يقصد بها مجموعة الأفعال الذهنية واللغوية الأدائية التي يمارسها الكاتب لتوليد عدد من الأفكار المرتبطة بموضوع الكتابة، وترجمتها إلى وحدات لغوية في شكل كلمات وجمل وفقرات، ويراعي فيها قواعد أدبيات الكتابة العربية، بالإضافة إلى عوامل الإقناع والتأثير في جمهور القراء المستهدفين بالكتاب وتنقسم عمليا الكتابة إلى الآتي:
أولاً: عملية التخطيط:
ويطلق عليها مرحلة ما قبل الكتابة والتخطيط مهارة أساسية في الكتابة تبدأ قبل شروع الكاتب في إنتاج نصه وتشتمل على جميع عمليات الكتابة ولا تتوقف عندما تبدأ عملية الكتابة، فهي ترافق الكاتب في ممارسته لها أثناء إنتاج النص وعند مراجعته ليها، كما تعتبر أول عمليات بناء النص، وتحتاج إلى الكثير من الوقت قبل البدء بوضع الأفكار على الورق، حيث أن الكاتب بشكلٍ عام يواجه سلسلة من القرارات ويشعر أنه لا يملك شيئاً ليكتب عنه.
ثانيا: عملية التأليف أو الإنتاج أو الترجمة:
يعد التأليف عملية مركبة تشمل المناقشة ومرحلة الكتابة الأولية حيث يجمع الكاتب أفكاره حول الموضوع ثم يعد خطة أو تصور ذهني للأفكار وتوزيعها داخل جسم الموضوع، وتطوير الحس بأهمية البدء بالكتابة الذي يتم من خلالها تقديم مهمات، تشمل الخطة اللازمة لممارسة عمليات الكتابة بدءاً بالتفكير بالموضوع والمساءلة الذاتية، وحتى إنشاء الموضوع في صورته النهائية.
ثالثاً: عملية المراجعة:
تعتبر المراجعة واحدة من أبرز عمليات الإنشاء الثلاث التي تستهدف تقليل التعقيد والغموض في المكتوب، وذلك لأنها تسمح للكاتب أن يغير اهتمامه المركزي من مجرد الإنتاج إلى تقييم الإنتاج، فهي قد تفضي بالكاتب إلى إصدار حكم على المنتج الكتابي وربما تدفعه به إلى تغيير المادة المكتوبة، أي أنها تُمكن الكاتب من إعادة النظر والتفكير فيما كتب وممارسة أشكال التقويم في كل ما يتعلق بالمادة المكتوبة من حيث الشكل والمضمون والأسلوب.
رابعاً: عملية التحرير والتنقيح:
تُعَد عملية التحرير من الخطوات الضرورية جداً، وذلك لأن الكاتب عندما يكتب المسودة ينصب تركيزه على المعلومات دون الانتباه لما يرتكبه من أخطاء كثيرة، وتتلخص عملية التحرير في إعادة قراءة الموضوع والقيام بضبط الأخطاء وتصحيحها ومن ضمن هذه الأخطاء الآتي: (الأخطاء الإملائية، الأخطاء النحوية، الأخطاء في الأسلوب، تصحيح الأدوات والحروف، إضافة علامات الترقيم المناسبة).
هكذا وتعتبر هذه العملية سابقة للنشر والتي يسميها البعض بإعادة الكتابة فلا يكتفي الشخص بقراءة الموضوع، ولكنه يقوم بحذف ما يشعر بأنه غير ضروري وزيادة عن المألوف ويتم استبدال بكلمات أخرى أكثر دقة أو أكثر إيجازاً (وهذه الجزئية التي سوف نتحدث عنها في الفقرة القادمة من المقال).
خامساً: عملية النشر:
النشر لا يعني فقط أن يعرض المقال في جريدة أو مجلة بل يتخطى ذلك بحيث يتطلع عليه القارئ مثلما أن يقوم بالاطلاع على المعلم أو الصديق أو الأهل، ويمكن النشر من خلال قراءة الموضوع على الطلاب أو في الإذاعة المدرسية أو نشره في مجلة المدرسة وإشراك الطلاب في المسابقات، وعندا يعلم الكاتب أن الآخرين سيطلعون على ما كتب فإنه يبذل قصاري جهده جنة تكون كتاباته في أفضل صورها، ويعمل على إتقانها في جوانبها الأدبية واللغوية والفكرية والفنية.