توجد العديد من أدوات البحث العلمي التي يمكن للباحث الاستعانة بها واستخدامها في جمع المعلومات والبيانات اللازمة لإجراء بحثه العلمي ومن أهم هذه الأدوات وأكثرها شيوعاً واستخداماً الآتي:
- الاستبيان.
- المقابلة.
- الملاحظة.
- الاختبارات.
أولاً: الاستبيان:
الاستبيان هو مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها الباحث على المفحوصين من أجل الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها من اجل تحقيق أهدافه في ضوء المشكلة البحثية التي هو بصددها.
أهم خطوات تصميم الاستبيان في البحث العلمي:
إن الاستبيان كأحد أدوات البحث العلمي يجب أن يمر ببعض الخطوات الهامة والتي تتمثل في الآتي:
- الوقوف على الهدف والغرض من الاستبيان.
- صياغة مشكلة الدراسة وموضوع البحث وتحديدها على شكل سؤال محدد.
- أن يتضمن السؤال الرئيسي للمشكلة البحثية مجموعة من الأسئلة الفرعية، ويجب أن يتعلق كل سؤال بأحد جوانب موضوع البحث.
- طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بموضوع البحث بشرط تغطية كافة موضوعات الاستبيان، فالإجابة على مثل هذه الأسئلة تعني في الأخير الوصول إلى إجابة على السؤال الرئيسي لمشكلة البحث.
أهم أنواع الاستبيان:
ينقسم الاستبيان إلى ثلاثة أنواع وهي:
- الاستبيان المغلق: وهو الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة محددة الإجابات سواء بنعم أو لا أو غيرها من الخيارات المحددة التي لا يمكن للمستجيب الخروج عنها، ومثل هذا النوع من الاستبيان يساعد في الحصول على معلومات كمية يمكن تحليلها إحصائياً، ويتميز بالسهولة والفاعلية.
- الاستبيان المفتوح: هو النوع الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة ولكن غير محددة الإجابات ويترك للشخص أو الفرد المعني بالاستبيان حرية الإجابة عليه وفقاً لما يراه صحيحاً من وجهة نظره دون تدخل من جانب الباحث.
- الاستبيان المغلق المفتوح: هو أحد أنواع الاستبيان وأكثرها شيوعاً واستخداماً في كثير من البحوث العلمية وهو يجمع بين النوعين السابقين إذ يتضمن مجموعة من الأسئلة التي تتضمن إجابات محددة مسبقاً من جانب الباحث، وأسئلة أخرى يترك فيها الإجابة بحرية من قِبَل الشخص المعني بالاستبيان.
أهم مميزات الاستبيان في البحث العلمي:
- يساهم بشكل كبير في تحفيز نوعية الإجابات الصريحة والحرة المحافظة على السرية التامة للشخص المستجيب.
- تتميز أسئلة الاستبيان كونها موحدة ومتشابهة لجميع أفراد عينة الدراسة.
- نظراً لوحدة وتشابه الأسئلة والعبارات الخاصة بالاستبيان يكون هناك سهولة ويسر في جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها.
- تعطي الاستبانة حرية الإجابة للشخص المستجيب في أي وقت وأي مكان.
- غير مكلفة مادياً بالنسبة للباحث وذلك إذا ما تم مقارنتها بغيرها من أدوات البحث العلمي الأخرى.
ما هي عيوب الاستبيان في البحث العلمي:
- من المرجح أن تتأثر إجابات أفراد العينة بطريقة وأسلوب وصياغة سؤال الاستبيان.
- توجد كثير من الفروقات الكبيرة بين مؤهلات ومهارات وإمكانيات الأفراد وخبراتهم، وذلك قد يؤثر على طبيعة الإجابات التي ترتبط بعنصر الكفاءة والخبرة.
- بعض المستجيبين يفضل أن يقدم بعض الإجابات الغير دقيقة، فالبعض يخشى من التعبير عن رأيه بصراحة خوفاً من بعض الاعتبارات الاجتماعية أو أمنية تتعلق بسلامته ووضعه الاجتماعي.
- يمكن أن يفتقد بعض المستجيبين لعامل الجدية في الإجابة مما يجعلهم يجيبون على أسئلة الاستبيان بطريقة سريعة ودون أي اهتمام مما ينتج عنه إجابات خاطئة كثيرة قد تؤثر على الإجابات والنتائج.
ثانياً: المقابلة:
- هي المحادثة الجادة الموجهة نحو هدف محدد وتعتبر أحد أهم أدوات البحث العلمي والتي يستخدمها الباحث عندما يكون المبحوثين غير مؤهلين بشكل علمي.
- يقوم الباحث من خلال المقابلة بتوضيح الأسئلة إذا كان هناك ما يتطلب ذلك، فإذا كان هناك صعوبة في الحصول عل المعلومة بطريقة ما أو بأداة أخرى من أدوات البحث العلمي غير المقابلة، وعندما تكون هناك حاجة في التعمق في المعلومات والبيانات، تصبح المقابلة أنسب الأدوات.
ما هي أهم خطوات المقابلة كأداة في البحث العلمي؟:
- تحديد الأهداف المرجوة من المقابلة.
- قيام الباحث بتصميم دليل المقابلة.
- عمل بعض الدراسات الأولية.
- صياغة الأسئلة التي تتناسب وتلبي كافة الاحتياجات للوصول إلى الهدف المرجو من المقابلة.
- إجراء المقابلة في الفرد المعني أو الشخص المستجيب.
أنواع المقابلة كأداة في البحث العلمي:
تنقسم المقابلة في البحث العلمي إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:
- المقابلة الشخصية: ويقصد بها إجراء المقابلة وجهاً إلى وجه بين الباحث والشخص المستجيب أو مجموعة الأشخاص المعنيين بالمقابلة، وهو أكثر أنواع المقابلة استخداماً وشيوعاً بين كثير من الباحثين.
- المقابلة التليفونية: هي التي تتم من خلال الجوال أو الهاتف والتي يستعين بها الباحث إذا كان هناك ظروف خارجه قد تَحوُل من إجراء المقابلة مع الشخص وجهاً لوجه، وهي مكالمة تدور بين الباحث والشخص المستجيب من أجل الحصول على المعلومات التي يحتاجها الباحث من خلال توجبه بعض الأسئلة للشخص المستجيب.
- المقابلة بواسطة الحاسوب: من خلال تقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح هناك إمكانية إجراء المقابلات في البحث العلمي عن طريق العديد من التطبيقات التي يتم إعدادها خصيصاً لذلك، والتي يتم إجرائها بالصوت والصورة دون تكبد أي عناء أو مجهود من قِبَل الباحث أو الشخص المبحوث.
هذا ويرى البعض أنه يمكن تصنيف المقابلة في البحث العلمي وفقاً لثلاث معايير وهي:
- عدد أفراد العينة وتنقسم إلى (المقابلة الفردية والمقابلة الجماعية).
- طبيعة الأسئلة وتنقسم إلى (المقابلة المقننة، والمقابلة الغير مقننة).
- وفقاً للهدف من المقابلة وتنقسم إلى (استطلاعية، التشخيصية، العلاجية، الاستشارية).
ما هي أهم مميزات المقابلة في البحث العلمي؟:
- إمكانية استخدامها في الحالات التي يصعب فيها استخدام أدوت البحث العلمي الأخرى.
- تساعد على توفير عمقاً أكبر في الاستجابات.
- تعطي الحرية كاملة للشخص المستجيب في الإجابة.
- توفر مؤشرات غير لفظية.
- تساعد على توفير إجابات كاملة مكتملة تلبي احتياجات الباحث.
ما هي أهم عيوب المقابلة في البحث العلمي؟ :
- يتوقف نجاح المقابلة بشكل كبير على رغبة الشخص المستجيب على التعاون والإجابة على الأسئلة.
- تتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية وغيرها من العوامل التي تؤثر على الشخص المستجيب.
- أكثر تكلفة عن غيرها كونها تحتاج إلى وقت وجهد ومال لإعدادها.
- صعوبة الوصول إلى بعض الشخصيات المعنية بالمقابلة نظراً لوضعهم السياسي والاجتماعي.
- قد يشعر الشخص المستجيب ببعض الحرج من الإجابة أو الإفصاح ببعض المعلومات خوفاً من اكتشاف هويته.
ثالثاً: الملاحظة :
- الملاحظة هي المنهجية المقصودة التي تقوم على توجيه الانتباه والحواس والعقل إلى طائفة خاصة من الظواهر والوقائع من أجل إدراك ما بينها من روابط وعلاقات.
- تقوم الملاحظة على أساس قدرات الباحث العلمي الشخصية، فهي تتطلب المزيد من الجهد والتكلفة، هذا ويتم استخدام الملاحظة في وصف السلوك فقط أو وصفه وتحليله أو وصفه وتقويمه.
أهم إجراءات الملاحظة كأداة في البحث العلمي:
تتضمن إجراء الملاحظة مجموعة من الخطوات التي تتمثل في الآتي:
- تحديد الأهداف المرجوة من الملاحظة.
- الوقوف على الوحدة السلوكية.
- تحديد الغرض من الملاحظة.
- تصميم استمارة الملاحظة.
- تدريب الملاحظ.
- إجراء الملاحظة وتسجيل المعلومات وتجهيز الأدوات اللازمة للملاحظة.
أنواع الملاحظة كأداة في البحث العلمي:
يوجد نوعان من الملاحظة يستعين بها الباحثين في جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي وهما:
- الملاحظة بالمشاركة:يقصد بها الملاحظة التي يتقمص فيها الباحث أو من ينوب عنه دور أحد الأشخاص الذين تتم ملاحظتهم فهو في هذه الحالة يقوم بدورين، دور الباحث ودور الشخص الذي تتم ملاحظته.
- الملاحظة غير المشاركة: يقصد بها الملاحظة التي لا يقوم بها الباحث بالنشاطات التي يقوم بها الشخص الخاضع للملاحظة، إذ يكتفي الباحث بتسجيل المعلومات والبيانات عن سلوك الأشخاص وتصرفاتهم وفقاً لما تقتضي الدراسة وأهدافها التي قام الباحث بتحديدها من قبل.
ويمكن تقسم الملاحظة أيضاً إلى ثلاثة أنواع وهي:
- الملاحظة المباشرة والملاحظة الغير مباشرة.
- الملاحظة المحددة والملاحظة الغير محددة.
- الملاحظة المقصودة والملاحظة الغير مقصودة.
ما هي مميزات الملاحظة كأداة في البحث العلمي:
- عمق وشمولية المعلومات التي تنتج منها.
- جميع معلوماتها دقيقة فهي دائماً أقرب ما يكون من الصحة وأكثر دقة من أي أسلوب آخر.
- عدد أفراد العينة المطلوب فحصهم من خلال الملاحظة هو أقل بكثير مقارنةً بالوسائط والأدوات الأخرى.
- تسمح الملاحظة بمعرفة وتسجيل النشاط أو السلوك وقت حدوثه، وفي نفس الوقت الذي وقع فيه.
- تعتبر أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدة أنواع من الظواهر.
- لا تتطلب جهوداً كبيرة تبذل من قِبَل الباحث أو المجموعة التي يتم إجراء الملاحظة عليها بالمقارنة بالطرق والأدوات الأخرى.
- لا تعتمد الملاحظة بشكل كبير على الاستنتاجات.
- تعطي للباحث معلومات أكثر مصداقية لأنها مأخوذة من الواقع الحقيقي غير المصطنع.
ماهي عيوب الملاحظة كأداة في البحث العلمي:
- قد يلجأ الأشخاص المفحوصين إلى التصنع وإظهار ردود أفعال وانطباعات مصطنعة إلى الباحث.
- كثيراً ما تتدخل عوامل خارجية تعيق هذا الأسلوب مثل أحوال الطقس والعوامل الشخصية الطارئة على الباحث نفسه.
- قد يفشل الباحث في الاندماج مع مجتمع الدراسة مما يؤدي إلى فشل في جمع البيانات المطلوبة.
- الخوف أن يندمج الباحث مع مجتمع الدراسة ومن ثم يتعاطف معهم مما يؤدي إلى تحيز الباحث في نقل المعلومات مما يفقده الموضوعية.
رابعاً: الاختبارات:
- الاختبارات هي أحد أدوات البحث العلمي، والتي تساعد في معرفة الصفات والخصائص والسمات المرتبطة بأفراد العينة،
- هي أداة للقياس يتم إعدادها بخطوات منظمة وبخصائص مرغوبة في هذا الاختبار بحيث يوفر بيانات كمية تخدم أغراض البحث العلمي، وينبغي أن يحقق الاختبار الهدف منه، ومن يقوم بتصميم الاختبارات هي المراكز المتخصصة، وقد يقوم الباحثين أيضاً بتصميم هذه الاختبارات، على أن يتميز الاختبار بالصدق والثبات.
- يعرف هذا الاختبار بالاختبار المقنن الذي يحافظ على صدقه أي قياس ما أعد لقياسه وثباته أي الوصول إلى النتائج نفسها لو تكرر تطبيقه خاصةً إذا اتبعت التعليمات المصاحبة له.
- من أهم مواصفات الاختبار الجيد هو التحلي (بالموضوعية، والصدق، والثبات).
ما هي خطوات بناء الاختبار:
يتم بناء وإعداد الاختبار من خلال مجموعة من الخطوات الهامة وهي:
- تحديد الأهداف التربوية المطلوب قياسها.
- إعداد تخطيط عام لمحتويات الاختبار.
- صياغة المفردات.
- ترتيب الأسئلة.
- صياغة التعليمات المناسبة للاختبار والأسئلة.
- تجريب الاختبار.
- صياغة الاختبار في صورته النهائية.