طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(2900)

الفرق بين النظرية والفرضية

 

 

 

النظرية مجرد فكرة على الورق غير موثوق بصحتها..

الفرضية تخمين من عالم محترم ذو خيال واسع..

هكذا يرى العامة النظرية والفرضية ويساوون بينهما في عدم الفائدة أو عدم الاتفاق العلمي حولهما، سبب ذلك هو نظرتنا الأولية النابعة من كثرة الاستخدام الخاطئ لبعض المصطلحات، أو الخلط بين الاستخدام العامي للمصطلح في اللغة المحكية واستخدامه في الأوساط العلمية الأكاديمية.

"فلان ينظّر".. "كلامك كله تنظير ولا أساس له على أرض الواقع" ...وأمثال هذه الجمل كثيرة ليفهم الغير مختص أن النظرية كلام فارغ لا علاقة لها بالحقيقة.

" افرض كذا وكذا " ... "مجرد فرضيات مستحيل أن يحدث هذا "... مما يضفي على الفرضية أيضاً طابع الخيال والاستحالة، ويجعل المبرهنات والقوانين هي الأشياء الوحيدة الصحيحة.

لكن ما المعنى الصحيح لكل من النظرية والفرضية في العالم الأكاديمي؟ وما علاقة كل مصطلح بالآخر.

يمكن القول أن الفرضية هي النظرية في نعومة أظفارها، وكل نظرية بدأت كفرضية في المختبرات العلمية ثمَّ اكتسبت تأييدات وحصلت على دعم أكبر وحققت إنجازات وتفسيرات أهم وأشمل حتى انتقلت من طور الفرضية التي تقبل الخطأ والصواب إلى طور النظرية الأكثر تعبيراً وأدق وصفاً وأكثر صحةً لظاهرة محددة.

الفرضية في البحث العلمي

 

يقول أرسطو: "هي نقطة البدء في كل برهنة، وهي المنبع الأول لكل معرفة يكتسبها الانسان، أي أنه المبدأ العام الذي يستخدم كإحدى مقدمات القياس"، كل شيء مبرهن ومثبت علمياً بدأ كفرضية وخيال علمي داخل عقول الباحثين وبين أروقة المختبرات.

عندما يدرس العلماء ظاهرة معينة يطرحون عدة فرضيات محاولةً منهم لتفسيرها والتعبير عنها وتقييدها بقوانين محددة ثمَّ يعرّونها أمام المنهج العلمي ليبقى الأكثر منطقية منها، ومن هنا تبدأ رحلة البرهنة والإثبات والتفنيد والنقد ومقارنة نتائجها على الورق مع نتائج الظاهرة على أرض الواقع فإن صمدت وقدمت أكبر قدر من التفسيرات تحوّلت إلى نظرية.

الفرضية بداية الطريق وأول نقطة في سعي العالم للوصول لنظرية تصف الظاهرة المدروسة، ولا تُؤخذ الفرضيات على محمل الجد في الأوساط الأكاديمية أو تنسب إلى صاحبها بشكل رسمي لأنها تقبل الصحة والصواب وتتأرجح بينهما، ومتى جزم المجتمع العلمي بموافقة الفرضية للواقع أضحت نظرية تُنسب إلى صاحبها ويُعتدُّ بها في الأبحاث والدراسات الأكاديمية ويستفاد منها تطبيقياً في الحياة العملية.

وما لم تخرج الفرضية من نطاق الاحتمالية إلى نطاق الصحة لا يمكن أن يعتمد الباحث عليها في بقية أبحاثه حتى لو وافقت الواقع وفسّرت الظاهرة في بعض أجزائها، وتبقى وجهة نظر مؤقتة لعالم معين يحاول فيها وصف موضوع محدد تبقى غير صحيحة حتى صمودها أمام الفكر النقدي والتجربة والبرهان.

 النظرية في البحث العلمي

 

النظرية فرضية أُثبِتت صحتها بالتجربة العملية والبرهان المنطقي مُفسرةً ظاهرة محددة في مجال علمي معين، وليس بالضرورة للنظرية أن تكون رياضية أو فلكية أو فيزيائية ربما تصف النظرية ظواهر اجتماعية أو تربوية أو نفسية، ما دامت تقدم تفسير صحيح وتقدم تبريرات منطقية وتتوقع نتائج الظاهرة عند تغير أحد متغيراتها وتصفها بشكل جيد كانت نظرية.

عجز النظرية عن تفسير جزء محدد من الظاهرة لا يعني بطلانها لكن هناك حاجة لنظرية أهم وأوسع، وأقرب مثال حول هذا هي نظرية السير إسحاق نيوتن عن الجاذبية التي استمرت قروناً من الزمن تقدم تفسيرات صحيحة ونتائج عملية مطابقة للواقع وتستخدم في كل الأفرع الهندسية والفيزيائية وفي المختبرات العلمية لكن في الفضاء والكواكب فشلت ...

فشلت نظرية نيوتن في وصف مسارات بعض الكواكب في دورانها حول الأرض، ومرَّ المجتمع العلمي بحالةٍ من التناقض والتخبط، حتى خرج من رأس ألبرت آينشتاين نظرية جديدة تقدم فكرة مختلفة كلياً عن الجاذبية لكنها أكثر تعقيداً، وتحول العالم من فكرة تجاذب الأجسام البسيطة إلى انحناء الزمكان!

لم يجرؤ العالم على استبدال نظرية نيوتن حتى وصفت نظرية آينشتاين مسارات الكواكب التي عجزت عنها نظرية نيوتن وحددت بدقة مواضع النجوم، ومع هذا بقيت النظريتان صحيحتان!

نظرية نيوتن تصف حركة الأجسام وتجاذبها في الأبعاد الصغيرة مع نسبة خطأ شديدة الصغر يمكن إهمالها لكن مع الأبعاد والأحجام الكبيرة في الفضاء والكواكب تكون نسبة الخطأ مؤثرة مما يجعلها تقدم تفسيرات خاطئة، أما نظرية ألبرت آينشتاين صحيحةً في الأبعاد الصغيرة والكبيرة لكنها أكثر تعقيداً وأعصب فهماً على غير المختص.

لذا اتفق الشارع العلمي على قبول نظرية نيوتن في حياتنا العملية واستخدام نظرية آينشتاين في الأبعاد الفلكية مع التأكيد على صحة الأخيرة وعدم القدرة على تطبيقها لضخامة قوانينها وتعقيدها.

القصة التي ذكرناها في الأعلى ليست بقصد الإمتاع بقدر ما تخدم موضوعنا حق الخدمة، رغم ما جاء به آينشتاين بقيت نظرية نيوتن صحيحة لأنها توافق واقعنا ومن هنا تكتسب النظرية قوتها في موافقة الواقع والتعبير عنه.

 

رحلة الفرضية والنظرية نشأت مع أول قلم وستستمر حتى آخر قلم، رغم صعوبات البحث العلمي وطرق البرهنة الوعرة ستبقى جذوة حبُّ الإنسان للاكتشاف والمعرفة ما بقيت السماوات والأرض.

 

 

 

نرجو من الله أن يجعل هذا المقال مفيداً لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمُقبلين على درجتي الماجستير والدكتوراه في مختلف المجالات، وللحصول على خدمات البحث العلمي والترجمة يمكن الاستعانة بشركة دراسة للبحث العلمي والترجمة أو التواصل معهم من خلال الآتي:

  • الايميل التالي: [email protected]  
  • التواصل عبر الواتساب على الرقم: 00966560972772

 

 

للاطلاع على مزيد من الخدمات المميزة: أضغط هنا

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada