر الباحث أو اعترضت معها، دون أي تغيير أو تحريف عليها.
5. عدم التشبث بالمعلومات السابقة في حال توفر معلومات جديدة، والاعتقاد بمبدأ الحتمية، والثقافة الواسعة، ونزاهة الباحث.

ثالثاً: المسؤولية:

يتحمل الباحث المسؤولية الكاملة لكل بحث أو تجربة علمية يقوم بها.

رابعاً: المصداقية:

1. أن تكون نتائج البحث العلمي منقولة عن آخرين بصدق.
2. أن يكون الباحث أميناً فيما نقله، وألا يكمل أية معلومات ناقصة أو غير مكتملة معتمداً على ما يظن أنه قد حصل.
3. لا يحاول الباحث إدخال بيانات معتمداً على نتائج النظريات أو أشخاص آخرين دون نسبتها إليهم.

خامساً: التعاون:

1. العمل ضمن نطاق التعاون العلمي بالاعتماد على هدف المشاركة العلمية.
2. تعزيز العمل التعاوني من خلال تبادل الخبرات والمعلومات بالاعتماد على الثقة المتبادلة بين الأساتذة والباحثين.
3. يجب أن يتحلى الباحث بالتواضع العلمي وتقبل النقد من الآخرين.
4. لا بد من الإخلاص للوصول إلى الغاية والأهداف المنشودة بأقل زمن ممكن وعلى هدى من العلم والتجربة.

تعتمد البحوث العلمية على أسس منهجية يجب على الباحثين التحلي بها وهي كالتالي:

1. أهلية البحث العلمي وعدم إقحام الباحث نفسه في بحث لأي علم من العلوم دون أن يكون لديه ما يلزم من الخبرة والمعرفة.
2. الإعداد الجيد والتأهيل من حيث حصول الباحث على التدريب الفكري والفني المستمر، للإسهام في رفع كفاءته العلمية.
3. الخبرة العلمية المتأنية من خلال الممارسات والنشاط في ميدان التخصص مما يساعد الباحث في تشخيص المشكلات الأكثر إلحاحً التي يعانيها الواقع وتحتاج إلى الدراسة والبحث.
4. الاحتراف لمهنة البحث العلمي والتعامل معه على هذا الأساس من حيث إعطائه الوقت والمجهود والتفرغ طيلة الفترة الزمنية اللازمة للبحث.
5. الانفتاح والشفافية إذ ينبغي أن يتداول العلماء نتاجهم العلمي، وكذلك المعطيات والمناهج والأفكار والتقنيات في الأدوات ويجب أن يتيحوا لعلماء آخرين مراجعة عملهم، وأن يتقبلوا النقد والأفكار الجديدة.
6. الحرية الفكرية والعلمية وعدم تدخل الجامعة أو الكلية في اختيار الباحث للموضوعات البحثية المناسبة والتي يرى أنها تحدم وتحل قضايا المجتمع.
7. للباحث الحرية العلمية في النقد الموضوعي لما سبق نشره. مما يساعد على الخروج بالعلم من الجمود والقطيعة.
8. يجب أن يتوخى الباحث الموضوعية في كل بحث يتصدى له وأن يحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع، وليس كما تبدو في تمنياته.
9. التحلي بالأمانة العلمية في النقل والتوثيق وعدم بتر النصوص المنقولة بما يخل بقصد صاحبها، سواء كان بقصد أو دون قصد.
10. الدلالة أن يعتمد الباحث على الأدلة والبراهين الكامنة، لإثبات صحة النظريات والفرضيات للتوصل إلى الحل المنطقي المعزز بالأدلة.

تتمثل الجوانب الأخلاقية التي تتعلق بإجراءات البحث العلمي في النقاط التالية:

1. تزييف البيانات التي جمعها الباحث تلغي صحة البحث وتجعله مرفوضاً.
2. لا يجوز صياغة الفروض عقب استخلاص نتائج البحث.
3. أن تتضمن إجراءات البحث ما يبرر الثقة في البيانات كاستخدام الأساليب الموضوعية في الملاحظة وجمع البيانات.
4. الأمانة العلمية هي المبدأ الأساسي في تقرير نتائج البحث.
5. البحث الموضوعي يهدف إلى تقديم المعرفة دون أن يسيء إلى الأعراف والتقاليد والمعتقدات.
6. لكل فرد مشارك في البحث الحق كاملاً في أن يبقى مجهول الهوية وأن تبقى البيانات المتجمعة عن سرية ولا تقع في متناول أي جهة رسمية كانت أو غير رسمية.

توجد مجموعة من أخلاقيات البحث العلمي أو الممارسات العلمية التي يجب أن يتحلى بها عضو هيئة التدريس وتتمثل في الآتي:

1. توجيه البحوث لما يفيد المعرفة والمجتمع والإنسانية كالتزام أخلاقي أساسي بحكم وظيفته.
2. الأمانة العلمية في تنفيذ بحوثه ومؤلفاته فلا ينسب لنفسه إلا فكره وعمله فقط.
3. يجب أن يكون مقدراً الاستفادة من الآخرين معروفاً ومحدداً.
4. في البحوث المشتركة يجب توضيح أدوار المشتركين بدقة والابتعاد عن وضع الأسماء للمجاملة أو للمعاونة.
5. عدم بتر النصوص المنقولة بما يخل بالمضمون والمعنى المقصود بصاحبها سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد.
6. في الاقتباس يجب أن يكون المصدر محدداً وواضحاً ومقدار الاقتباس مفهوماً دون أي لبس أو غموض.
7. عند الإشراف يجب التوجيه المخلص والأمين في اختيار وإقرار موضوع البحث.
8. تقديم المعونة العلمية المقننة للطالب والتي لا تكون أكثر مما يجب فلا يتحمل الطالب مسؤولياته.
9. تعويد الطالب على تحمل مسؤولية بحثه وتحليل نتائجه والدفاع عنها.
10. التأكيد المستمر على الأمانة العلمية والسرية.
11. تدريب الطالب على التقييم المستقل والاختيار الحر أثناء تنفيذ البحث على أن يتحمل نتيجة قراراه.
12. تنمية خصال الباحث العلمي في الطالب.
13. عدم الانزلاق إلى سلوكيات ابتزاز أو إذلال أو إهانة الطالب وتسفيه قدراته سواء أثناء البحث أو في جلسات المناقشة العلنية للرسائل العلمية.

توجد مجموعة من أخلاقيات البحث العلمي التي يجب أن يتصف بها الباحث ومن أهمها:

1. بجب أن يفحص بعمق كل ما يقرأ ولا يسلم بما قرره غيره من نتائج بل يخضعها للدراسة.
2. حب العلم وحب الاستطلاع الذي لا يقف عن حد.
3. الصبر والعزيمة والتأهب لمجابهة الصعاب والتغلب عليها والمثابرة والصمود والإصرار والشجاعة في وجه الفشل المتكرر.
4. الإصغاء إلى الآخرين واحترام رأيهم حتى لو تعارض مع أرائه الشخصية وتقبل النقد الموجه إلى أرائه والاستعداد لتغيير الفكرة أو الرأي، إذا ثبت خطؤها في ضوء حقائق وأدلة مقنعة.
5. درجة معقولة من الذكاء والحماسة الذاتية ورغبة في العمل.
6. الدقة في جمع الأدلة والملاحظات وعدم التسرع في الوصول إلى قرارات ما لم تدعمها الأدلة الدقيقة الكافية.
7. سعة الخيال والملكة الإبداعية والاستقلال الفكري.
8. الأمانة العلمية الكاملة في إثبات آراء الآخرين وأن يكون متشككاً بدرجة معقولة. وأن يكون واثقاً من نفسه وقدراته.
9. الإيمان بدور العلم والبحث العلمي في حل المشكلات التي تواجه الحياة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والإنسانية والعلمية وتوجيه البحث لتحقيق الرفاهية للبشرية.
10. أن يتميز بالقدرة على الابتكار وسعة الاطلاع وعمق التفكير والتبصر في الأمور.

للحصول على معلومات أكثر بخصوص أخلاقيات البحث العلمي يمكنك الاطلاع والتحميل المباشر المجاني لنسخة إلكترونية من أخلاقيات البحث العلمي pdf من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).