طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

مفهوم البحث العلمي ومعايير أهدافه وأهميته

2022/01/15   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(3506)

البحث العلمي: تعريفه وخصائصه وأنواعه

ما هو تعريف البحث العلمي وأهميته وأهدافه وخصائصه؟ هذا السؤال يُعد من الأساسيات التي ينبغي لكل طالب وباحث معرفتها، خاصة في عصر أصبح فيه التقدّم العلمي والابتكار شرطًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجتمعات. فالإنسان بطبيعته كائن فضولي يسعى إلى الفهم والتحليل والتفسير، والبحث العلمي هو الأداة التي تنظّم هذا الفضول وتحوله إلى معرفة منهجية موثوقة.

البحث العلمي ليس مجرد وسيلة لجمع المعلومات، بل هو عملية منظمة تهدف إلى استكشاف المجهول، وحل المشكلات، والتوصل إلى حقائق جديدة، مما يجعله العمود الفقري لكل تطور معرفي وفني وتقني. في هذا المقال، نسلط الضوء على مفهوم البحث العلمي، أهميته، أهدافه، خصائصه، والمعايير التي تحدد جودته، مع دمج الكلمة المفتاحية الأساسية "ما هو تعريف البحث العلمي وأهميته وأهدافه وخصائصه؟" والكلمة المفتاحية الثانوية "ما هي أهداف البحث العلمي وأهميته؟" بطريقة تدعم تحسين المحتوى لمحركات البحث.

 

تعريف البحث العلمي


 

البحث العلمي هو طريقة منظمة تهدف إلى جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى حقائق أو حلول يمكن التحقق منها. يتميز هذا النوع من البحث باتباع منهجية محددة، وهو يختلف عن التفكير العفوي أو التلقائي لأنه يستند إلى خطوات مدروسة قائمة على مبدأ التجريب والتحليل المنطقي.

لغةً، يُقصد بالبحث التقصي أو التحري للوصول إلى معلومة أو نتيجة. أما اصطلاحًا، فهو نشاط عقلي منظم يقوم به الباحث من أجل الإجابة عن تساؤل معين أو حل مشكلة محددة، من خلال استخدام أدوات منهجية معترف بها.

البحث العلمي يُستخدم في ميادين متعددة مثل الطب، الهندسة، الاقتصاد، الاجتماع، التعليم وغيرها. ويُعد وسيلة هامة لصياغة النظريات وبناء المعرفة العلمية الرصينة.

 

أهمية البحث العلمي في تطوير المجتمعات

 

لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي يلعبه البحث العلمي في نهضة وتطور المجتمعات. إنه المحرك الأساسي لاكتشاف حلول جديدة للمشكلات التي تواجه البشرية، وهو العامل الذي يحوّل الأفكار إلى تطبيقات عملية قابلة للتنفيذ.

من أهم الجوانب التي توضح ما هي أهداف البحث العلمي وأهميته؟ ما يلي:

  • المساهمة في حل المشكلات المجتمعية مثل الفقر، البطالة، التلوث، والأمراض.

  • دعم التقدّم الصناعي والتكنولوجي من خلال تطوير الابتكارات.

  • تعزيز القرارات السياسية والاقتصادية بناءً على بيانات علمية دقيقة.

  • تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية من خلال التجريب والتقييم المستمر.

  • تعزيز استقلالية المجتمعات علميًا وتقنيًا بعيدًا عن التبعية الفكرية والتكنولوجية.

بالتالي، فإن الاستثمار في البحث العلمي يُعتبر استثمارًا مباشرًا في مستقبل المجتمع ورفاهيته وتقدّمه

 

ما هي أهداف البحث العلمي؟

 

تتنوع أهداف البحث العلمي تبعًا لطبيعة المجال والهدف النهائي من الدراسة، لكنها بشكل عام تندرج تحت مجموعة من المحاور الأساسية التي تُعبر عن جوهر البحث نفسه. من أبرز هذه الأهداف:

  • اكتساب معرفة جديدة لم تكن معروفة من قبل.

  • تفسير الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية أو السلوكية التي نلاحظها في حياتنا.

  • التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل بناءً على نتائج الدراسات السابقة.

  • إيجاد حلول واقعية للمشكلات القائمة عبر تقديم مقترحات قابلة للتطبيق.

  • بناء أو تطوير نظرية أو نموذج علمي يمكن استخدامه في تطبيقات مستقبلية.

  • دعم صانعي القرار في اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات وتحليلات علمية موثوقة.

يمكن القول بأن أهداف البحث العلمي تدور جميعها حول التقدم نحو الحقيقة وفهم العالم المحيط بنا بشكل أعمق وأدق.


 

لا يفوتك مقال تفصيلي عن أنواع البحث العلمي

 

خصائص البحث العلمي

 

يتميز البحث العلمي بعدد من الخصائص التي تجعله متميزًا عن غيره من الأنشطة الفكرية أو المعرفية الأخرى. وتُعد هذه الخصائص هي الأساس الذي يضمن موثوقية نتائج البحث وصلاحيتها للاستخدام والتطوير. من أبرز هذه الخصائص:

  • الموضوعية: يجب أن يكون الباحث حياديًا أثناء جمع البيانات وتحليلها، دون أن يؤثر على النتائج برأيه الشخصي أو ميوله الخاصة.

  • التنظيم والمنهجية: البحث العلمي لا يتم عشوائيًا، بل يخضع لخطوات واضحة تبدأ بتحديد المشكلة وتنتهي بتقديم النتائج والتوصيات.

  • التكرار والتحقق: يمكن لأي باحث آخر أن يُعيد تنفيذ البحث نفسه باستخدام نفس الأدوات والمنهج ليصل إلى نتائج مشابهة أو يتحقق من صحتها.

  • الدقة والوضوح: يجب أن تكون مفاهيم البحث ومصطلحاته واضحة ومحددة، مع تقديم شرح دقيق لكل خطوة وإجراء.

  • التجرد من التحيز: الباحث مطالب بالتجرد من أي انتماءات أو توجهات قد تؤثر على مجريات البحث أو تفسير نتائجه.

  • الابتكار: البحث العلمي يسعى دائمًا إلى تقديم شيء جديد، سواء من خلال فكرة مبتكرة أو مقاربة مختلفة لمشكلة قائمة.

هذه الخصائص تجعل من البحث العلمي أداة موثوقة لإنتاج معرفة يمكن البناء عليها واتخاذ قرارات قائمة على بيانات دقيقة.

معايير جودة البحث العلمي

 

ليكون البحث العلمي ناجحًا وذو قيمة حقيقية، يجب أن يستوفي عددًا من المعايير التي تُعد بمثابة مؤشرات للجودة. وغياب أحد هذه المعايير قد يؤثر بشكل كبير على موثوقية وفعالية البحث. من أهم هذه المعايير:

  • وضوح المشكلة وصياغتها: يجب أن يكون هناك تعريف دقيق ومحدد للمشكلة التي يعالجها البحث، مع تحديد الأسئلة البحثية أو الفرضيات بوضوح.

  • اختيار المنهج العلمي المناسب: يتوجب على الباحث أن يستخدم منهجية متوافقة مع طبيعة المشكلة وأهداف البحث، سواء كانت كمية، نوعية، أو مختلطة.

  • أدوات جمع البيانات: يجب أن تكون أدوات القياس مثل الاستبيانات أو المقابلات موثوقة وصالحة، مع توثيق طريقة استخدامها وتحليلها.

  • التحليل المنطقي للبيانات: لا يكفي عرض البيانات، بل يجب تفسيرها بطريقة علمية مدروسة، واستخدام برامج تحليل إحصائي عند الحاجة.

  • الالتزام بأخلاقيات البحث: من احترام حقوق المشاركين إلى ضمان السرية وعدم التلاعب بالنتائج، يجب أن يكون البحث ملتزمًا بمعايير الأخلاق الأكاديمية.

  • التوثيق العلمي للمصادر: يجب أن تُوثق جميع الاقتباسات والمراجع بطريقة علمية دقيقة باستخدام نمط توثيق معتمد (APA، MLA، Chicago...).

توفر هذه المعايير إطارًا مرجعيًا يساعد على الحكم على مدى جودة وقيمة البحث العلمي وأهميته في المجال الأكاديمي أو العملي.

أنواع البحث العلمي

 

ينقسم البحث العلمي إلى أنواع متعددة، ويختلف كل نوع من حيث الهدف، المنهجية، وطبيعة البيانات المستخدمة. فهم هذه الأنواع يساعد الباحث في اختيار النوع الأنسب لمشكلته البحثية. من أبرز أنواع البحث العلمي:

  • البحث النظري: يهدف إلى بناء المعرفة النظرية من خلال تفسير الظواهر وتقديم مفاهيم أو نظريات جديدة دون تطبيق عملي مباشر.

  • البحث التطبيقي: يُستخدم لحل مشكلات عملية في الواقع، ويهدف إلى تقديم حلول قابلة للتنفيذ بناءً على دراسات علمية.

  • البحث الكمي: يعتمد على البيانات الرقمية والتحليل الإحصائي، وغالبًا ما يُستخدم في البحوث التي تتطلب قياس الظواهر أو اختبار الفرضيات.

  • البحث النوعي: يعتمد على جمع البيانات غير الرقمية (مثل المقابلات والملاحظات) لفهم السلوك البشري أو الظواهر الاجتماعية بعمق.

  • البحث الاستكشافي: يُستخدم عندما تكون المعلومات المتوفرة حول الظاهرة قليلة، ويهدف إلى فهمها بشكل أولي وفتح المجال لبحوث لاحقة.

  • البحث الوصفي: يركز على وصف الظواهر كما هي، دون التلاعب بها أو التأثير عليها، وغالبًا ما يُستخدم في الدراسات التربوية والاجتماعية.

  • البحث التجريبي: يعتمد على تجربة علمية يتم التحكم في متغيراتها لاختبار أثر متغير معين على ظاهرة محددة.

كل نوع من هذه الأنواع له استخدامه المناسب تبعًا لطبيعة الدراسة وأهداف الباحث.


 

اقرأ أيضًا، مقال عن خصائص البحث العلمي الجيد


 

خطوات إجراء البحث العلمي

 

إجراء بحث علمي ناجح يتطلب اتباع خطوات منهجية دقيقة تبدأ من اختيار الفكرة وتنتهي بعرض النتائج والتوصيات. هذه الخطوات تمثل الإطار العام الذي يساعد الباحث على تنظيم جهوده وتحقيق أهدافه بشكل فعال. وتشمل:

  • تحديد مشكلة البحث: وهي نقطة البداية لأي دراسة علمية، ويجب أن تكون واضحة، محددة، وممكنة الدراسة.

  • مراجعة الأدبيات السابقة: يقوم الباحث بجمع المعلومات من مصادر علمية موثوقة لفهم ما كُتب حول الموضوع، وتحديد الفجوات البحثية.

  • صياغة الفرضيات أو الأسئلة البحثية: إذا كانت الدراسة تجريبية، تُصاغ فرضيات يمكن اختبارها، وإذا كانت وصفية أو نوعية تُطرح أسئلة مفتوحة.

  • اختيار المنهج العلمي المناسب: يتم تحديد ما إذا كان البحث سيستخدم المنهج الكمي، النوعي، أو المنهج المختلط، بناءً على طبيعة المشكلة.

  • تصميم أدوات جمع البيانات: مثل الاستبيانات، المقابلات، الملاحظة، أو التجارب، مع مراعاة الصدق والثبات في الأداء.

  • جمع البيانات وتحليلها: تُجمع المعلومات من العينة المختارة وتُحلل باستخدام أدوات إحصائية أو تحليل نوعي مناسب.

  • عرض النتائج وتفسيرها: يتم عرض ما تم التوصل إليه بطريقة منطقية وربطه بالأدبيات السابقة.

  • تقديم التوصيات والخاتمة: يُختتم البحث باقتراح حلول، أفكار مستقبلية، وتحديد مجالات البحث القادمة.

اتباع هذه الخطوات يُعد ضمانًا لجودة البحث وتنظيمه، ويعكس التزام الباحث بمنهجية علمية رصينة.

تحديات تواجه البحث العلمي

 

رغم وجود طاقات بشرية ومؤسسات أكاديمية مؤهلة في العالم العربي، إلا أن هناك تحديات كبيرة تعيق تطور البحث العلمي ومخرجاته، منها:

  • ضعف التمويل والدعم المؤسسي: الميزانيات المخصصة للبحث العلمي لا تزال محدودة مقارنة بالدول المتقدمة، مما يؤثر على نوعية المشاريع المنجزة.

  • نقص البنية التحتية: العديد من المؤسسات تفتقر إلى مراكز أبحاث متطورة أو معامل مجهزة لدعم البحث العملي.

  • غياب ثقافة البحث في المجتمع: لا يزال الكثيرون يرون البحث العلمي مجرد متطلب جامعي، وليس أداة استراتيجية للتنمية.

  • قلة المجلات العلمية المحكمة باللغة العربية: مما يجعل النشر باللغة العربية صعبًا، ويدفع الباحثين للتركيز على النشر الأجنبي فقط.

  • البيروقراطية الإدارية: التأخير في الموافقات وتمويل المشاريع يؤثر على سير البحث ويُفقد الباحث الحماس والفرصة.

هذه التحديات تتطلب تدخلًا من صناع القرار، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع العلمي بشكل عام لتذليل العقبات وبناء بيئة محفزة للبحث.

كيف نطوّر جودة البحث العلمي؟

 

هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تسهم في تطوير البحث العلمي في العالم العربي وتحقيق الاستفادة القصوى منه، منها:

  • تعزيز ثقافة البحث في المدارس والجامعات: من خلال دمج مهارات البحث في المناهج الدراسية وتشجيع الطلبة على إجراء مشاريع بحثية منذ سن مبكرة.

  • دعم الباحثين ماديًا ومعنويًا: عبر توفير منح بحثية، ومكافآت للنشر، وبرامج تدريبية لتطوير المهارات البحثية.

  • إنشاء مراكز أبحاث وطنية متخصصة: في مختلف المجالات، تكون مجهزة بالتقنيات والمصادر اللازمة لدعم البحوث التطبيقية والنظرية.

  • توفير مصادر ومكتبات إلكترونية باللغة العربية واللغات الأجنبية: لتسهيل الوصول إلى المعلومات والبيانات المحدثة.

  • تشجيع التعاون البحثي بين الجامعات المحلية والدولية: ما يُسهم في تبادل الخبرات ورفع مستوى الإنتاج العلمي.

الخاتمة

 

في ختام هذا المقال، نُدرك أن البحث العلمي ليس مجرد أداة معرفية، بل هو وسيلة استراتيجية لتطوير المجتمعات وتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات. من خلال تعريف البحث العلمي وأهميته وأهدافه وخصائصه، ومن خلال فهم الخطوات المنهجية والتحديات المرتبطة به، يصبح لدينا رؤية واضحة حول ضرورة الاستثمار في هذا المجال.

ما هو تعريف البحث العلمي وأهميته وأهدافه وخصائصه؟ إنه ذلك النشاط المنظم الذي يهدف إلى استكشاف الواقع وفهمه وتحسينه. أما ما هي أهداف البحث العلمي وأهميته؟ فهي تكمن في إنتاج المعرفة، حل المشكلات، وبناء مستقبل أكثر وعيًا واستدامة.

الخاتمة

مراجع للاستزادة:

عثمان، رياض،(2014). معايير الجودة البحثية في الرسائل الجامعية الأسس العملية بالتطبيق والتمثيل لوضع الخطة. الطبعة الأولى. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان.

عبيدات، ذوقان وعدس، عبدالرحمن وعبدالحق، كايد(2001). البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه. الطبعة السابعة. مزيدة ومعدلة. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

عقيل، حسين عقيل، (2010). خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة. دار ابن كثير للنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.


 

ما هو الفرق بين البحث العلمي والبحث العادي أو الشخصي؟

  • البحث العلمي يعتمد على منهجية منظمة وقواعد دقيقة تهدف إلى إنتاج معرفة يمكن التحقق منها، في حين أن البحث الشخصي غالبًا ما يكون استكشافًا فرديًا لا يلتزم بالمنهجية العلمية.
  • ما هي خطوات البحث العلمي باختصار؟

  • تبدأ الخطوات بتحديد المشكلة، مراجعة الأدبيات، صياغة الفرضيات، اختيار المنهج، جمع البيانات، تحليلها، ثم عرض النتائج والتوصيات.
  • ما أهم خصائص البحث العلمي الجيد؟

  • من أهم الخصائص: الموضوعية، التنظيم، المنهجية، القابلية للتحقق، الوضوح، والدقة في التحليل.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada