يستهدف علم الاجتماع الكشف عن أصل القوانين والظواهر المجتمعية الخاضعة للنظريات الاجتماعية في أصلها ونشأتها، وهذا واحد من أهم الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها علماء الاجتماع، حيث يهدف علماء الاجتماع إلى الخروج بقواعد عامة وقوانين مطردة يمكن تطبيقها على المجتمعات البشرية، مما يضفي على علم الاجتماع موضوعية ومصداقية، وسنبين فيما يلي الأهداف النظرية والأهداف العملية لعلم الاجتماع بشيء من التفصيل.
أولا: أهداف علم الاجتماع النظرية:
- يدرس علم الاجتماع الحقائق الاجتماعية والظواهر المجتمعية بغية تحديد العناصر المكونة لهذه الظواهر والوقوف عليها، كما يستهدف الوقوف على المبادئ العامة لحياة المجتمع، والدعائم التي تقوم عليها.
- يدرس علم الاجتماع التطورات والتحولات التي مرت بها المجتمعات على مدار العصور، والأسباب والعوامل التي سببت هذه التطورات وساعدت على حصولها، إذ أن الظواهر الاجتماعية متطورة وتتغير بتغير البيئتان الزمانية والمكانية، على عكس الظواهر الطبيعية.
- يهدف علم الاجتماع إلى دراسة التطور الوظيفي للظواهر الاجتماعية عبر الزمان، بالإضافة إلى اختلاف الوظائف اجتماعياً من مكان لآخر، ومعلوم أن كل ظاهرة اجتماعية لها وظيفتها الخاصة، فالزواج مثلاً وظيفته تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء بالإضافة إلى التكاثر.
- يستدف علم الاجتماع دراسة التأثيرات المتبادلة بين الأفراد وبين الظروف البيئية الطبيعية والجغرافية، أي أنه يدرس العلاقة بين ظواهر المجتمع وغيرها من الظواهر التي تتخذها العلوم الأخرى ميدانا لدراستها.
ثانياً: الأهداف العملية:
بالرغم من أن علم الاجتماع ينتمي إلى المعارف الإنسانية، إلا أنه يضم جانباً عملياً وتطبيقياً، هذا الجانب العملي يقوم على أساس البحوث النظرية الاجتماعية، وعادة ما تكون أهداف علم الاجتماع العملية في صورة مشاريع الإصلاح الاجتماعي والتخطيط الاجتماعي وخدمة المجتمع، مما يساعد المجتمعات في التطور وتحقيق أهدافها المنشودة.
وختاماً نقول: لا شك أن علم الاجتماع أضحى واحداً من أهم العلوم الإنسانية التي أنتجها العقل البشري، نظراً لما يقوم به من دراسة عميقة للمجتمعات البشرية وأسباب تطورها، والتحولات التي تمر بها الأمم، ولا شك أن إدراك سلوك الأمم والمجتمعات والوقوق عليه، يمكن العلماء من التخطيط لإصلاح الفساد السلوكي في المجتمعات مما يساعد المجتمعات في سبيلها إلى النهضة والتقدم.