نظرية الفستق ترجع إلى الكاتب السعودي فهد الأحمدي وهو كاتب سعودي معاصر وقد فصل نظريته في كتاب أسماه نظرية الفستق ، وقد قسم الكتاب إلى موضوعات وهو يستخدم أسلوب الحوارمع القارئ ويتخلله بعض القصص بعضها خيالي وبعضها حدث بالفعل وفي نهاية كل موضوع يستخلص العبرة من الحوار عن طريق تقديم بعض النصائح للقارئ التي تستهدف تغيير نمط تفكيره .
ويرى الكاتب أن كل شخص إنما هو مزيج من من مجموعة من العوامل الوراثية والثقافية والتي تسهم في بناء شخصية الفرد وبالتأكيد فإن هذه العوامل تختلف من شخص لأخر وهي تحدث فروق فردية بين البشر وهذا لا يسبب مشكلة ولكن المشكلة الحقيقية هي جهلنا بأنفسنا وهذا من أهم أسباب فشلنا في الحياة ،فالتحدي يكمن في كيفية إكتشاف الشخص لسمات الإختلاف بينه وبين الآخرين ومعرفة مميزاته ومواهبة وبالتالي إستغلالها الإستغلال الأمثل .
كما ينصح الكاتب القراء بأن يبدأ كل منهم في تحديد خطته وأهدافه المستقبلية ويضرب مثالاً بالطائرة التي تسير وفق خطة سير محددة تحديداً دقيقاً مسبقاً ولذلك فإنها تصل إلى هدفها المحدد بدقة ، ويطلب من القارئ أن يتخيل صعود الكابتن إلى الطائرة وهو لا يعرف موعد الإقلاع أو الهبوط أو الوجهة هل سيقلع بالطائرة بدون خطة سير وبدون وجهة ؟ بالتأكيد لا . ، وهذا هو الفرق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل ، فالإنسان الناجح يحدد أهدافه مسبقاً ويضع خطة بناء على تلك الأهداف ويحاول تنفيذها وبالتالي يصل إلى هدفه بدقة ، بينما الكثير من الناس لم يحددو أهدافهم وليس لديهم خطة مستقبلية وبالتالي لا يصلون إلى شيء لأنه إذا لم تعرف أين تذهب فجميع الطرق تنتهي للاشيئ ، لأن سر النجاح يكمن خلف وضوح الهدف ومرونة التنفيذ .
ويذكر الكاتب بأننا لا نستطيع أبدا إنجاز هدف لا نحلم به ويطلب منا أن نضع لأنفسنا أحلاما كبيرة متناسبة مع قدراتنا ومواهبنا لأن الأحلام الكبيرة تؤدي إلى نتائج متوسطة بينماالأحلام العادية تؤدي إلى نتيجة تافهة ، وقناعتك بالوصول للهدف هي من أهم أسباب تحقيقه والعكس بالعكس.
وأورد الكاتب أنه ثمة بقع عمياء داخل عقولنا تجعلنا لا نرى الصورة كاملة وهذه البقع مثل : التصرف كالعادة، وإتخاذ قرارات بدون معرفة أثارها خشية إتهامنا بالجهل، وعدم نقد أنفسنا مثل الأخرين،والقفز مباشرة إلى الإستنتاج دونما تفكير منطقي، وعدم التركيز على معرفة الحقيقة كاملة، وخلق متهم نحمله كافة مأسينا وينصح الكاتب بأن نفكر بطريقة منطقية في أخطاءنا حتى لا نلدغ من الجحر مرتين.
ويطلب الكاتب أن نقسم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة يمكن تحقيقها وتكون عادات يومية بالنسبة لنا، لأن النجاح لا يتعلق بالكمية وإنما يتعلق بالإستمرارية والإنجازات الكبيرة لا تحتاج لأكثر من عادة يومية بسيطة.
القدر قد يتحمل جزء كبير من حظوظنا الشخصية ولكن ما يبقى يمكن صنعه بأيدينا، والمحظوظ هو من يصنع حظه بنفسه عن طريق تحين الفرص المناسبة والتواجد حيث تتحقق الطموحات وأهم ما يميز المحظوظين هو الإستغلال السريع لمواهبهم.
أما عن إسم الكتاب والنظرية فقد أورد الكاتب قصة خيالية حيث يطلب من القارئ أن يتخيل أنه أرسل إبنه لشراء بعض الفسدق، وبينما هو يقود السيارة دخل في تحدي مع شاب أخر في الطريق، ثم إنتهى التحدي بحادث سير بسيط، نزل الشابان وتشاجرا وإنتهى الشجار بإصطدام رأس الشاب الأخر بالرصيف ، حضرت الشرطة وأخذت الولد للتحقيق معه بتهمة الإعتداء على أحد المواطنين والتسبب له بضرر دائم ونقل الشاب الأخر إلى المستشفي ، بعدها دخل الشاب في غيبوبة إنتهت بوفاته ، فدخل إبنك في قضية أكبر ووجهت له المحكمة تهمة القتل غير العمد وبعد إصدار الحكم إتضح أن الضحية كان متزوجاً قريباً وأن لديه طفل يبلغ من العمر ستة أشهر ولذلك بتعين على إبنك أن يبقى في السجن لمدة حتى يصل الطفل إلى سن الرشد ثم يستشار الطفل هل يعفو عنه أم يبقى ابنك في السجن، وبالتالي فإن إبنك سوف يقضي زهرة شبابه في السجن معلقاً بأمل ضعيف ويضيع عليه فرصة دخول كلية الطب والزواج وتكوبن أسرة سعيدة وقد لا يتنازل الطفل عندما يصبح شاباً وكل هذا بسبب حبة فستق ، وبالتالي فإنه يمكن لأي فعل مفاجئ وصغير وغير متوقع أن يتسبب بمآسي كبيرة ودائمة وغير متوقعة ، لتلافي الأخطاء الكبيرة يجب أن نتلافى مسبباتها الصغيرة ، حياتنا تسير في خط مستقيم لدرجة أننا لا نستطيع التراجع عن أخر حماقة إرتكبناها منذ دقيقتين ، ولأن مستقبلنا قد يضيع بسبب حماقة واحدة قد تتضاعف تلقائياً يجب أن نتذكر دائماً نظرية الفستق.
حاول أن تتصرف بشكل أفضل دائماٍ حتى وإن لم تكن أفضل الناس وتصرف كما أنت وليس كما يعاملك الناس ولا تنظر إلى بعض النتائج السلبية التي قد تلحق بك من فعل الخير ولا تجعل ذلك يؤثر في فعل الأعمال الخيرة لديك .
الكثير من الناس يسعون لإثبات صحة رأيهم بدلاً من محاولتهم الوصول الى الحقيقة ، كما أنه ليس بالضرورة أن يحرز رأيك موافقة الأغلبية لكي يمثل الحقيقة وليس كل رأي قديم تعارف عليه الناس منذ زمن هو الحقيقة .
عندما تكون في نقاش لا تسمح للطرف الأخر بأن يأخذك إلى نقاشات فرعية غير موضوع النقاش الأصلي ودائماً كن حريصا للإستماع جيداً للطرف الأخر لأن هذا ما سيضيف لك معلومة جديدة، وكن مرناً دائماً وتقبل فكرة أن يكون رأيك غير صواب حتى ولو كنت معتنق هذا الرأي لسنوات.
التفسير الأكثر بساطة هو الأقرب للصواب ، أحياناً قد نفسر الموقف بطريقة معقدة جداً لكي لا يتنافى مع رأينا الشخصي وهذا غالباً ما يثبت خطأه.
دائماً حاول أن تعرض السؤال على نفسك أولاً قبل عرضه على الأخرين حتى لا تعطل عقلك وتقتل في نفسك التفكير الناقد ودائما لا تستسلم لأي فكرة بدون عرضها على العقل حتى وإن أقرها الغالبية من الناس .
أنظر إلى المشكلة من جميع الجوانب وكن حريص أن تفكر بطريقة القبعات الست لكي تحصل على الصورة كاملة، ثم رتب المهام في ذهنك بطريقة واضحة لكي يسهل عليك تنفيذها في وقت قياسي .
هناك اشياء تستطيع أن تنفذها بسهولة وتحقق بها نتائج جيدة لذلك إحرص على إستغلالها ولا تفني عمرك في الطرق الوعرة طالما أنك تمتلك طريق ممهد يؤدي بك إلى نفس النتيجة ، ودائما إستغل أوقات الفراغ القصيرة فهي قد تكون كبيرة حين تتجمع مع بعضها وحاول ألا تهدر الوقت وقم بإنجاز أعمالك بأقصى سرعة ممكنة مع الحفاظ على جودة العمل .
10% من المشاكل التي تتعرض لها هي خارجة عن إرادتك لكن 90% من المشاكل قدتكون أنت السبب فيها لذلك كن حريص على ألا تحدث ال90% من المشاكل ، يمكنك أن تساعد الأخرين عندما تستطيع مساعدتهم ويمكنك أيضاً أن تقول لا وهذا حقك الأصيل فلا تخجل من إستخدامه ، وفي النهاية يجب أن توقن أننا بشر وجميعنا يخطئ ولكن الأفضل من يراجع نفسه بإستمرار ويصحح أخطاءه.
المرجع كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد الأحمدي (1438) دار الحضارة للنشر والتوزيع ، ط3 السعودية الرياض .
تحميل كتاب نظرية الفستق مجانا pdf
https://tinyurl.com/yyy8l26h