على الرغم من فوائد حضور المؤتمرات العلمية من حيث الأهمية الكامنة وراء القيام بها داخل المجتمع فإنها تُعَد واجهة مشرفة ورمزاً لتقدم الجامعات ووسيلة أكيدة للارتقاء بمختلف العلوم والتواصل المهني على أعلى مستوى، والذي يتم من خلال التقاء العديد من العلماء والباحثون من بلدان مختلفة تحت سقف واحد بهدف تبادل الخبرات المهنية والبحثية، وعرض كل ما شأنه أن يضيف للبحث العلمي، ويساعد على تطوير المسار الوظيفي للأفراد لذلك تعدد أهمية المؤتمرات الأهمية وجاءت على النحو التالي:
أولاً: إنتاج معارف جديدة:
إن المؤتمرات العلمية لها أهمية كبيرة في إنتاج معارف جديدة والتي تُعَد بمثابة الركيزة الأساسية في المجتمع والضرورة لتطوير منظومة البحث العلمي والارتقاء بها بمختلف مجالاتها، وإنتاج المعارف يظهر من خلال انعقاد المؤتمرات، حيث أنها نشاط علمي يتمكن من خلاله الباحث من اكتشاف نتيجة جديدة أو مفهوم جديد أو ابتكار شيء لم يكن مألوفاً من قبل من أجل خدمة أبناء المجتمع وذلك من خلال نشره في إحدى الدوريات أو المؤتمرات، والأمر الذي يؤكد على إنتاج المعرفة هنا كونه ينتقل بسهولة ويسر، ولا يتقيد بحواجز وبالإضافة إلى قدرته على تطوير القدرات البشرية واستثمارها في البحث العلمي.
ثانياً: الشعور بالحرية الفكرية:
لما كانت الجامعة هي معقل الفكر والإبداع والبحث العلمي في أرقى صورها، الأمر الذي يتطلب بدوره إشاعة الحرية الفكرية التي تحقق الإبداع والتجدد والتطور، وذلك من خلال تمكين الجامعات من معرفة واقع المجتمع وتأسيس ذاته وصياغة نفسه في سباق دائم الأهمية، يحرر عقل أستاذية الجامعة لإنجاز مهامه الموكلة إليه، وبصفة خاصة تلك التي تظهر في الفكر غير المقيد بإنتاج المعرفة فقط، إنما ذلك الذي يعكس إمكانياته لتحقيق أهداف رسالته الفكرية داخل المجتمع الذي يعملون فيه بضوابط وبحدود علمية ووعي وبصرة وحكمة.
فإن الحرية الفكرية والأكاديمية حين ترتبط بحضور المؤتمرات العلمية للأستاذ الجامعي يصعب أن ينظر إليها، وذلك بدلالة استقلال الجامعات إنما ترتبط بقدرة الجامعة على مساعدة أعضاء هيئة التدريس على تقصي الحقائق التي يتبناها في فكره وتوجهاته فيما يضمن بقاء فكر أعضاء هيئة التدريس بعيداً عن الضغوط السياسية والاقتصادية، وأن يكون وجهاً لخدمة جهة بعينها وإنما هي حرية تتيح له صراحة الطرح البحثي الحر بشرط أن يأخذ في الاعتبار بعدي الجدية والثقة في النتائج.
ثالثاً: تفعيل المشاركة المجتمعية:
لقد أصبح نجاح المؤتمرات العلمية مرهوناً في الوقت الحالي بقدرته على مشاركة معظم القطاعات المختلفة في فعاليات المؤتمر تمويلاً ومشاركة في كافة فعالياته، ومن أهم فوائد المؤتمرات العلمية كونها تفتح خطوطاً للاتصال بين الجامعات الإقليمية بعضها ببعض، وبين الجامعات الإقليمية والعالمية من جهة أخرى فإن دور المجتمع وتنمية البيئة يظهر قوته أو ضعفه في علاقته بالبيئة المحيطة بقدرته على المشاركة في دعم المؤتمرات العلمية، والتي فيها تظهر قطاع شئون البيئة وخدمة المجتمع في دعم ومناقشة قضايا المجتمع وتنمية الإحساس بالانتماء القومي والمجتمع.
رابعاً: تأسيس رؤية نقدية:
ينظر للمؤتمرات العلمية على أنها مدرسة فكرية تصنع فلسفة فكرية للعديد من الأعمال، وتستند إلى الأداء والإنجازات التي يتم تحقيقها في مختلف الأعمال والتخصصات، وذلك سعياً إلى تحقيق منتجات حقيقية لها آثارها الصالح على المجتمع، والتي تعكس قدرة المؤتمرات العلمية على عرض الوقفة النقدية داخلها حتى تتخطى محنة شكلياتها، وتكتسب الثقة والمصداقية.