طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(191)

مظاهر من الجاهلية وعدم الوعي لقريش والأمم سابقة

 

 

بخلاف ما ظهر من جاهلية لقريش كان هناك مظاهر من الجاهلية وعدم الوعي لأمم سابقة لجاهلية قريش، وكان ذلك دليلًا على ضرورة بناء الوعي ومدى أثر الدين الإسلامي في القضاء على مثل هذه المظاهر التي تعكس مدى جاهلية هذه الأمم، قال تعالى﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: آية 36].  وفي هذا المقال نستكمل سلسلة بناء الوعي كقاعدة علمية في التربية في مرحلة ما قبل الإسلام، ولكن لمجموعة من الأمم السابقة بخلاف قريش.

مظاهر جاهلية الأمم السابقة:

 

توجد العديد من الأمم السابقة في الجاهلية لقريش والتي كانت لديها العديد من المظاهر التي تدل على الجهل وعدم الوعي ونذكر منها:

أولًا: جاهلية عاد:

من مظاهر الجاهلية لقوم عاد أنهم كانوا أهل بطش جبارين، لم يُخلق مثلهم في البلاد، ومن مظاهر العَبَثيَّة فيهم؛ ما أنكره عليهم نبيهم هود ؛ من كثرة البنيان لغير حاجة أو ضرورة: ﴿أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةٗ تَعۡبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشۡتُم بَطَشۡتُمۡ جَبَّارِينَ (130)﴾ [الشعراء: 128- 130].

ثانيًا: جاهلية ثمود:

لم يكن هناك اختلاف بين جاهلية قود ثمود عن جاهلية قوم عاد في مظاهر الجاهلية، والاستكثار في البنيان، وقطع الصخور ونحت الجبال لتصبح بيوتًا، وذلك كما ورد في القرآن الكريم عنهم قال الله تعالى سورة الشعراء الآية رقم 149 ﴿وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ ﴾ وهذا هو معنى قول الله تعالى في سورة الفجر رقم 9 ﴿وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ﴾ أي قطعوه.

ثالثًا: مظاهر الجاهلية في قصة نبي الله يوسف:

في هذه القصة أحد مظاهر الجاهلية وهو تباهي النساء بعشق الرجال، ومراودتهم على الفاحشة، ولم تكتف امرأة العزيز بذلك، حتى استدعت صواحبها، وأطلعتهن على جمال يوسف، وتباهت بإصرارها على مراودته عن نفسه، بل توعدته إن لم يستجب بالسجن والصغار، كما ورد في سورة يوسف قال الله تعالى﴿قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّٰغِرِينَ سورة يوسف الآية رقم 32.

رابعًا: جاهلية قوم لوط:

وتلك جاهلية تأنف من قبحها البهائم، قوم مُسِخ ضمير الفطرة فيهم حتى تركوا ما أحلَّ الله لهم من الاستمتاع بالنساء، وانكبُّوا على فاحشة سبقوا بها الأمم، يأتون الذُّكران من العالمين، قال الله تعالى : ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِۦٓ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍۢ مِّنَ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ سورة العنكبوت آية رقم 28.

وإذا سَبَرْتَ أحوال العالم اليوم، تبيَّن لك أن جاهليَّة  قوم لوط بفاحشتهم؛ صارت إحدى ركائز النِّظام العالمي الماسوني الجديد، فالشُّذوذ الجنسي صار ثقافة مفروضة، بل محميَّة بقوانين العهر الماسوني، إلى درجة اعتبارها طريقة مشروعة للزَّواج.

خامسًا: الجاهلية الاقتصادية في قوم شعيب:

المال عصب الحياة، وحفظه مقصد من مقاصد الشرع؛ لذلك شدَّد الله تعالى النَّكير على أهل مَدْيَن لما تلاعبوا به، فأكلوا أموال النَّاس بالتَّطفيف في الميزان، وبخس الناس أشياءهم، والإفساد في البلاد، فخاطبهم شعيب ؛ خطاب الناصح الأمين، كما جاء في قول الله تعالى: ﴿أَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِينَ (181) وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِ (182) وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ ﴾ سورة الشعراء من الآية 181- 183.

 

مظاهر جاهلية قريش:

 

 

كان لقريش العديد من مظاهر الجاهلية والصفات التي تعكس مدى جهلهم  ونذكر من أهمها:

أولًا: جاهلية قريش وأكل الحرام:

الكسب الحرام كان شائعًا في جاهليِّي قريش بصفة رهيبة، وقد سبق معنا قريبا قصَّة أحد أشرافهم أبو جهل مع الرجل الإراشيِّ، فأكل مال النَّاس بالباطل كان طريقة شائعة عندهم لتنمية المال، ناهيك عن السَّرقة، والنَّهْب، والاستثمار في دور الدَّعارة، والمتاجرة بالإماء طوعًا وكرهًا في البِغَاء، وسيأتي ذلك في موضعه.

وههنا ثلاثة أسئلة:

-     السُّؤال الأوَّل: ما الدَّليل الشَّاهد بصدق ما ذُكِر؟

-     والثَّاني: هل ما سبق تعديده من وسائل الكسب الحرام؛ أمر غير مرضيٍّ عندهم؟

وجوابهما في قصَّة بناء قريش للكعبة، فإنَّهم أجمعوا حينها على كلمة واحدة: «لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلَّا طَيِّبًا، لَا تُدْخِلُوا فِيهَا مَهْرَ بِغَيٍّ،  وَلَا بَيْعَ رِبًا، وَلَا مُظْلَمَةَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ».

-     والسُّؤال الثَّالث: كيف تدلُّ القصَّة على تعاطيهم للكسب الحرام؟

وجوابه: أن قريشًا بأشرافها ومن معهم، بأموالهم وتجاراتهم،  وما جمعوا من مال طيِّب، قصرت بهم النَّفقة، ولم يقدروا على إكمال بناء الكعبة، ممَّا يُنْبِئُك بحجم تعاطيهم للمال الحرام.

ثانيًا: جاهلية قريش الفاحشة وإساءة الأدب:

المُتأمِّل في حال الجاهليَّة من هذا الوجه تلوح له حقيقة سيِّئة، عنوانها الفسوق، وقلَّة الأدب، وبذاءة القول وشناعة الفعل؛ حال سوء تُظِلُّ ذلك المجتمع المظلم المريض، ونحن إذ نوجِّه القلم نحو هذا الفجِّ الدَّنيء؛ لا بدَّ أن نأخذ منه بقدر ضرورة البيانِ؛ بيانِ ظلام الجاهليَّة، الذي يظهر لك فيما بعد أثر نور الإسلام، وكيف نَصَع وهَّاجًا في طهارة مجتمع الصَّحابة المهتدي بهداية الإيمان والإحسان.

مظاهر إساءة الأدب في المجتمع الجاهلي:

الفحش في الكلام، واضحًا في شعر الغزل الماجن، وهو كلام جنسيٌّ بذيء، وكثيرًا ما كان يُتوسَّل به إلى فضح النِّساء ومراودتهنَّ للحرام، ولا يُقال إنَّه أمرٌ معزول بين أفراد، فإن الشِّعر كان الجهاز الإعلاميَّ المعتمد.

مظاهر تفشي الزنى في المجتمع الجاهلي:

الزِّنى أمر سائغ؛ لا يُستحيى من الحديث عنه، بل الدَّعارة سلوك اجتماعيُّ رسميٌّ في العرف الجاهليِّ، وليس هذا ادعاءً فارغًا من دليل، إنَّما هو حقيقة تاريخيَّة ترويها لنا الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق؛ أمُّنا عائشة ل في الحديث الصَّحيح؛ الذي يصوِّر حال تلك الجاهليَّة الدَّنيئة:

عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ج أَخْبَرَتْهُ: «أَنَّ النِّكَاحَ فِي الجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ اليَوْمَ: يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا، وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا: أَرْسِلِي إِلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلاَ يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الوَلَدِ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ. وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ العَشَرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلاَنُ، تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ، وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، لاَ تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ البَغَايَا، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ القَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لاَ يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ «فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ ج بِالحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ اليَوْمَ» رواه البخاري (7/15 رقم: 5127) وغيره.

فلا يسع العاقل بعد قراءة هذا الحديث؛ إلَّا أن يقول: إنها الإباحية الجنسية الجاهلية في أدنس مظاهرها.

آيات قرآنية عن تفشي الزنى والكسب منه:

ولم يكن الزِّنى في المجتمع الجاهليِّ مجرَّد شهوة وقضاء وَطَر، بل كان مصدرًا ماليًّا مهمًّا لديهم، بل لدى شرفائهم، وهذا في القرآن الكريم عند قوله تعالى: ﴿وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ سورة النور الآية 33.

وسبب نزول هذه الآية هو: أنَّ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يُقَالُ لَهَا: مُسَيْكَةُ، وَأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: أُمَيْمَةُ، فَكانَ يُكْرِهُهُما علَى الزِّنَا، فَشَكَتَا ذلكَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

 

مقالات ذات صلة:

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada