تساؤلات البحث العلمي

بعد أن ينتهي الباحث العلمي من تحديد عنوان البحث والمشكلة البحثية بصورة واضحة ودقيقة، يقوم بوضع تساؤلات البحث العلمي التي تلي السؤال الرئيس مباشرةً، ويضعها الباحث ليشير من خلالها إلى النتائج المتوقعة في البحث على مستوى كل محور من محاور الدراسة، ويجب أن يراعي الباحث عند وضع الأسئلة والفرضيات أن تغطي كافة جوانب البحث العلمي.

1. تساؤلات البحث العلمي: هي مجموعة من الأسئلة التي يعمد الباحث العلمي إلى طرحها للإشارة إلى النتائج المتوقعة. وهي بمثابة أسئلة استفهامية غير معلومة الإجابة تشير لنتائج الدراسة ويتم وضعها في كل محور بهدف ربط التساؤل بمحور محدد.
2. تساؤلات البحث العلمي: هي أسئلة يقوم الباحث بطرحها من خلال البحث العلمي الخاص به بهدف دراسة كل جوانب الدراسة، وتستخدم بشكل كبير في البحوث النوعية والوصفية والمسحية، حيث في البحوث النوعية ليس هناك مجال في استخدام الفرضية الإحصائية ويكتفى الباحث بالأسئلة.

هناك ثلاث أشكال للتساؤلات في البحث العلمي وهي كالآتي:

1. التساؤلات الوصفية: يُقصد بها وصف المشكلة البحثية عن طريق طرح الأسئلة على سبيل المثال المشاكل التعليمية التي يعاني منها طلاب وطالبات الجامعة عند تسجيل مقرراتهم الدراسية.
2. التساؤلات المتعلقة بالعلاقات: فعلى غرار المثال السابق فهذا النوع من التساؤلات يستخدم من أجل معرفة المشاكل المتعلقة بالمناهج الدراسية الخاصة بالطلاب وعلاقتها بمدى تحصيلهم العلمي والتقديرات التي يحققونها.
3. التساؤلات التي لها علاقة بالفروق: مثل الفرق في الأداء التحصيلي بين الطلاب الذكور والطلاب الإناث.

يتم صياغة التساؤلات في البحث العلمي عن طريقة مجموعة من الخطوات التي يجب على الباحث مراعاتها جيدًا وهي:

1. يجب أن تتسم التساؤلات عند صياغتها بالدقة، والوضح، وتجنب الغموض، والعمومية.
2. يجب عند صياغتها توضيح مضمون ومحتوى المشكلة البحثية من جميع جوانبها.
3. يجب أن تكون التساؤلات عند صياغتها محددة ولا يمكن التنبؤ بالإجابة عليها مقدماً أو مسبقاً.
4. تتم صياغة التساؤلات في البحث العلمي بشكل استفهامي ويتم وضعه بناء على محتوي كل محور من محاور البحث العلمي.
5. أن تكتب أسئلة البحث في عبارة واضحة ومستخدمة كلمات إجرائية، ولا تعطي معنى متشابهًا.
6. عدم استخدام مصطلحات تقنية غريبة لم يفهمها القارئون عامة.
7. أن يكون الجواب المراد من تساؤلات البحث العلمي لا يتضمن الخبر أو المعلومات عن الواقع أو المتغيرات فقط، بل يجب أن يحمل المعلومات عن العلاقات بين الحقائق والواقعات.
8. أن يتضح في صياغة تساؤلات البحث وجود متغيرات الدراسة، أي أن تكون المتغيرات الملاحظة في عملية البحث العلمي مذكورة في أسئلة البحث أو على الأقل مشارة فيها لكي يفهمها القارئين.
9. يجب أن يكون تصميم البحث المستخدم لإجابة المشكلات في عملية البحث مشارة واضحة في تساؤلات البحث العلمي.
10. أن تكون تساؤلات البحث متعلقة بفرضية البحث المستخدم.
11. أن تكون تساؤلات البحث العلمي مشيرة إلى حد البحث ونطاقة.

تتميز التساؤلات في البحث العلمي بعدة خصائص نذكر من أهمها:

1. يجب أن تكون التساؤلات واضحة ومحددة بشكل جيد، حيث يجب أن تركز على فكرة أو موضوع معين للبحث.
2. يجب أن تكون التساؤلات مفتوحة ولا تحتوي على إجابات واضحة، حيث يتعين أن تطلب تحليلًا واستنتاجات من الدراسة العلمية السابقة ذات صلة.
3. يجب أن تكون التساؤلات قابلة للقياس والفحص بطرق علمية، مما يساعد على جمع البيانات وتحليلها بشكل دقيق.
4. يجب أن تكون التساؤلات ذات صلة بالموضوع العلمي وتساهم في تطوير المعرفة الحالية.
5. ينبغي أن تكون التساؤلات مثيرة للاهتمام وتحمل قيمة إضافية في مجال البحث العلمي.

 تهدف التساؤلات في البحث العلمي إلى كثير من النقاط المهمة نذكر من أهمها:

1. تحديد النقاط والمحاور الأساسية التي يهدف الباحث العلمي إلى دراستها وعدم الخروج عنا.
2. تسليط الضوء على المشكلات التي يحاول الباحث العلمي حلها للربط بين تلك التساؤلات وبين أهداف البحث العلمي.
3. جعل عملية التحليل تسير نحو تحقيق الأهداف المرجوة من البحث.
4. يساعد اختيار تساؤلات البحث الصحيحة في تحديد المتغيرات المطلوبة لجمع البيانات، وتصميم أدوات القياس المناسبة.
5. تهدف التساؤلات إلى تقديم إجابات متوقعة مبدئيًا لها والتي يتم وضعها بصورة مختصرة على أن تكون مدروسة بعناية للحصول على نتائج موثوقة وصحيحة.

لا يفوتك مقال عن معايير وضع أسئلة الاختبارات

تقسم التساؤلات في البحث العلمي إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:

1. التساؤلات الاستكشافية.
2. التساؤلات التفسيرية.
3. التساؤلات التجريبية.
4. التساؤلات التقييمية.

أولًا: التساؤلات الاستكشافية:

التساؤلات الاستكشافية تسعى لاستكشاف وفهم طبيعة وخصائص موضوع البحث والظواهر المرتبطة به، كما تساعد في تحديد ما تحتاج إليه الدراسة من بيانات ومعلومات لتحقيق أهداف البحث.

ثانيًا: التساؤلات التفسيرية:

تتمحور التساؤلات التفسيرية في البحث العلمي حول تفسير الظواهر والعلاقات المترابطة بين المتغيرات المختلفة، هذا وتهدف هذه التساؤلات إلى فهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة معينة.

ثالثًا: التساؤلات التجريبية:

تعتمد التساؤلات التجريبية في البحث العلمي على تنفيذ تجارب محكمة لاختبار العلاقة السببية بين المتغيرات، حيث يستخدم الباحثون هذه التساؤلات لتحقيق الأهداف البحثية من خلال مراقبة تأثير تغيير في المتغير المستقل على المتغير المعتمد.

رابعًا: التساؤلات التقييمية:

تهدف التساؤلات التقييمية في البحث العلمي إلى تقييم وتقدير قيمة البحث ونتائجه وتأثيرها الممكن على المجتمع العلمي أو العملي، كما تغطي هذه التساؤلات جوانب مثل الفعالية والتأثير العملي للبحث.

فرضيات وتساؤلات البحث العلمي من الخطوات الرئيسية في البحث؛ فالفرضية هي افتراض أو تقدير مبدئي يقوم الباحث بوضعه قبل البدء في البحث.

وتعد فرضيات البحث عبارة عن تخمين مبدئي يتضمن متغيرين أو أكثر ويشير إلى نتيجة في دائرة الممكن المتوقع وغير المتوقع.

في حين أن التساؤلات تساعد على توجيه وتحديد الاتجاه الذي سيسلكه البحث والاستفادة من نتائجه. هذا ويجب أن تكون تساؤلات البحث العلمي واضحة ومحددة وقابلة للقياس. حيث تساعد في تحديد الهدف البحثي وتعزز من تأثيرها على جودة البحث. كما ينبغي أن تكون تساؤلات البحث العلمي مرتبطة بالموضوع والمتغيرات المراد دراستها وتحقيق الأهداف البحثية.

هناك فروق واضحة بين فرضيات وتساؤلات البحث العلمي، وعلى الرغم من وجود هذه الفروق بينهم إلا أن هناك بعض الباحثين الذين من الممكن أن يجمعوا بين فرضيات وتساؤلات البحث العلمي كمسمى واحد، ومن أبرز هذه الفروقات الآتي:

1. يقوم العديد من الباحثين بالاستعانة بتساؤلات البحث العلمي في الدراسات الوصفية، وذلك بهدف التعرف على خصائص الأفراد.
2. يتم استخدام الفرضيات في الدراسات التجريبية بهدف اختبار العلاقات السببية بين المتغيرات في البحث العلمي.
3. تُعَد تساؤلات البحث العلمي عبارة عن أسئلة تصاغ في شكل استفهامي وتحتاج إلى أجوبة وتتضمن متغير واحد فقط.
4. الفرضيات عبارة عن أجوبة افتراضية مقترحة تحتاج إلى إثبات وتوضح العلاقة بين المتغيرات ويحاول الباحث جاهداً اختبار صحة تلك العلاقة.
5. توجد عدة متغيرات يجب الاعتماد عليها للاختيار بين تساؤلات وفرضيات البحث العلمي، وتتمثل تلك المتغيرات في الآتي:

• المعرفة الجيدة لطبيعة الظاهرة أو المشكلة وأهدافها.
• تعدد المتغيرات الحاكمة وتنوعها.
• كثرة البيانات والمعلومات وكفاية الإطار النظري.

6. في النهاية يمكن القول بأن الفروض هي بمثابة أجوبة افتراضية مبدئية مقترحة ومؤقتة تحتاج إلى إثبات، وهي علاقة بين متغيرات؛ يحاول الباحث اختبار مدى صحة وجود هذه العلاقة.
7. أما التساؤلات فهي أسئلة تحتاج إلى إجابة لوصف الواقع، ويتم صياغتها في شكل استفهامي، وتضم متغيرًا واحدًا فقط.

مقال شمولي عن معايير جودة أسئلة وفرضيات البحث العلمي

توجد مجموعة من الشروط المهمة التي يجب أن تتوافر في تساؤلات البحث العلمي لتُمكن الباحث من الوصول إلى أهدافه المرجوة وهي:

1. يجب أن يراعي الباحث العلمي عند وضعه لأسئلة البحث أن تكون واضحة محددة لا تحتاج إلى أي تفسير بوضح معناها.
2. يجب على الباحث العلمي مراعاة أن تكون الأسئلة بسيطة وسهلة وغير مركبة والبعد عن الأسئلة الغامضة التي تحتاج إلى تفسير.
3. يجب أن تعكس أسئلة البحث العلمي بطريقة مباشرة كل ما يتعلق بمشكلة البحث العلمي وأهدافه وفرضياته ونوع البيانات المطلوبة منه للتوصل إلى حلها.
4. يجب أن تكون قابلة للإجابة في ضوء الإمكانيات والقدرات العلمية والمادية والبشرية المتوفرة.
5. قابليتها للقياس والتحليل لتبرير إجاباتها والدفاع عن صحتها بطريقة منطقية وعلمية من خلال البراهين والأدلة والمعلومات التي تثبت صحتها.

في هذه الفقرة سوف نقدم مجموعة من الأمثلة العملية على صياغة تساؤلات البحث العلمي:

مثال رقم 1 على تساؤلات البحث العلمي:

تساؤلات دراسة تحت عنوان "أثر القيادة الخادمة في تحسين جودة حياة العمل الالتزام التنظيمي متغير وسيطًا: دراسة تطبيقية في مؤسسة الضمان الاجتماعي/ المركز"

التساؤلات:

1. ما هي تصورات العاملين لمستوى ممارسة القيادة الخادمة بأبعادها المختلفة: (التصرف بأخلاق، والتمكين، ومساعدة المرؤوسين على التطور والنجاح، والمعالجة العاطفية، والاهتمام بالمرؤوسين أولًا) في مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردني/ المركز؟
2. ما هي تصورات العاملين لمستوى تطبيق جودة حياة العمل بأبعادها المختلفة: (عدالة الأجور والمكافآت، والاستقرار والأمان الوظيفي، والمشاركة في اتخاذ القرار، وظروف عمل آمنة وصحية) في مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردني/ المركز؟
3. ما هي تصورات العاملين لمستوى تحقيق الالتزام التنظيمي بأبعاده: (الالتزام العاطفي، والالتزام الاستمراري، والالتزام المعياري) في مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردني/ المركز؟

مثال رقم 2 على تساؤلات البحث العلمي:

تساؤلات دراسة تحت عنوان "جودة الحياة الأسرية لدى أسر المعاقين عقليًا (دراسة ميدانية على أسر المعاقين عقليًا بالشلف وتيارت)"

التساؤلات:

1. ما مستوى رضا أسر المعاقين عقليًا عن جودة الحياة الأسرية وأبعادها الفرعية؟
2. هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى رضا أسر المعاقين عقليًا عن جودة الحياة الأسرية تبعًا لنوع الإعاقة العقلية؟
3. هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى رضا أسر المعاقين عقليًا عن جودة الحياة الأسرية تبعًا لجنس الطفل المعاق؟
4. هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى رضا أسر المعاقين عقليًا عن جودة الحياة الأسرية تبعًا لسن الطفل المعاق؟

مثال رقم 3 على تساؤلات البحث العلمي:

تساؤلات دراسة تحت عنوان "أثر القيادة الروحية في جودة حياة العمل: الدور الوسيط للثقافة المنظمية في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت"

التساؤلات:

1. ما مدى الأهمية النسبية للقيادة الروحية بأبعادها (الرؤية، والأمل، والإيمان، وحب الايثار، والدعوة، والعضوية) في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت؟
2. ما الأهمية النسبية لجودة حياة العمل بأبعادها (ظروف العمل الصحية، وخصائص الوظيفة، والحوافز، والمنافع، والمشاركة في اتخاذ القرارات) في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت؟
3. ما الأهمية النسبية للثقافة المنظمية في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت؟
4. ما أثر القيادة الروحية بأبعادها (الرؤية، والأمل، والإيمان، وحب الايثار، والدعوة، والعضوية) في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت؟
5. ما أثر الثقافة المنظمية في جودة حياة العمل في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت؟

مقال رائع عن نماذج أسئلة البحث العلمي

عايش، صباح. (2021). جودة الحياة الأسرية لدى أسر المعاقين عقليًا (دراسة ميدانية على أسر المعاقين عقليًا بالشلف وتيارت). مجلة روافد، 5 (1)، 231- 258.

المطيري، مبارك. (2022). أثر القيادة الروحية في جودة حياة العمل: الدور الوسيط للثقافة المنظمية في الهيئة العامة للقوى العاملة في دولة الكويت [أطروحة دكتوراه غير منشورة]. جامعة العلوم الإسلامية العالمية.

اللصاصمة، ميس. (2021). أثر القيادة الخادمة في تحسين جودة حياة العمل الالتزام التنظيمي متغير وسيطًا: دراسة تطبيقية في مؤسسة الضمان الاجتماعي/ المركز [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة مؤتة.

إبراهيم، مروان عبد المجيد. (2000). أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

حكيم، عارف. (2016). صياغة أسئلة البحث للبحوث العلمية في تعليم اللغة العربية. مجلة Pendidikan Bahasa Arab dan Kebahasaaraban، 4 (2)، 113- 127.