تقييم جدّة الفكرة البحثية هو حجر الأساس قبل الانخراط في أي مشروع علمي. فالافتراض بأن الفكرة "تبدو جديدة" لا يكفي إطلاقًا في السياق الأكاديمي الذي يشترط الإثبات المنهجي والمراجعة الشاملة. فيما يلي أبرز الخطوات المنهجية لتقييم مدى جدة موضوعك:
أولًا: الاطلاع المكثف على الدراسات السابقة
لا يمكن التأكد من أن موضوعك جديد دون إجراء مراجعة أدبية شاملة. ينبغي أن تبدأ رحلتك بالبحث عن كل ما كُتب حول الفكرة المقترحة، في قواعد بيانات أكاديمية موثوقة مثل: Google Scholar، Scopus، Web of Science، ProQuest، وغيرها. راقب مدى تكرار العناوين، ومحتوى الأوراق المنشورة، وما إذا كانت تعالج ذات الإشكالية التي تنوي دراستها.
ثانيًا: تحليل الفجوات البحثية
بعد جمع الدراسات السابقة، قم بتحليلها بدقة للعثور على "الفجوات"؛ أي الجوانب التي لم تتناولها البحوث السابقة. أحيانًا، لا يكون الموضوع جديدًا كليًا، لكنه يحتوي على زاوية غير مستكشفة، أو متغير لم يُدرس بعد، أو فئة مستهدفة مختلفة.
ثالثًا: المقارنة بين الزوايا والمناهج
أمعن النظر في المناهج التي استخدمتها البحوث السابقة. إذا كانت كل الدراسات استخدمت المنهج الوصفي، فيمكنك تقديم معالجة باستخدام المنهج التجريبي أو النوعي، مما يحقق لك أصالة المعالجة.
رابعًا: اختبار الفرضيات المحتملة
اطرح أسئلة بحثية أولية ثم تحقق مما إذا كانت مشابهة لما طرح سابقًا. إذا وجدت أن أغلب تلك الفرضيات قد تمت دراستها مسبقًا، فربما تكون بحاجة لإعادة صياغة فكرتك من أساسها.
خامسًا: الرجوع للمشرف أو المختصين
لا تعتمد فقط على اجتهادك الشخصي، بل اعرض الفكرة على المشرف الأكاديمي أو باحثين متخصصين، فآراؤهم قد تكشف لك عن جوانب لم تكن في الحسبان.
وتذكّر، لا تبدأ في الكتابة أو جمع البيانات قبل أن تتأكد بشكل قاطع من أن فكرتك تحمل على الأقل زاوية أو معالجة أصيلة، وإلا فأنت تهدر وقتًا ثمينًا على مشروع قد يُرفض لاحقًا.