حددت نظرية اريكسون في النمو الاجتماعي 8 مراحل أساسية للنمو النفسي الاجتماعي وهي:
أولًا: مرحلة الثقة في مقابل عدم الثقة:
يواجه الطفل المولود في العام الأول الأزمة الأولى، إذ يولد وهو محايد بين شقي الأزمة، بمعنى أن لديه القابلية لكليهما، ما يمر به من خبرات هو الذي يقرر ويحسم هذه الأزمة لصالح أحدهما.
يترتب على ذلك إن كانت هذه الخبرة إيجابية سارة وممتعة تكون لديه مشاعر الثقة، وعلى العكس إن كانت تلك الخبرات التي يتعرض علها سالبة حزينة، متعبة، وذلك ناتج عن مشاعر عدم الثقة الموجودة لدى الرضيع.
ثانيًا: مرحلة الاستقلالية في مقابل الشعور الخجل:
- هذه المرحلة ما بين العامين الثاني والثالث من عمر الطفل يواجه الأزمة الثانية، إن ما انتهى إليه الرضيع في المرحلة الأولى وما يمر به من خبرات ابن السنتين الثانية والثالثة، يقرران مسار هذه الأزمة.
- الشعور بالثقة يساعد الطفل على استكشاف أن ما يقوم به من سلوك هو سلوكه هو، وعلى تطوير مشاعر بالقدرة على تسيير يعض شؤونه والاحساس بالاستقلالية عمن تولوا رعايته في عامه الأول.
- على النقيض يكون حاله فيما لو طور في المرحلة الأولى مشاعر عدم الثقة، وينمو الشعور بالاستقلال عند الأطفال من خلال قيام الأم بإطلاق العنان للمبادرة لديهم.
- في هذه المرحلة تحدث أكثر مظاهر التعلم وضوحًا من خلال التدريب على عادات الإخراج والطفل الذي يحسن والداه معاملته يصبح سعيدًا ويتمكن من ضبط ذاته.
ثالثًا: مرحلة المبادأة في مقابل الشعور بالذنب:
يواجه الطفل في هذه المرحلة التي تمتد من السنوات الأربعة والسادسة من عمره فمن المتوقع أن يخبر العالم الاجتماعي من حوله وبحثك به، إن ما انتهي إليه سيعمل على تأصيل وتوسيع دائرة الاستقلالية مما يدفع به إلى ممارسات سلوك اعقد.
يجب على الطفل في هذه المرحلة من الانطلاق في البيئة دون الاعتماد على الآخرين لتطوير شعور المبادأة أما الاستمرار في الاعتماد على الوالدين وغيرهم فأنه يطور شعورًا بالذنب لإحساسه بالجز عن تلبية توقعات المجتمع في التفاعل مع بيئته مستقلًا عن والديه.
رابعًا: مرحلة الإنجاز في مقابل بالنقص:
تستغرق هذه المرحلة سنوات أطول إذ تمتد من السادسة إلى سن الثانية عشر. إذ أن طفلًا طور مشاعر الثقة والشعور بالاستقلالية والقدرة على المبادرة مرشح أن سار كل شيء على ما يرام أن يسحم أزمة هذه المرحلة لصالح الشعور بالقدرة على الإنجاز سواء في البيت أو المدرسة.
يكلف به الطفل من واجبات مدرسية أو أسرية وما تفرضه عليه جماعة الرفاق من مهمات يؤديها ويحرص على أن يكون هذا الأداء جيدًا وبالسرعة الممكنة والعكس بالعكس.
خامسًا: مرحلة تحديد الهوية في مقابل اضطراب الهوية:
- تبدأ هذه المرحلة مع بدايات مرحلة المراهقة وتستمر إلى نهايتها، ويواجه المراهق في هذه المرحلة سؤالا لم يطرحه على نفسه من قبل هو من أنا؟ ويجتهد باحثًا عن إجابة لهذا السؤال وإمكانياته العقلية والمعرفية التي لم تبلغ أشدها بعد.
- ورومانسية مغالية تحجب عنه الواقع وتدفع به للعيش مع ما هو خيالي وأن ما يتوفر لهذا المراهق من مساعدة وما يقاربه من خبرات وما يطلع عليه من نماذج متلفزة أو مقروءة أو حية تلعب دورًا في إيصاله إلى تحديد هويته بتحديد الأدوار المنوطة به.
- ذلك هو المسار النمائي الصحي الذي يهدي إلى الانتقال السلس والسوي إلى مرحلة الرشد المبكر.
سادسًا: مرحلة الألفة في مقابل العزلة:
تبدأ هذه المرحلة مع بدايات مرحلة الرشد المبكر، ومع هذه البدايات يكون الشاب قد تخلص من سطوة الانوية وحصل لنفسه على إجابات مقنعة للعديد من الأسئلة.
في هذه المرحلة يكون الشاب قد رسا على أرضية الواقع الشخصي والاجتماعي، وعاد ليواجه ضرورة العيش مع الآخر وتطوير مشاعر المودة والألفة.
يصل الشاب في النهاية التوافق مع هذا الآخر ومشاركته في التفكير والانجاز والتخطيط وبالتالي الانخراط الصحي في عجلة النظام الاجتماعي أما في الجامعة أو العمل.
سابعًا: مرحلة الإنتاج في مقابل الركود:
إن استطاع شابًا أن ينجح في تحقيق الألفة في مرحلة الرشد المبكر مرشح لتطوير مشاعر القدرة على الإنتاج بناء على ما يتجه بالفعل.
مع بدايات هذه المرحلة يكون الشاب قد تزوج وأنجب، والتحقق بوظيفة أو مارس أعمالًا خاصة، وكون صداقات عائلية، واستقرت معاييره الأخلاقية وتكاملت إلى حد ما ابنيته المعرفية، وانتهى تكوينه الأكاديمي أو المهني.
هذه الإنجازات تعمل تطوير مشاعر حقيقية بقدراته على متابعة الإنتاج والابداع ليكون عطاؤه في هذه المرحلة متميزًا.
ثامنًا: مرحلة تكامل الانا في مقابل الإحساس باليأس:
مع بدايات مرحلة الشيخوخة أو مرحلة الرشد المتأخرة تبدأ هذه المرحلة ومعها يقف الكهل مع أوائل الستينات من عمره متأمل مقيمًا لما تم إنجازه من علم، أو مال، أو بناء، أو علاقات اجتماعية.
إن كانت نتائج هذه الوقفة إيجابية، مرضها عناه مريحة يشعر الفرد بتكامل الانا فقد حقق ذاته وحصل على ما حلم به وما صبا إليه، وهذا يحضر لشيخوخة دافئة مريحة مطمئنة وعلى العكس أن كانت نتائج تلك الوقفة سلبية.
لا يفوتك مقال شمولي عن نظرية النمو الخلفي لكولبرج