هدفت الدراسة لمعرفة مدى قدرة المؤسسة التعليمية المغربية على بناء الكفايات الخاصة بالتدبير الترابي وقيم المحافظة عليه لدى المتعلمين خصوصا في المرحلة الابتدائية والتي تعد مرحلة مهمة وحاسمة في تكوين شخصية المتعلمين الذين سيصبحون مدبرين فعليين لمجالاتهم مستقبلا. كما تطرقت إلى كيفية التعاطي مع هذه الكفايات والقيم المجالية على مستوى التنظير أي من خلال تجسيدها في المناهج والبرامج الدراسية. وكذلك على مستوى الممارسة أي تنزيلها على أرض الواقع من طرف الفاعلين التربويين المباشرين، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي التطوري في دراسة المعطيات، وقد توصلت إلى أن كفايات تدبير المجال في التوجيهات الرسمية والمنهاج والبرامج الدراسية غير واضحة ولا تتسم بالدقة اللازمة. وأن المتعلم خريج المدرسة الابتدائية غير قادر على التموقع في مجال عيشه وموقعته، ولا يدرك مقومات التراب الذي يعيش فيه بشكل علمي ودقيق، ولا يتم إشراكه في تدبير فضاء مؤسسته. وخلصت الدراسة أن المدرسة المغربية بكل مكوناتها سواء المناهج والبرامج الدراسية أو الفاعلين التربويين العاملين بها. غير قادرة على تفعيل دورها في تمكين المتعلمين من كفايات تدبير التراب وتكوين نشء قادر على أن يدبر مجاله بشكل حكيم ويتصرف فيه بكل فعالية وعقلانية.