أشار المحمودي (2019م) إلى أن هناك عددًا من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث الجيِّد، والتي تعد انعكاسًا لشخصية الباحث، ومن أهمها الآتي:
أولًا. الموهبة والاستعداد الفطري:
يُقصد بها الاستعداد الفطري لدى الفرد؛ للبراعة فيما يريد أن يقوم به من سلوك فكري أو عملي، والاختبار هو الذي يكشف عن مدى استعداد الباحث أو عدم استعداده، فكلما وجد الباحث نفسه لديه القدرة والموهبة في مجال بحثه، كلما كان هذا بمثابة الخطوة الأولى للانطلاق في تنمية القدرة على البحث لديه، وهناك عدة ظواهر تؤكد وجود هذه الموهبة عند الباحثين ومن أهمها الآتي:
- قدرة الباحث على اختيار موضوع بحث جيد من خلال قراءاته المتعددة المختلفة في مجال تخصصه.
- قدرة الباحث على وضع مُخطط مبدئي لموضوع البحث الذي تم اختياره.
- قدرة الباحث على نقد الأفكار المختلفة التي ارتبطت بموضوع بحثه من خلال الدلائل والبراهين التي تثبت ذلك.
- قدرة الباحث على المناقشة والفهم والاستيعاب، وتوجيه الأنظار إلى حقائق وأفكار جديدة.
ثانيًا. المنهجية العلمية:
يُقصد بها أن يكون الباحث على معرفة كاملة بأصول المنهج العلمي العام، وقواعد المنهج العلمي الخاص، واللذان يكونان متناسبين وملاءمين لموضوع البحث الخاص به، وأن يتمتع بالقدرة الكافية على تنظيم وترتيب بحثه وفقًا لقوانين المنهجين العلميين العام والخاص؛ ليضمن الوصول إلى نتائج علمية سليمة يعزز بها البحث العلمي.
ثالثًا. الفضول المعرفي:
يجب أن يتمتع الباحث بالفضول المعرفي الذي يجعله دائمًا في حالة تتبع ومراقبة لجميع المستجدات والمعارف _خاصةً_ تلك التي تتعلق بتخصصه، مما يجعله ملمًا بشكل كبير بكل جوانب البحث العلمي الخاص به، أو تلك المعارف العلمية التي تتعلق بموضوعة بشكل غير مباشر ويحتاج إليها في البحث الخاص به.
رابعًا. الأمانة العلمية في الاقتباس والنقل:
يجب أن يكون الباحث أمينًا فيما يستعين به من معلومات ونصوص أو آراء، فلا يقوم بالزيادة أو النقص فيها، أو التغيير في معناها ومضمونها العلمي بشكل أو بآخر، ويتجنب الانتحال والسرقة الأدبية، وذلك من خلال توثيق المعلومات والنصوص توثيقًا علميًا، وأن يَنِسب النص إلى مصدره، والرأي إلى صاحبه.
خامسًا. الصدق في القول:
يجب أن يتحلى الباحث بالصدق الكامل فيما يقوله من خلال البحث العلمي الخاص به، وأن يكون مسؤولًا مسؤولية كاملة عن كل ما يتضمن البحث العلمي من معلومات وحقائق سواء كانت تنتمي إليه أو مُعبرة عن رأيه الشخصي.
سادسًا. الصراحة في الرأي:
يجب على الباحث أن يكون صريحًا في توضيح ما توصل إليه من نتائج أسفرت عنها خطوات البحث العلمي حتى ولو كانت مخالفة لرأيه؛ لأن الباحث في الأساس يريد التوصّل إلى الحقيقة، والحقيقة يجب أن تكون واضحة لا تقبل الغموض أو التضليل.
سابعًا. الموضوعية:
على الباحث أن يتحلى بالموضوعية الكاملة في بحثه، وذلك من خلال أن يضع الباحث كل تركيزه على بحثه فقط، ولا يُقحم نفسه في مباحث أخرى، أو أي اعتبارات ذاتية شخصية، فمن الموضوعية أن يدخل الباحث في موضوع الدراسة بذهنية علمية لا يشوبها أي عواطف أو ميول شخصية.
للمزيد حول صفات الباحث الناجح يمكنك الاطلاع على مقال (صفات الباحث الناجح وصفات البحث الناجح)