يتم إعداد البحوث القانونية وفقاً لثلاثة مراحل رئيسية وهي:
- مرحلة التفتيش والتنقيب أو البحث المادي.
- مرحلة التصنيف والتنظيم.
- مرحلة التحليل والتطبيق.
وهذه المراحل الثلاثة لإعداد البحوث القانونية يقابلاه ثلاثة خطوات يقوم بها الباحث القانوني وهي:
- تأطير البحث من خلال تحديد عناصره الواقعية.
- تحديد القواعد القانونية التي تجيب على أسئلة البحث التي تم تحديدها.
- تطبيق القواعد القانونية على العناصر الواقعية.
ويمكن توضيح مراحل إعداد البحوث القانونية من خلال الآتي:
أولاً: تحديد إشكالية البحث:
توجد العديد من الأمور تبقى خارج عالم القانون وغريبة عن الباحث القانوني إلى أن يقوم بتحويلها إلى إشكالية بحثيه، حيث إن المهمة الرئيسية للباحث القانوني هي تحويل اهتمام أو مصلحة أو فضول إلى إشكالية بحثية أو سؤال يدور في ذهن الباحث ومحتاج إلى إجابة ويثير اهتمام الآخرين، وقد تكون إشكالية البحث القانوني:
- نظرية بحته كما هو الحال في طالب الدراسات العليا الذي ينوي كتابة رسالة أو أطروحة للحصول على درجة علمية.
- عملية أي مرتبطة بنزاع قائم كما في حال المحامي الذي يتولى الدفاع عن موكله في قضية جزئية أو مدنية أو مفترضة.
ولتحديد المشكلة البحثية يوجد أربع خطوات أوليه تساعد الباحث على ذلك، وهي:
- إيجاد موضوع يمكن للباحث أن يتوصل من خلاله إلى كمية معقولة من المعلومات خلال المدة الزمنية المحددة لإنهاء البحث.
- طرح الأسئلة حول هذا الموضوع حتى يتمكن من التوصل إلى أسئلة تثير اهتمامه.
- يحدد أنواع الإثباتات والحجج التي يعتقد بأن القراء يتوقعونها لتدعيم الإجابات التي سيقدمها على الأسئلة التي يطرحها.
- يقرر ما إذا كان بالإمكان توفير المعلومات التي يحتاجها أم لا.
ثانياً: تحديد العناصر المادية للإشكالية البحثية:
توجد طرق مختلفة لتحديد إشكالية البحث وهي تختلف بحسب الباحث وطبيعة البحث، ومن بين هذه الطرق الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الصحفي للتحري عن قضية أمامه. والتي تتضمن العناصر المادية الأربعة، أو ما يقصد به الهمزات الأربعة وهي:
- الأشياء: تحت هذا المفهوم يدخل الجماد والحيوان والنبات ذات العلاقة المباشرة بالنزاع أو القضية موضوع البحث.
- الأفعال أو الأحداث: حادث سير، موت الزوجة أثناء عملية الإجهاض، سرقة منزل، إغلاق شركة التأمين لفرعها دون تعويض عملائها، كتابة وصية، فصل عن العمل، وما إلى ذلك.
- الأشخاص: وهو يشمل الأشخاص الطبيعيين أو المعنويين ووضعهم القانوني من جهة وعلاقتهم القانونية بعضهم من جهة أخرى.
- الأماكن: هذا المصطلح يشمل تحديد المكان من جهة وصفته من جهة أخرى، أي تحديد المكان الذي يتم فيه الحدث وليس الاكتفاء فقط بالمكان الجغرافي العام.
ثالثاً: جمع المادة العلمية والوثائق:
- في هذه المرحلة يقوم الباحث في العلوم القانونية بجمع المادة العلمية وثيقة الصلة بالموضوع محل الدراسة.
- تظهر هذه الصلة الوثيقة كلياً على مستوى المنهج المتبع وعلى مستوى قواعد البحث ومختلف طرق المطالعة وجمع المعلومات.
- في هذه المرحلة يتوجب على الباحث تحديد أجزاء البحث بدقة كافية حتى لا يضيع مجهوده في بحث ما لا علاقة له بموضوعه.
تتمثل أنواع الوثائق العلمية في الآتي:
- المواثيق القانونية العامة والخاصة الوطنية والدولية.
- محاضر ومقررات وتوصيات هيئات المؤسسات العامة.
- التشريعات والقوانين والنصوص التنظيمية المختلفة.
- العقود والاتفاقيات والمعاهدات المبرمة والمصادق عليها رسمياً.
- الشهادات والمراسلات المعتمدة رسمياً.
- الأحكام والمبادئ والاجتهادات القضائية الرسمية.
- الإحصائيات الرسمية.
رابعاً: مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع:
- بعد الانتهاء من جمع المعلومات اللازمة للموضوع وقراءتها وتحليلها، تبدأ مرحلة جديدة في إعداد البحوث القانونية وهي تقسيم وتبويب الموضوع.
- يجب أن يصبح الباحث مستوعباً للفكرة المطروحة وتوفره على تصور بكل فرضيات الموضوع وحلولها الجزئية والعامة.
- لكل موضوع علمي أكاديمي خصوصياته التي تفرض خطته الخاصة به، وبناء عليها يتم التقسيم المناسب للموضوع.
- الخطة البحثية هي التي تعطي الانطباع الأول عند النظر إليها في صورة العمل في البحث، فتؤلف ما يشبه الفهرس للأفكار التي ستعالج الموضوع.
- تعتبر الخطة واجهة البناء الفكري للموضوع محل الدراسة حيث من خلالها تبرز أهمية البحث وتجعل النتيجة يسهل بلوغها.
ولتقسيم الموضوع البحثي عند إعداد البحوث القانونية يجب توافر مجموعة من الشروط، وهي:
- الالتزام بمضمون وأبعاد المشكلة المطروحة في البحث والمعلن عنها في مشروع البحث أو عنوان البحث.
- مراعاة شرط الدقة في التبويب لكل جوانب المشكلة المطروحة للبحث.
- الحرص على أن يكون التقسيم منهجياً يقبله المنطق.
- أن يكون التقسيم متسلسلاً بعيداً عن تكرار العناوين وتداخل الأفكار، خالياً من الغموض.
- أن يكون التقسيم والتبويب تحليلياً ويراعي فيه التقابل والتوازن.
- الاختيار الدقيق لألفاظ العناوين والابتعاد عن الألفاظ التي تحمل دلالات متعددة ولا تفهم إلا بتفسير طويل.
- مراعاة التناسب في أجزاء كل قسم شكلاً وموضوعاً.
خامساً: مرحلة جمع وتخزين المعلومات:
- عملية جمع وتخزين المعلومات هي عملية حيوية ومصيرية في إعداد البحوث القانونية.
- تجسد هذه المرحلة مسألة سيطرة الباحث على العملية المتعلقة بموضوع البحث.
- يجب على الباحث أن يستخلص كل المعلومات التي تتعلق بالموضوع ويحصرها كلها بإيجاز مرتب.
سادساً: مرحلة كتابة البحث القانوني وصياغته:
- بعد الانتهاء من المراحل السابقة يصل الباحث إلى المرحلة الحاسمة وهي الشروع في الصياغة وكتابة البحث مستثمراً في تلك المادة التي جمعها وقام بتحليلها.
- تتجسد عملية كتابة البحث العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة والبحث، وفقاً لقواعد وأساليب وإجراءات منهجية وعلمية منطقية دقيقة.
- يتم إخراج البحث بصور وأساليب واضحة وجيدة للقارئ بهدف إقناعه بمضمون البحث العلمي القانوني الذي قام الباحث بإعداده.