طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(34)

بناء الوعي كقاعدة علمية في التربية  مرحلة ما قبل الإسلام

 

 

 

بناء الوعي من القواعد العلمية التربوية التي كان لها أسس كبير في مرحلة ما قبل الإسلام، والتي نجد صداها اليوم في حياتنا اليومية، وكان الدين الإسلامي له دور كبير في بناء الوعي أيام الجاهلية، وهذا ما أوضحه كتاب غني بالمعلومات يتناول بناء الوعي كقاعدة علمية تربوية في مرحلة ما قبل الإسلام.

قريش في غياهب الجاهلية الأولى:

 

 

بناء الوعي في قريش بمرحلة ما قبل الإسلام كان الناس يتغنون بجمال القمر، ويجعلونه بمنتهى الوصف بالحسن والبهاء، ولكن دون وعي بأن سر جمال القمر وضوئه إنما يخفي حقيقته المليئة بالسواد والظلام. هذا ما كان عليه أهل قريش قبل أن يخاطبهم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بخطاب النور والعلم والإيمان، فقبل ظهور الإسلام كان هناك العديد من الأوصاف لأهل قريش توضح عدم الوعي والإدراك لديهم وهذا ما ذكره الكتاب الذي نحن بصدده.

 

من  صفات أهل قريش في مرحلة الجاهلية:

 

 

تحلى اهل قريش الجاهليون بالعديد من الصفات التي تعكس مرحلة ما قبل بناء الوعي تتمثل في:

أولًا: الجاهليون عقول غريبة، وقلوب قاسية:

ما أكثر خطاب القرآن الكريم للعقل الإنسانيِّ في آياته، وما أعظم خطر القلب في نصوص السُّنة النَّبويَّة، حتَّى وَصَفَه الصَّادق المصدوق ج بقوله: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». إذا عرفت ذلك، سهل عليك تصوُّر فساد قلوب الجاهليِّين وعقولهم، لِمَا اصطبغت به أَدْرَان الجهل، والكفر، والشِّرك، والعناد.

إنَّ أعظم شاهد على فساد عقولهم هو غرابة دينهم، يتَّخذ الرجل منهم ربًّا يعبده: يتقرَّب إليه بأصناف القربات، يرجوه ويخشاه، يسأله ويستعينه، يدعوه ويستغيثه، وهذا الرَّب هو أحوج مخلوق إلى عابده المشرك الجاهليِّ، أتدري لم؟ لأنَّ هذا العابد المشرك هو الذي صنع الرَّبَّ المعبود: من حجر التقطه، أو خشب احتطبه، أو تمر جناه، وكثيرًا ما يجوع هذا المشرك، فيأكل ربَّه الذي لطالما عبده، وطلب منه أن يرزقه من طيِّب الطَّعام!! فأيُّ عقول أغرب من هذه العقول؟!

دلائل القرآن عن جهل وغياب الوعي لدى الجاهليون من قريش:

كان للجاهليين من قريش مظاهر تدل على قسوة القلوب، ومن أهم هذه المظاهر:

أن الرَّجل منهم يأخذه الحزن الشَّديد، ويَنْتَابه الكرب العظيم، لا لشيء، إلَّا لأنَّه رُزِق بأنثى لطيفة، وفي هذا يقول الله ﻷ: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨﴾ [النحل: 58].

نعم، إنَّها قسوة شديدة طمست مشاعر الإنسانيَّة؛ حتَّى قلبت موازينها رأسًا على عقب، فصار الخبر السَّار بالمولود الجديد؛ سببا للحزن الشَّديد. وليت الأمر وقف عند هذا الحد ولم يَزِدْ، كلَّا لقد شوَّهت الجاهلية شعور الحنان الأبويِّ؛ حتَّى صيَّرته وحشًّا بشريًّا ينتظر تلك الأنثى الجميلة تَدُبُّ على رجليها إليه لتعانقه، فيحملها ويحفر لها في رمضاء الصَّحراء فيدفنها وهي حيَّة تتألَّم. قال تعالى: ﴿يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩﴾ [النحل:59].

ثانيًا: الجاهليون بغي وعدوان:

من مظاهر الجاهلية الأولى وغياب والوعي ارتكاز المبدأ الاجتماعيِّ فيها على قاعدة البغي والعدوان، فالظُّلم عندهم منهج حياة، بل أنشودة جميلة يتغنَّون بها، وهذا ما تناوله شعراء الجاهلية في هذا الوقت،  وما يؤكد على فظاعة الظلم الذي كان يمارسه من يسمونهم بأشراف قريش. قصة قد روت عن أبي جهل مع الرجل الإراشي، وقد نقلها ابن هشام في سيرته ومضمونها باختصار:

قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ إرَاشٍ بِإِبِلِ لَهُ مَكَّةَ، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ أَبُو جَهْلٍ، ثُمَّ أَبَى أَنْ يُؤَدِّيَ ثَمَنَها، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَشَكَا إِلِيْهِمْ أَبَا جَهْلٍ، فَدَلُّوهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ج اسْتِهْزَاءً بِهِ؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ الْعَدَاوَةِ بَيْنَهُ ج وَبَيْنَ أَبِي جَهْلٍ. فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ج، فَشَكَا إِلَيْهِ أَمْرَهُ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، فقام رَسُولِ اللَّهِ ج وقَالَ: «انْطَلِقْ إلَيْهِ»، فانطلقا حَتَّى ضَرَبَ عَلَى أبي جهل بَابَ داره، فَخَرَجَ الظَّالِمُ مَذْعُورًا قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقَالَ له رَسُولِ اللَّهِ ج: «أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ حَقَّهُ»، قَالَ: نَعَمْ، لَا تَبْرَحْ حَتَّى أُعْطِيَهُ الَّذِي لَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ، فَخَرَجَ إلَيْهِ بِحَقِّهِ، فَدَفَعَهُ إلَيْهِ. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ج، وَقَالَ للرجل: «الْحَقْ بِشَأْنِكَ».

 

لا يفوتك مقال رائع لكتاب ما لا يسع أطفال المسلمين جهله

 

ما نستنتجه من قصة أبي جهل مع الإراشي؟:

 

 

تتضمن القصة مجموعة من التفاصيل التي تعكس مدى الذعر الذي تسببه أبي جهل وهي:

  1. إن الضعيف فيهم مستصغر، عرضة لسطوة الظلمة والبغاة.
  2. إن كان للضعيف بقية مال فهي هدر متى بطش به القوي، وليس يأمن على نفس له وعرض، وأهل، وحرية.
  3. كم من حر أخذ في طريق واستعبد إلا أن يكون له من أقويائهم مجير.
  4. إن الغني منهم مستكبر، لذلك شاع فيهم إسبال الثياب للخُيَلاء، فكان  أهل الدُّنيا منهم يُرْخون الذُّيول أشبارًا في الطَّريق، وبِطُول الذَّيل تزداد المناعة من قرب ضعاف النَّاس من هذا المختال الفخور.
  5. الإسبال كان بمثابة الحارس الشَّخصي للمتكبِّرين، فأيُّ سطوة اجتماعية أفظع من هذه؟! على ما في هذه السَّطوة من قذارة، فالمُسْبِل بذيله يجمِّع ما تفرَّق من نجاسات الطَّريق. 

ثالثًا: الجاهليون عقول خاوية على عروشها:

الجهل وغياب الوعي الذي كان تتصف به قريش في مرحلة ما قبل الإسلام جعل العقول منحدرة في حضيض الشرك، ولا يمكن لهذه العقول إنجاز أمر رفيع المستوى في أي مجالات السياسية أو الاقتصاد أو الثقافة، وكدليل على ذلك في مرحلة ما قبل الإسلام ما يوجد في سوق عكاظ من قصائد طويلة تعكس على وعي وغياب بناء الوعي وخواء العقل الجاهلي. وكل ما يهتم به الشعراء في قصائدهم:

  1. تقديس العشيرة.
  2. تمجيد القبيلة.
  3. وصف حمرة الدم عند إزهاق النفس.
  4. طول لهيب الحرب في الأخذ بالثأر.
  5. وتسلسل أجيال الحقد والانتقام.

دليل من القرآن والسنة على عقول الجاهليون الخاوية:

كان الجاهليون يمتلكون فخرًا كبيرة وعقيدة في تقديس النسل والنسب وكان يرمز للفخر لدى العرب في الجاهلية ودليل على ذلك ما جاء عن قول الصحابي الجليل أبيُّ بن كعب س: انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ج، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بْنِ فُلَانٍ، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ج: «انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى ؛، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ ". قَالَ: "فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى ؛: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوِ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ» ...".

فلا عجب من ذلك فعقيدة الفخر بالنسب والكبر في الأسلة فلسفة إبليسية فرعونية، فإبليس أبى السُّجود لآدم ؛ حسدًا له، مع اعترافه بفضله عليه، وعصى رَبَّه مع قَسَمه بعزِّته: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٨٢﴾.

وكذلك فرعون كذَّب موسى، وادَّعى أنَّه ساحر مفسد، ولكنَّ الله ﻷ أخبر عنه وعن قومه بقوله: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ١٤﴾.

مظاهر بناء الوعي في التربية مرحلة ما قبل الإسلام:

 

 

للحصول على معلومات أكثر ذات صلة بمظاهر بناء الوعي مرحلة ما قبل الإسلام (الجاهلية) يمكنك تصفح كتاب عن بناء الوعي قبل الإسلام وتحميله بصورة مجانية.

 

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada