طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

نظرية المعرفة

2021/02/07   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(2606)

نظرية المعرفة

 

 

تمثل نظرية المعرفة الأساس الذي قامت عليه الفلسفة منذ بدايتها، وذلك باعتبار أن مهمة الفلسفة الأولى هي البحث عن الحقيقة، وبالتالي تمثل نظرية المعرفة جوهر أي فلسفة، وذلك أن الحقيقة التي تبحث عنها الفلسفة يجب أن تستند على مصدر معرفي أي الإجابة عن سؤال كيف نتأكد أن تلك هي الحقيقة؟  أو من أين تكتسب الحقيقة وجودها وكيف؟

قد انقسم الفكر الفلسفي في بداياته إلى ثلاثة أقسام القسم الأول أنكر أصل الوجود، وبالتالي فلا يمكن معرفة ما هو غير موجود. أما الاتجاه الثاني فهو الذي تشكك في إمكانية حصول المعرفة أو قدرة الإنسان على الوصول للمعرفة، أما الاتجاه الثالث وهو الذي يؤكد على إمكانية حصول المعرفة لدى الإنسان، وسنتناول في هذا المقال الاتجاه المنكر والاتجاه المشكك. 

الاتجاه المنكر للوجود والمعرفة

 

 

أنكر السفسطائيون وجود العالم الخارجي بشكل مطلق وبالتالي فلا يمكن العلم به، وذلك أن غير الموجود لا يكون موضعاً للمعرفة، ومن هذا ا لمنطلق فقد أنكر السفسطائيون أي وجود لأي شيء، ومن ثم فلم يكن لديهم مشكلة في الدفاع عن الباطل باعتبار أنه لا وجود للحق، فكان يمكنهم بفضل مهاراتهم الخطابية تصوير الحق على أنه باطل والباطل على أنه حق، ولذلك فقد اتجهوا إلى امتهان المحاماة والسياسة أي المهن المتعلقة بفن الكلام والخطابة.

وكان من شأن هذا الاتجاه إفساد الحياة الفكرية والاجتماعية بشكل كامل، ورغم ذلك فقد أدى فكر السفسطائيون إلى إثارة مشكلة المعرفة بشكل واسع على الفكر الفلسفي اليوناني، وهذا ما أدى إلى وقوف سقراط في مواجهتهم ومن بعده أفلاطون وأرسطو وناظروهم في القضايا الفلسفية لإثبات ضعف منطق السفسطائيين.

الشكاكين

 

 

في بداية ظهور الفلسفة اليونانية كان هناك بعض الفلاسفة الذين يشكون في المعطيات الحسية، ومن أهم هؤلاء الفلاسفة بارميندس وهرالكيوس ويعتبر "بارمنيدس" أول أثار مشكلة نظرية المعرفة، حيث أشار إلى أن هناك وجود يتجاوز المدركات الحسية، قد أنكر حصول المعرفة المدركة عن طريق الحواس، فالحواس خادعة، وما تنقله إلينا يكون محل شك أو خطأ.  

ثم جاء (بيرهون) بعشرة أدلة على عدم إمكانية المعرفة، حيث أكد أن إدراكنا للأشياء لا يكون على الوجه التي تكون عليه في الواقع، وبالتالي فلا يمكن التأكد من مدى مطابقة إدراكنا للحقائق مع حقيقتها كما هي في الواقع، وبالتالي فإن كل ما نتناوله من علوم يجب أن تكون على وجه الاحتمال.

ومع مرور الزمن شهد هذا الاتجاه تراجع كبير حتى بداية التطورات العلمية في أوروبا على وظهور فلاسفة مثل شوبنهاور الذين شككوا في قيمة الحقائق العلمية، حيث كان هناك بعض النظريات العلمية التي كان يظن أنها حقائق ثابتة غير قابلة للشك ثم ثبت أنها غير صحيحة، وبالتالي كان من المنطقي التشكيك في الحقائق العلمية بشكل عام، ومن هنا ظهر منهج التشكيك مرة أخرى في الفلسفة الغربية.

ثم جاء ديمقريطس بنظريته الذرية حيث فرق بين الموجود وبين الفكر والظن، حيث قال أن الحواس لا تستطيع أن تدرك الموجود إلى ما لا نهاية، وقد فرق بين نوعين من المعرفة، النوع الأول (الغير مشروع) والذي يعتمد على الحواس حيث لا تستطيع الحواس إدراك الأشياء المتناهية في الصغر مثل الذرات والفراغ، وهي المعرفة التي يمكن التوصل إليها عن طريق العقل فهو وحده الذي يمكن أن يدعم الحواس وذلك لأنه هو الوحيد الذي يتعامل مع الحقائق القصوى.

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

النشار، مصطفى (1995) نظرية المعرفة عند أرسطو، دار المعارف، القاهرة.

إبراهيميان ، السيد حسن (2004) نظرية المعرفة مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر ، بيروت.

العاملي، حسن محمد مكي (1990) نظرية المعرفة، الدار الإسلامية، بيروت.

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: