من أهم النظريات التي تناولت علم السكان الآتي:
1- النظرية المالتوسية (Malthusian Theory):
تعد النظرية المالتوسية واحدة من أقدم النظريات في علم السكان، وقد تم تطويرها من قبل القس الإنجليزي توماس مالتوس في نهاية القرن الثامن عشر. إذ تقوم هذه النظرية على فكرة أن النمو السكاني يتزايد بمعدل هندسي، في حين أن الموارد الغذائية تنمو بمعدل حسابي. وفقاً لمالتوس، فإن هذا التفاوت بين النمو السكاني والموارد سيؤدي إلى حدوث "أزمات مالتوسية" تتمثل في المجاعات والحروب والأوبئة التي ستعيد التوازن بين السكان والموارد.
هذا وقد تعرضت النظرية المالتوسية للعديد من الانتقادات، خاصة في ضوء التطورات التكنولوجية التي أدت إلى زيادة الإنتاج الغذائي بشكل كبير. ومع ذلك، تظل النظرية ذات قيمة في دراسة بعض جوانب النمو السكاني والتحديات البيئية.
2- النظرية الانتقالية السكانية (Demographic Transition Theory):
تُعتبر النظرية الانتقالية السكانية واحدة من أكثر النظريات قبولاً في علم السكان. إذ تقترح هذه النظرية أن المجتمعات تمر بمراحل انتقالية ديموغرافية تبدأ بمعدل مواليد ووفيات مرتفعين وتنتهي بمعدل مواليد ووفيات منخفضين. تمر هذه المراحل عبر ثلاث إلى أربع مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى: معدل مواليد ووفيات مرتفعين.
- المرحلة الثانية: انخفاض معدل الوفيات مع بقاء معدل المواليد مرتفعاً.
- المرحلة الثالثة: انخفاض معدل المواليد، واستمرار انخفاض معدل الوفيات.
- المرحلة الرابعة (في بعض النسخ): استقرار معدل المواليد والوفيات عند مستويات منخفضة.
تعتبر هذه النظرية أساساً لفهم التغيرات السكانية التي حدثت في أوروبا خلال القرون الماضية وتطبيقاتها على المجتمعات الحديثة.
3- النظرية الماركسية في علم السكان
ترى النظرية الماركسية أن السكان والاقتصاد مترابطان بشكل وثيق. ووفقاً لهذه النظرية، فإن التغيرات السكانية مرتبطة بالتغيرات في البنية الاقتصادية والاجتماعية. كذلك ينظر الماركسيون إلى النمو السكاني كنتاج لظروف اجتماعية واقتصادية معينة، مثل النظام الرأسمالي الذي يشجع على زيادة العمالة دون النظر إلى التوزيع العادل للموارد.
هذا وتتلقى النظرية الماركسية انتقادات متعددة، خاصة من حيث قدرتها على تفسير التغيرات السكانية في المجتمعات غير الرأسمالية، لكنها تظل نظرية مهمة لفهم العلاقة بين السكان والاقتصاد.
لا يفوتك أيضًا مقال عن النظريات الطبيعية في علم الديموغرافيا