كيفية بناء مستقبل عملي ناجح

إن السبب الرئيسي للذهاب إلى الجامعة هو تأهيل النفس لبناء مستقبل عملي ناجح والحصول على عمل مرضي يغطي تكاليف الحياة، وفي الحقيقة أن بناء مستقبل عملي ناجح يبدأ من اليوم الأول في الجامعة، ويجب أن تتذكر جيداً أنك لست في الجامعة للمتعة واللهو والتعارف ولا للتعلم لمجرد التعلم كما كنت في المرحلة الثانوية والمتوسطة فأنت في الجامعة لكي تبني مستقبلاً مهنياً مميزاً وناجحاً.

لذلك حرص المقال الحالي على مناقشة كيفية بناء مستقبل عملي ناجح وذلك من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

الرحلة تبدأ من اليوم الأول.

فكرة ستضمن لك البطالة بعد التخرج من الجامعة.

استغلال الإجازة الصيفية.

ثمانية أمور أساسية من أجل حياة هنية ناجحة.

يجب أن تسأل نفسك من اليوم الأول وكل يوم بعد كل محاضرة سؤال مهم جداً "ما فائدة ما تعلمته اليوم أو في هذه المحاضرة في حياتي المهنية؟، وكيف يمكن أن أطبق هذه المعلومات على أرض الواقع؟

عندما لا يكون هناك فائدة عملية فأنت لا تتعلم بل تضيع من وقتك، صحيح أن هناك بعض النظريات الضرورية لفهم تطور العلم، وبعض المتطلبات الجامعية المفروضة عليك والتي لابد أن تتقنها لكن يجب أن تستهلك مثل هذه الأمور أقل وقت ممكن لديك.

إذا كنت تعتقد أن الجامعة وحدها سوف تؤهلك للحصول على وظيفة بعد تخرجك يجب أن تتأكد بأنك ستكون عضواً جديداً في نادي العاطلين عن العمل، يجب أن تعرف جيداً أن هذه الفكرة هي سبب البطالة بعد الجامعة، وظهور كم كبير من الخريجين العاطلين عن العمل، لأنهم ببساطة كانوا يقومون بكل ما يلزم للنجاح في الجامعة وليس للنجاح في عالم الأعمال، يجب أن تعلم جيداً أن الجامعات في العالم العربي لا تؤهل الخريجين للحصول على العمل المناسب في سوق الأعمال.

لذلك فالواضح أمامنا أن المشكلة في الجامعة؛ لكن النقطة الهامة هنا ماذا فعلت أنت تجاه هذه المشكلة، يجب أن تعلم جيداً أن هناك مهارات أساسية لسوق العمل، وقد لا تعطي جامعتك اهتماماً كبيراً لها ومن أهم هذه المهارات التي يجب أن تتأملها وتهتم بالبحث عنها وتطويرها:

1. مهارات التواصل مع الآخرين.
2. مهارة العمل ضمن فريق.
3. مهارة فن اتخاذ القرار.
4. مهارات البيع والتسويق والإقناع.
5. المهارات التقنية واللغوية.
6. مهارات القيادة.
7. مهارة إدارة الذات.
8. مهاة حل المشكلات.
9. مهارة إدارة الوقت والتنظيم.

إن الإجازة الصيفية تعتبر أيام ذهبية، ومن الخاطئ أن تأخذ كورسات صيفية لتنهي دراستك بسرعة أكبر، فهذه الفكرة الخاطئة يقع فيها معظم الطلاب، فالإجازة الصيفية فرصة ذهبية من أجل العديد من الأشياء منها:

• أن تقترب من واقع الحياة المهنية والعملية وتستفيد منها.
• أن تحصل على شهادة أو إثبات حضور لتضعه في سيرتك الذاتية الخاوية.
• إقامة علاقات مهنية مع أرباب العمل إذ قد يسرون من عملك واجتهادك ويعرضون عليك العمل لديهم بعد تخرجك.

يجب أن تعرف جيداً أنك يمكن أن تحقق كل ذلك إذا خططت لأن تقضي إجازتك الصيفية أو جزء منها في العمل في إحدى المؤسسات أو المنشآت التي لها علاقة بمجال دراستك الحالية وبمهنتك المستقبلية بأجر أو بدون أجر فهذا لا يهم.

في هذه الفقرة سوف نطرح ثمانية أمور أساسية وهامة جداً إذا تم إتقانها بشكل جيد سوف تحظى بحياة مهنية ناجحة وتتمثل في الآتي:

• يجب التفكير دائماً في تطوير النفس وأدائك إن الشعور بالرضا والكفاية بما نحن عليه هو إعلان بالموت ونحن أحياء يجب أن تسأل نفسك مع بداية كل يوم جديد ما الذي يجب أن أفعله اليوم حتى أصبح أفضل، وفي المساء يجب أن تسأل نفسك ما تعلمته في هذا اليوم وما أضاف إلى شخصيتي  ومعرفتي ومهارتي؟
• قراءة كتب تطوير الذات وتحسين المهارات الشخصية والاجتماعية فهناك العديد من الكتب التي تتحدث في هذه الأمور وتنتظرك لكي تطلع عليها، ويجب أن تتعلم من تجاربك ومن أخطائك في التعامل مع الآخرين، ويجب أن تعلم جيداً أن الخطأ الذي ترتكبه قد يكون فرصة لتطوير مهاراتك وذاتك، وقد يكون في نفس الوقت محطماً لك ولشخصيتك.
• لا تثق فيما ستعطيك إياه الجامعة من ساعات في اللغة الإنجليزية يجب أن تعمل على تطوير لغتك دون كلل أو ملل، وتذكر جيداً عندما تمتلك لغة جيدة فإنك تترك انطباعاً مبهراً لدى رب العمل وسيجد ارتياحاً في منحك الوظيفة، وتذكر أن رحلة تعلم اللغة الإنجليزية رحلة طويلة وممتعة للغاية وهي عملية مستمرة لا تتوقف في كل لحظة.
• طور مهاراتك في الخطابة والإلقاء. الجامعة هي المكان المناسب للتدرب على ذلك، شارك في الفعاليات الثقافية ونوادي الخطابة وغيرها، استغل فرصة تقديم محاضرة لبقية الطلال حول جزئية علمية معينة لكي تظهر فيها أفضل ما عندك من مهارات ولا تقبل بمستوى متواضع.
• تحدث مع أولئك الذين يعملون في نفس الوظائف التي تحلم بالعمل فيها حاول أن تستكشف الجوانب الإيجابية والسلبية في مثل هذه الأعمال، وما هي المهارات والمعارف المطلوبة لمزاولة هذا العمل، وهل تمتلكها أنت؟
• حاول وأنت في الجامعة أن تتعرض لخبرات خارج مجال تخصصك، إن حضورك المحاضرة أو أخذك لمادة خارج تخصصك سيضيف لك آفاقاً واسعة، فاعلم جيداً أن العلم كما ينمو رأسياً عبر المزيد من التعمق في التخصص في نفس المجال ينمو أيضاً بشكل أفقي عن طريق تداخل عدد من التخصصات مع بعضها البعض، فهناك العديد من الأفكار المبدعة التي حققت نجاحاً واسعاً في عالم الأعمال وكانت نتاج دمج تخصصين أو أكثر.
• راقب جيداً المميزين في أعمالهم واقرأ في سيرتهم الذاتية وطريقة تعاملهم مع الأمور وحاول استكشاف نقاط قوتهم واكتسب طرقهم وأساليبهم وحاول تقليدها.
• ابذل جهداً خاصاً في الإلمام بأساسيات التعامل مع الكمبيوتر والبرامج المعروفة والمستعملة طور سرعتك في إدخال البيانات باستخدام برامج الكتابة مثل الوورد، بالإضافة إلى العديد من  البرامج الرائعة في هذا المجال.

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على كيفية بناء مستقبل عملي ناجح، ولكن تذكر جيداً أن تستثمر الإجازة الصيفية في الاحتكاك بسوق العمل والتعلم واكتساب الخبرات الكثيرة، والتي تجعلك مؤهلاً للانضمام إلى العمل الوظيفي بمجرد تخرجك من الجامعة.

مع تحيات شركة دراسة للاستشارات وخدمات البحث العلمي والترجمة.

بكار، ياسر عبد الكريم. (2010). عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة. الطبعة الثانية. دار وجوه للنشر والتوزيع. الرياض. المملكة العربية السعودية.