أولًا: من حيث المفهوم
في الأعمال الأكاديمية، يُشير المصدر الأولي إلى محتوى أصلي يتم الإبلاغ عنه للمرة الأولى، بينما يُشير المصدر الثانوي إلى محتوى تم الإبلاغ عنه أولًا في مصدر آخر (American Psychological Association, 2020).
إن المصادر الأولية هي سجلات معاصرة للأحداث التي أنشأها أفراد في تلك الفترة الزمنية أو بعد عدة سنوات (مثل المراسلات، اليوميات، المذكرات، والتواريخ الشخصية). ومن ثم فهي المصادر التي توفر بيانات تم جمعها لأول مرة بواسطة المؤلف، وهي بيانات يطلق عليها اسم البيانات الأولية، بينما المصادر الثانوية هي المصادر التي توفر بيانات تم جمعها أو إنتاجها مسبقًا من قبل الآخرين، وهي بيانات يطلق عليها اسم البيانات الثانوية، وغالبًا ما تستخدم المصادر الثانوية التعميمات، التحليل، التفسير، والتوليف للمصادر الأولية (Alvarez, 2023; libguides, 2024).
ثانيًا: من حيث البيانات
تعتمد المصادر الأولية على البيانات الأولية، بينما تعتمد المصادر الثانوية على بيانات ثانوية، وهناك العديد من الفروقات بين البيانات الأولية والثانوية، منها ما يلي (Ajayi, 2017; Alvarez, 2023):
- أن البيانات الأولية تكون واقعية وأصلية، في حين أن البيانات الثانوية ليست سوى تحليل وتفسير للبيانات الأولية.
- تُعتبر البيانات الأولية بيانات حديثة ومباشرة، بينما ترتبط البيانات الثانوية بالماضي.
- تعد عملية جمع البيانات الأولية معقدة وتتطلب جهدًا كبيرًا، في المقابل، تكون عملية جمع البيانات الثانوية سريعة وسهلة.
- توفر المعلومات المستندة إلى المواد المصدرية الأولية للقراء وصولًا مباشرًا إلى موضوع البحث، بينما توفر المصادر الثانوية تعليقات من باحثين آخرين.
ثالثًا: من حيث الأدوات
إن المصادر الأولية والثانوية تعتمد على عدد من الأدوات لجمع بياناتها ومعلوماتها، ففي المصادر الأولية يتم الاعتماد على الأدوات التالية (Ajayi, 2017):
- الاستبيان (Questionnaires): يُعد أسلوب الاستبيان أحد المصادر الأساسية لجمع البيانات، ويُستخدم لجمع معلومات كمية عن عناصر في مجتمع الدراسة. وقد يُجري الباحث الاستبيان ميدانيًا، ويتم التواصل مع المشاركين شخصيًا أو عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
- الملاحظة (Observations): وهي تقنية للحصول على المعلومات من خلال قياس المتغيرات أو جمع البيانات اللازمة لقياس المتغير قيد الدراسة. وتُعرف الملاحظة بأنها المراقبة الدقيقة وتسجيل الظواهر كما تحدث في الطبيعة مع مراعاة العلاقة بين السبب والنتيجة.
- مجموعات التركيز (Focus Groups): وهي تهدف إلى استكشاف موضوع معين بعمق من خلال نقاش جماعي بين عدد من المشاركين.
- دراسة الحالة (Case Study): وهي تُستخدم لفهم تجربة معينة أو إجراء فحص شامل من خلال مقارنة حالات متعددة بشكل متقاطع.
- المقابلة (Interview): تُعد المقابلة أسلوبًا يُستخدم بشكل رئيسي لفهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء مواقف الناس وتفضيلاتهم أو سلوكياتهم.
في حين تعتمد المصادر الثانوية على عدد من الأدوات لجمع وعرض بياناتها، وتتمثل تلك الأدوات فيما يلي(Ajayi, 2017) :
- المواقع الإلكترونية.
- الكتب الأكاديمية والمقالات العلمية: التي تستند إلى المصادر الأولية في تحليل موضوع معين.
- المراجعات الأدبية والنقدية: التي تقيم وتفسر الأعمال الأدبية أو الفنية.
رابعًا: من حيث الحيادية
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون المصادر الأولية ذات طابع شخصي وذاتي، لأنها تعتمد على الآراء والمواقف التي قد يتم تشكيلها بناءً على التجربة الشخصية. في المقابل، عادةً ما تكون المصادر الثانوية موضوعية وتتيح للقارئ فرصة تقييم المصدر من حيث الغرض والحيادية (Alvarez, 2023).
خامسًا: من حيث الأفضلية
إن معظم الأبحاث تعتمد على كل من المصادر الأولية والثانوية، حيث يكمل كل منهما الآخر. وبشكل عام تُعتبر المصادر الأولية أساسًا للبحث الأصلي، حيث تتيح للباحث اكتشاف معلومات جديدة، وتقديم أدلة موثوقة تدعم الحجج، وتوفير معلومات موثوقة ومباشرة حول موضوع البحث. وإذا لم يستخدم الباحث أي مصادر أولية، فقد يُعتبر بحثه غير أصلي أو غير موثوق به. على الجانب الآخر، تُعد المصادر الثانوية مفيدة لاكتساب فهم شامل لموضوع البحث، ومعرفة كيفية تناوله من قِبل الباحثين الآخرين (Streefkerk, 2023).
ومن الأفضل، كجزء من الممارسة الأكاديمية الجيدة، البحث عن المصدر الأولي وقراءته والاستشهاد به مباشرة بدلًا من الاعتماد على مصدر ثانوي. على سبيل المثال، بدلاً من الاستشهاد بمحاضرة مدرس أو كتاب دراسي أو موسوعة تستشهد بدورها ببحث أصلي، يُفضل العثور على البحث الأصلي وقراءته والاستشهاد به مباشرة (American Psychological Association, 2020).
سادسًا: من حيث التوثيق
عند الاستشهاد بمصدر ثانوي، يجب كتابة هذا المصدر في قائمة المراجع بشكل عادي وفق أسلوب التوثيق المتبع (مثل نظام توثيق APA). أما في حالة التوثيق في المتن، فإننا نكتب المصدر الأولي ثم نكتب "كما ورد في as cited in" متبوعًا بالمصدر الثانوي الذي تم استخدامه. وإذا كان معروفًا سنة نشر المصدر الأولي، فيجب تضمينها أيضًا في النص (مجاور، 2020).
على سبيل المثال، إذا قرأت عملًا لـ Lyon وآخرين (2014) حيث تمت الإشارة إلى Rabbitt (1982)، ولكنك لم تتمكن من قراءة عمل Rabbitt بنفسك، فيجب الإشارة إلى عمل Rabbitt كمصدر أصلي، متبوعًا بـ Lyon وآخرين كمصدر ثانوي. ولكن في قائمة المراجع، يجب إدراج عمل Lyon وآخرين فقط.