تعتبر ظاهرة الانتحال العلمي أحد المشكلات الكبيرة المنتشرة في مجال
البحوث العلمية والذي يظهر في الاستخدام غير المناسب للأفكار والعبارات الخاصة
بأبحاث الآخرين ونسب ملكيتها إلى الذات من خلال عدم توثيقها بالمصدر والمرجع
الأساسي لها، ويحدث الانتحال العلمي بسبب قلة الإدراك والوعي لدى الباحثين
بالقواعد والمهارات البحثية في المجال الأكاديمي، لذا فإن قضية الانتحال العلمي
من المشكلات التي تمثل خطراً كبيراً على الباحثين داخل المجتمعات الأكاديمية.
حيث يظهر الانتحال العلمي في اقتباس مادة مكتوبة أو فكرة خاصة بأحد
الأفراد ونشرها باعتبارها مملوكة للشخص الذي اقتبسها، حيث يعتبر الانتحال
العلمي أحد أنماط السرقة الأدبية والعلمية المنتشرة بشكل كبير في مجال الأبحاث
العلمية، وبالنظر إلى الانتحال العلمي باعتباره أحد المشكلات الكبيرة الشائعة
في مجال البحوث العلمية، كان لزاماً أن يتم تسليط الضوء على هذه المشكلة لزيادة
مستوى الإدراك والوعي بخطورتها من أجل السيطرة عليها ومنع تفاقمها بشكل أكبر.
ويمكن الإشارة إلى الانتحال العلمي باعتباره أحد أشكال الاحتيال
والسرقة والتزييف الذي يتضمن التحريف في أفكار أو أعمال شخص آخر ونسب ملكيتها إلى
الذات. حيث يقوم الانتحال العلمي على سوء استغلال الأفكار والأعمال الخاصة
بالآخرين ونسبها إلى الذات مما يؤدي إلى الإضرار بالأمانة العلمية في البحوث
الأكاديمية.
كما يمكن تعريف الانتحال العلمي بأنه السلوك المتعلق بالاستيلاء
على أو نسخ الأعمال الإبداعية والفنية المكتوبة ونسب ملكيتها إلى الذات سواء بشكل
جزئي أو كلي دون الإشارة إلى المصدر أو المؤلف الأساسي للعمل، حيث يعتبر الانتحال
العلمي بمثابة النسخ غير القانوني وغير الأخلاقي لأعمال الآخرين مع انتهاك
حقوق الملكية لأعمال وأفكار الآخرين.
وتشمل أسباب الانتحال العلمي ما يلي:
1. القصور الواضح في الفهم: حيث يرتكب بعض الطلاب السلوكيات المتعلقة بالانتحال العلمي بشكل غير
مقصود بسبب عدم إدراك الأساليب المناسبة في الاقتباس وإعادة الصياغة والتوثيق
وترتيب المراجع في البحث العلمي.
2. زيادة الكفاءة: حيث يقوم بعض الباحثين بالانتحال العلمي للحصول على درجات أعلى
وتوفير الوقت، حيث يعتقد الباحث أنه يحصل على أفضل النتائج بناء على الجهد وليس
التحصيل.
3. إدارة الوقت: حيث يواجه بعض الباحثين مشكلات في إدارة الوقت بسبب ضغوطات الحياة
الاجتماعية والالتزام بالأنشطة الجامعية والمسئوليات الأسرية واستكمال مهام العمل
المتعددة في أوقات قصيرة مما يؤدي إلى محاولات السرقة الأدبية لإنجاز الأعمال
البحثية.
4. القيم والسلوكيات الذاتية: ينظر بعض الباحثين إلى الانتحال العلمي باعتباره سبب للضغوط
الاجتماعية، حيث ينظر البعض إلى الانتحال العلمي على أنه شيء مقبول ويدل
على الذكاء في اقتباس أفكار الآخرين.
5. التحدي: ينظر
بعض الباحثين إلى الانتحال العلمي باعتباره أسلوب ملموس لإظهار التحدي وعدم
احترام السلطات.
6. عدم وجود آثار ردعية: ينظر بعض الباحثين إلى أن مزايا الانتحال العلمي تفوق المخاطر
الخاصة به وخاصة مع وجود اعتقاد بإمكانية عدم اكتشاف الانتحال العلمي أو
الحصول على عقاب بسبب السرقة الأدبية.
وتتضمن أنواع الانتحال العلمي ما يلي:
1. الانتحال العلمي المباشرDirect Plagiarism الذي يتضمن
النسخ الكامل أو الجزئي للنص أو الملفات الحاسوبية أو تسجيلات الصوت والفيديو دون
الإشارة إلى المؤلف الأصلي لها.
2. الانتحال العلمي غير المباشرIndirect Plagiarism الذي يقوم
على اقتباس الأفكار والآراء من المصادر الأصلية مع كتابة القليل من الكلمات والعبارات
دون توثيقها بمصدرها الأصلي.
3. الانتحال العلمي العرضي Accidental Plagiarismالذي يحدث بسبب
القصور في المهارات العلمية المتعلقة بالبحوث الأكاديمية والذي يظهر في عدم توثيق
الأفكار والعبارات من مراجعها الأصلية، والقيام بصياغة بعض الكلمات التي قد تظهر
أنها خاصة بالباحث، وكذلك عدم استخدام الأسس والقواعد المتعلقة بتوثيق الأفكار
والأعمال المنسوبة إلى الآخرين.
4. الانتحال العلمي الذاتيSelf-Plagiarism الذي يقوم
على إعادة استخدام العمل الذاتي دون ذكر المؤلف الرئيسي للفكرة أو العمل.
5. الانتحال العلمي الرئيسيMajor plagiarism الذي يظهر
في الاقتباس الكامل أو الجزئي للأفكار من المصادر البحثية المختلفة دون ذكر المرجع
الأصلي لها.
ويمكن تجنب الانتحال العلمي من خلال الأساليب التالية:
1. إعادة الصياغة:عند حصول الباحث على المعلومات المفيدة للبحث، يقوم بقراءتها وكتابتها
بالأسلوب الذاتي.
2. الاقتباس: يعتبر
من الأساليب الأكثر فعالية لتجنب الانتحال العلمي من خلال وضع العبارات والأفكار
المقتبسة من المؤلفين بين علامات الاقتباس.
3. الاستشهاد أو الاقتباس: يتم تمييز الاقتباس برقم في نهاية الاستشهاد مع ذكر المرجع الأصلي الذي تم
اقتباس النص منه.
4. توثيق عمل خاص: إذا استخدم المؤلف الاستشهاد في بداية العمل المكتوب يجب توثيق الاقتباس
مع ذكر المرجع الأصلي لتجنب السرقة الأدبية.
5. سرد المراجع: يجب وضع قائمة بالمراجع في نهاية البحث يتضمن المصادر التي استخدمها الباحث
في استخلاص الأفكار والمعلومات المقدمة في البحث الخاص به.
6. اتباع القواعد: يجب على الباحث اتباع القواعد في توثيق المراجع بطريقة مناسبة مع توثيق
الأفكار المقتبسة من المؤتمرات والمحادثات غير الرسمية والرسمية.
7. تشتمل المراجع على المعلومات الكاملة للمصادر التي
استخدمها الباحث.
8. تحديد جميع المصادر المستخدمة في البحث في قائمة
المراجع.
9. استخدام علامات الاقتباس في حالة نسخ أكثر من 6 كلمات
متتالية من النص الأصلي.
مراجع
يمكن الرجوع إليها:
Masic, I. (2014). Plagiarism in scientific research and publications and
how to prevent it. Materia socio-médica, 26(2), 141-146.
Bahadori, M., Izadi, M., &Hoseinpourfard, M. (2012).Plagiarism:
Concepts, factors and solutions. Journal Mil Med, 14(3),
168-177.
رجب، فوزي.
(2016). الانتحال العلمي. منظمة المجتمع العلمي العربي.
ويمكنك الاطلاع على المزيد من المقالات المشابهة عن طريق شركة دراسة.
الكلمات
المفتاحية:
البحث،
الباحث، البحث العلمي، الباحث العلمي، الانتحال العلمي، السرقة الأدبية، فحص
الانتحال، Plagiarism، كشف السرقة
الأدبية، معايير النقل العلمي، الاقتباس الأدبي.