في بداية ظهور الفلسفة اليونانية كان هناك بعض الفلاسفة الذين يشكون في المعطيات الحسية، ومن أهم هؤلاء الفلاسفة بارميندس وهرالكيوس ويعتبر "بارمنيدس" أول أثار مشكلة نظرية المعرفة، حيث أشار إلى أن هناك وجود يتجاوز المدركات الحسية، قد أنكر حصول المعرفة المدركة عن طريق الحواس، فالحواس خادعة، وما تنقله إلينا يكون محل شك أو خطأ.
ثم جاء (بيرهون) بعشرة أدلة على عدم إمكانية المعرفة، حيث أكد أن إدراكنا للأشياء لا يكون على الوجه التي تكون عليه في الواقع، وبالتالي فلا يمكن التأكد من مدى مطابقة إدراكنا للحقائق مع حقيقتها كما هي في الواقع، وبالتالي فإن كل ما نتناوله من علوم يجب أن تكون على وجه الاحتمال.
ومع مرور الزمن شهد هذا الاتجاه تراجع كبير حتى بداية التطورات العلمية في أوروبا على وظهور فلاسفة مثل شوبنهاور الذين شككوا في قيمة الحقائق العلمية، حيث كان هناك بعض النظريات العلمية التي كان يظن أنها حقائق ثابتة غير قابلة للشك ثم ثبت أنها غير صحيحة، وبالتالي كان من المنطقي التشكيك في الحقائق العلمية بشكل عام، ومن هنا ظهر منهج التشكيك مرة أخرى في الفلسفة الغربية.
ثم جاء ديمقريطس بنظريته الذرية حيث فرق بين الموجود وبين الفكر والظن، حيث قال أن الحواس لا تستطيع أن تدرك الموجود إلى ما لا نهاية، وقد فرق بين نوعين من المعرفة، النوع الأول (الغير مشروع) والذي يعتمد على الحواس حيث لا تستطيع الحواس إدراك الأشياء المتناهية في الصغر مثل الذرات والفراغ، وهي المعرفة التي يمكن التوصل إليها عن طريق العقل فهو وحده الذي يمكن أن يدعم الحواس وذلك لأنه هو الوحيد الذي يتعامل مع الحقائق القصوى.