هناك اهتمام متزايد بدراسة المشكلات الأسرية خلال جائحة COVID-19، وقد أشارت نتائجها إلى ارتفاع معدل العنف الأسري خلال هذه الجائحة. ومع ذلك، فإن هذه الدراسات لم تبحث الأسباب النفسية وراء هذا العنف الأسري في ظل تفشي مرض كوفيد -19، باستخدام تصميم بحث نوعي لتعميق فهم وتفسير هذه المشكلة. طبقت هذه الدراسة تصميم دراسة الحالة النوعية على عينة قصدية، تكونت من (4) زوجات تعرضن للعنف الأسري أثناء تفشي جائحة كوفيد COVID-19. تراوحت أعمارهن بين 32 و49 عام (بمتوسط عمري قدره 42 عام، وانحراف معياري قدره 7.439). ووجدت نتائج هذه الدراسة أن هناك معدلات متزايدة للعنف الأسري ضد الزوجات من خلال تفشي جائحة كوفيد COVID-19، الناتج عن ضغوط الحجر الصحي المنزلي. أظهر تحليل البيانات الموضوعية أن الأزمات تغير تفكير الإنسان ومشاعره وسلوكه. إذ أن تدابير التباعد الاجتماعي جعلت أفراد الأسرة يشعرون بالعزلة، مما يزيد من التوتر. وإذا فشل أفراد الأسرة في التوافق بشكل فعال، يتحول مناخ الأسرة إلى مناخ سلبي، ويزداد العنف بين أفراد الأسرة. كما أظهرت النتائج أن إشباع حاجة أفراد الأسرة للحب هو أمر ضروري للتعامل مع ضغوط الأزمات بشكل فعال. ونتيجة لذلك، يمكن أن يتشوه التعبير عن الحب بين أفراد الأسرة ويصبح مرضيًا، ويعبر الفرد عن حبه بشكل سلبي، مثل العنف والقسوة والعدوان، ولا يستطيع إشباع حاجته الأساسية من الحب ثم يقع في مشاكل نفسية. ويؤدي التعبير السلبي عن الحب إلى إضعاف القوة المدركة للفرد وإيذاء الآخرين، وزيادة العنف، والتنمر، والطلاق، وغيرها من المشاكل العائلية. كما أظهر تحليل البيانات النوعية أن التعرض للعنف من قبل أفراد الأسرة يؤثر على صحة المرأة النفسية. وبذلك تؤكد هذه النتائج على أهمية دور مؤسسات المجتمع في رسم السياسات العامة لمواجهة المشاكل الأسرية والتأكيد على ضرورة أن تخطط برامج إرشادية للزوجات لتعزيز مناعتهن النفسية والتكيف مع مشاكلهن لزيادة رفاههن وإنجازهن. وبالتالي، هناك حاجة ضرورية لجهود مؤسسات المجتمع لتوفير الخدمات الصحية والنفسية لمساعدة المرأة على التخلص من الآثار السلبية للعنف الأسري التي تعرضت له خلال جائحة COVID-19.