نظرية أوزوبل في النمو المعرفي
نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى (نظرية أوزوبل)
ديفيد بول أوزوبل هو عالم نفس أمريكي له عديد من الاسهامات في مجالات علم النفس التربوي والعلوم المعرفية وتعليم العلوم، ويعتقد أوزوبل أن فهم المفاهيم والمبادئ والأفكار يتم تحقيقه من خلال التفكير الاستنباطي، وهكذا، آمن أوزوبل بفكرة التعلم القائم على المعنى بدلاً من الحفظ الصم، ويعتبر العامل الوحيد الذي يؤثر على التعلم هو ما يعرفه المتعلم بالفعل، وقد أدى ذلك إلى قيام أوزوبل بتطوير نظرية مثيرة للاهتمام للتعلم الهادف والنهوض بالمنظمين وهي نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى.
نظرية التعلم
يعتقد أوزوبل أن تعلم المعرفة الجديدة يعتمد على ما هو معروف بالفعل، أي أن بناء المعرفة يبدأ بملاحظتنا والاعتراف بالأحداث والأشياء من خلال المفاهيم التي نمتلكها بالفعل، فنحن نتعلم من خلال بناء شبكة من المفاهيم والإضافة إليها.
كما يركز أوزوبل على أهمية التعلم بالاستقبال بدلاً من التعلم بالاكتشاف، والتعلم القائم على المعنى بدلاً من الحفظ الصم، وأعلن أن نظريته تنطبق فقط على التعلم بالاستقبال في نطاق المدرسة، ولكنه لم يقل صراحةً أن التعلم بالاكتشاف لا يعمل، ولكنه أشار بأنه لم يكن فعالاً، ويعتقد أوزوبل أن فهم المفاهيم والمبادئ والأفكار يتحقق من خلال الاستدلال الاستنباطي.
وتأثر أوزوبل بتعاليم جان بياجيه، وعلى غرار أفكار بياجيه للمخططات المفاهيمية، ربط أوزوبل ذلك بتفسيره لكيفية اكتساب الأفراد للمعرفة.
التعلم القائم على المعنى
تركز نظرية أوزوبل على التعلم القائم على المعنى، ووفقاً لنظريته ليكون التعلم ذي معنى، لا بد للأفراد من ربط المعرفة الجديدة بالمفاهيم ذات الصلة التي يعرفونها بالفعل، ويجب أن تتفاعل المعرفة الجديدة مع البنية المعرفية للمتعلم.
وكان أوزوبل يؤمن بفكرة التعلم القائم على المعنى بدلاً من الحفظ الصم، حيث أن الحفظ الصم يقوم بدمج المعلومات الجديدة في هيكل المعرفة الموجود مسبقاً ولكن بدون أي تفاعل، فيتم استخدام الحفظ الصم لاستدعاء المعلومات كـأرقام الهواتف وغيرها، وبالتالي فلا فائدة للمتعلم في فهم العلاقات بين الأشياء.
ونظراً لأن التعلم القائم على المعنى ينطوي على الروابط بين المفاهيم، فإنه يتمتع بامتياز الانتقال إلى الذاكرة طويلة المدى، ويتمثل العنصر الأكثر أهمية في التعلم القائم على المعنى في كيفية دمج المعلومات الجديدة في هيكل المعرفة القديم، وبناءً على ذلك يعتقد أوزوبل أن المعرفة منظمة بشكل هرمي.
الإطار العام للنظرية
قام أوزوبل في نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى بتفسير كيفية تعلم الأشخاص للمواد المنطوقة والمقروءة، فيرى أن المتعلمين يقومون باستقبال المعلومات وربطها بالمعرفة القديمة والسابقة، وبهذه الطريقة تصبح المعلومات الجديدة بالإضافة إلى القديمة ذات معنى خاص، ومن هنا، تعتمد سرعة وفاعلية عملية التعلم على مدى ارتباط المعلومات الجديدة المكتسبة بالمعلومات القديمة داخل البناء المعرفي للشخص، ومدى تنظيم المعلومات وترابطها داخل هذا البناء، وقدى كل متعلم على اكتساب المعلومات الجديدة.
مراحل التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى
أولاً: تقديم المنظم المتقدم
أيد أوزوبل استخدام المنظم المتقدم كآلية للمساعدة في ربط المواد التعليمية الجديدة بالأفكار الحالية ذات الصلة، وتساعد آلية المنظم المتقدم عند تقديم المواد الصعبة والمعقدة في عملية التعلم، ويتم تحقيق ذلك من خلال شرطين؛ أولهما يجب على الطالب معالجة وفهم المعلومات المقدمة في المنظم وهذا يزيد من فعالية المنظم نفسه، والثاني يجب على المنظم أن يشير إلى العلاقات بين المفاهيم والمصطلحات الأساسية التي سيتم استخدامها. وينقسم المنظم المتقدم إلى فئتين المنظم المقارن والشارح.
المنظم المقارن
يُستخدم المنظم المقارن للدمج والتمييز، فهو يدمج الأفكار الجديدة مع مفاهيم متشابهة في البنية المعرفية، بالإضافة إلى زيادة التمييز بين الافكار الجديدة والقائمة التي تختلف بشكل أساسي ولكنها متشابهة بشكل مربك.
المنظم الشارح
يٌستخدم المنظم الشارح عندما تكون المواد التعليمية الجديدة غير مألوفة للمتعلم، فغالباً ما يربطون ما يعرفه المتعلم بالفعل بالمواد الجديدة وغير المألوفة - وهذا بدوره يهدف إلى جعل المواد غير المألوفة أكثر قابلية للتعلم.
ثانياً: تنظيم المحتوى وتقديمه
تقوم هذه المرحلة على تنظيم المواد الجديدة بشكل واضح وصريح، وجعل هذا التنظيم منطقي، وعرض المواد من حيث أوجه التشابه والاختلاف الأساسية باستخدام الأمثلة وإشراك الطلاب في أنشطة التعلم القائم على المعنى.
ثالثاً: تعزيز التنظيم المعرفي
تقوم هذه المرحلة على ربط المعلومات الجديدة بالمنظم المتقدم، وتعزز التعلم بالاستقبال النشط.
تطبيقات نظرية أوزوبل
بعد الاطلاع على نظرية أوزوبل، يتضح لنا أن التعلم القائم على المعنى يؤكد على دور العمليات المعرفية كالفهم والإدراك والاستدلال في عملية التعلم، فيهتم التعلم في هذه النظرية بالدور الحيوي للأجهزة التي تساهم في إدراك وتمييز الأفكار في المادة الجديدة، وبناء علاقة لها معنى بين الأفكار الجديدة والموجودة لدى المتعلم، ويرى أوزوبل أن الهدف من عملية التعلم بالمدرسة هو مساعدة الأفراد على اكتساب المعلومات والاحتفاظ بها، ثم نقلها إلى المواقف التعليمية الجديدة، فضلاً عن أهميتها التطبيقية في مجالات التعلم المدرسي الأخرى كتخطيط وبناء المناهج الدراسية، وأساليب التدريس، وخاصة تطبيق التعلم بالاكتشاف وبالاستقبال، كما تهتم هذه النظرية بأساليب معالجة المتعلم للمعلومات الجديدة في المادة التعليمية وبطرق تقديم هذه المادة التعليمية للمتعلم.
النقد الموجه لنظرية أوزوبل:
لم تهتم نظرية أوزوبل بالمهارات الأخرى لأنها تقوم على التعلم المعرفي، كما أعطت النظرية اهتماماً كبيراً للتعلم بالاستقبال، وأهملت التعلم بالاكتشاف، كما توجه النقاد بالإشارة إلى أن أوزوبل لم يصف بناء المنظمين لذا تختلف نتائج الأبحاث المختلفة حول فاعليتها وكفاءتها.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- نور، عبد المنعم عابدين محمد. "نظرية أوزوبل في التعلم اللفظي ذي المعنى وتطبيقاتها في تدريس العلوم." مجلة البحوث التربوية: كلية المعلمين في الباحة - مركز البحوث التربوية ع 6 (2005): 146 - 151.
- عودة، موسى عبد الرحيم، وإبراهيم حامد حسين الأسطل. "أثر استخدام نموذج أوزوبل في علاج التصورات الخطأ للمفاهيم الرياضية لدى طلبة الصف العاشر الأساسي" رسالة ماجستير. الجامعة الإسلامية (غزة)، غزة، 2013.
- فشار، فاطمة الزهراء. (2019). نظريات التعلم المعرفية.