كيف تكتب رسالة الماجستير؟
نقدم هذا المقال للباحثين الأكاديميين ليكون كشافاً يضيء لهم سبيلهم أثناء كتابة رسالة الماجستير لشق طريقهم الأكاديمي، فنبين أولاً كيف يختار الباحث العلمي موضوع رسالة الماجستير، وما المراحل التي يمر بها أثناء كتابته رسالة الماجستير، وأخيراً نقدم إرشادات تساعد الباحثين في كتابة رسالة الماجستير.
تمثل درجات البكالوريوس أو الليسانس ختاماً لسنوات الدراسة الصعبة بالنسبة للكثيرين، لكنها تكون نقطة البداية بالنسبة لأولئك الباحثين الذين آثروا الطريق الشاق واختاروا سبيل البحث العلمي، وأول خطوة في هذه السبيل هي رسالة الماجستير، والتي تتطلب المزيد من الصبر والمصابرة، والمزيد من الاجتهاد وبذل الجهد، وعلى الرغم من ذلك فإن بذل الجهد ليس أصعب ما يواجه الباحث العلمي أثناء كتابة رسالة الماجستير، إذ أن كثيراً من تلك الجهود تذهب سدى نظراً لقلة خبرة الباحث العلمي وعسر النظام والروتين، وتعنت المشرفين وقلة تعاونهم، لذا نهدي هذا المقال إلى الباحثين ليكون كشافاً لهم ومرشداً إلى كيفية كتابة رسالة الماجستير، والمراحل والأشواط التي يقطعونها لكتابة الرسالة العلمية ، مع إرشادات ضرورية تعينهم في إنجاز رسالة الماجستير، وتكشف لهم عن الأخطاء التي يقع فيها بعض من الباحثين أثناء إعداد الرسائل العلمية.
أولا: كيف تختار موضوع رسالة الماجستير؟
كثيراً ما تقوم الجامعات والمعاهد العلمية باختيار موضوع الرسالة للباحث العلمي وهي بذلك تكفيه مؤنة البحث والتفتيش عن موضوع صالح للدراسة، لكن العديد من المؤسسات العلمية تترك للباحث العلمي حرية اختيار موضوع رسالة الماجستير، وهي بذلك تعطيه الصلاحيات لاختيار موضوع يجيد البحث فيه والتمكن منه ومعرفة كل كبيرة وصغيرة عنه، حينئذ ينبغي على الباحث العلمي أن يعمد إلى موضوع من الموضوعات التي سبق لها الاطلاع عليها ودراستها، ثم يتناوله بمزيد من البحث والدراسة حتى يتسنى له إيجاد مشكلة تصلح لأن تكون نواة لرسالة الماجستير. ولما كانت مشكلة البحث العلمي هي قلب البحث العلمي، وهي الأساس الذي تنبني عليه الدراسة أو البحث من أجل إيجاد حلول لها، كان لزاماً على الباحث العلمي أن يحسن اختيار المشكلة البحثية ومن ثم يتقن صياغة مشكلة رسالة الماجستير.
ولا بد للباحث العلمي أن يختار مشكلة تناسب قدراته، فأحياناً يقع الباحث العلمي في خطأ اختيار مشكلة أكبر من قدراته، وهذا خطأ كبير قد يصعب التنبه له مع قلة خبرة الباحث في بداية طريق البحث العلمي، فإن كثيرًا من الباحثين الشباب يدفعهم الحماس لاختيار مشكلة مهمة وجديرة بالبحث، وكثير من المشكلات البحثية تتطلب إمكانات مادية وبشرية أعلى من إمكانات الباحث العلمي ، وأحيانا تحتاج هذه المشكلات إلى سنوات من البحث تفوق عدد سنوات دراسة الماجستير، لذا فإن من الضروري أن يحسن الباحث العلمي اختيار المشكلة البحثية التي تتناسب مع حجم قدراته وإمكاناته.
تقوم "شركة دراسة للخدمات والاستشارات" بتوفير أساتذة وخبراء أكاديميين للمساعدة في اقتراح مشكلات بحثية تتناسب مع تخصص الباحث العلمي وميوله وقدراته.
ثانياً: طريقة كتابة رسالة الماجستير
1. عنوان رسالة الماجستير
يعتبر العنوان من أهم أجزاء البحث العلمي أو الرسالة؛ إذ هو بمثابة الباب لها، وهو أول ما يراه القارئ في الرسالة فيجذبه العنوان لقراءة باقي الرسالة العلمية أو يصده عنها، كما أن حكم القارئ على الرسالة العلمية يبدأ مع الحكم على عنوانها، لذلك فإن من حسن اختيار العنوان أن يكون معبراً عن المشكلة البحثية في رسالة الماجستير، وينبغي أن لا يتجاوز العنوان حد الكلمات المسموح به، وهو بحدود خمس عشرة كلمة (أو وفق طبيعة المجال)، ولا بد لعنوان البحث العلمي أن يكون بعيداً عن الغموض والإبهام، وأن يكون دقيقاً ومحدداً وواضحاً، كما ينبغي أن يتضمن الإشارة إلى محتوى المتغيرات المدروسة، ويحدد بدقة طبيعة المنهجية المطروحة.
2. المقدمة في رسالة الماجستير
المقدمة في رسالة الماجستير هي المدخل الذي يمهد به الباحث العلمي لرسالته، فعلى الباحث أن يكتب مقدمة مكتملة الأركان، يقوم فيها بتوضيح أهمية البحث العلمي ومشكلة البحث العلمي والدوافع التي حملته على اختيار الموضوع، ثم يبين أهداف البحث العلمي ، مع الإشارة إلى المنهج البحثي الذي اتبعه لحل مشكلة الرسالة العلمية ، ويجب أن يبتعد الباحث العلمي في صياغة المقدمة عن اللغة الأدبية، أو الصياغة الشخصية وذلك باستخدام ضمير المتكلم مثل: (أنا، ونحن، وأرى)، مع ضرورة التدرج المنطقي في عرض المعلومات بالانتقال من العام إلى الخاص؛ تمهيدا لتحديد المشكلة، فلا يشعر القارئ بالحاجة الماسة لإجراء الدراسة، أو وجود نقص في هذا المجال من الدراسات.
3. الإطار النظري في رسالة الماجستير
المقصود بالإطار النظري في البحث العلمي هو: الأساس العلمي الذي يشكل النظريات والمفاهيم الأساسية التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته، بالإضافة إلى المناهج البحثية التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته، وبهذا يكون الإطار النظري في رسالة الماجستير بمثابة الأساس الذي تنبني عليه نتائج الدراسة أو الجوانب التطبيقية للرسالة العلمية ، وهو الفِكَر الأساسية التي تشكل كل بنيان رسالة الماجستير، لذا فإن رسالة الماجستير القوية إنما تستمد قوتها من قوة إطارها النظري أولاً، ثم من قوة النتائج والجانب التطبيقي ثانياً. ويحسن هنا التأكيد على أن الإطار النظري في رسالة الماجستير لا بد وأن يحتوي على المادة الأساسية المكونة للرسالة العلمية بالإضافة إلى بعض الموضوعات التي ينبغي صياغتها بشكل مختصر، كالإشكالية والفرضيات والأهمية والمنهجية، مع ضرورة ذكر المصادر التي اعتمد عليها الباحث العلمي والمراجع التي استفاد منها بما في ذلك الدراسات السابقة.
4. كتابة الدراسات والأدبيات السابقة في رسالة الماجستير
يجب أولاً على الباحث العلمي أن يختار أنواع مختلفة من الدراسات وألا يقتصر على نوع واحد فقط، فكثيراً ما يقوم الباحث العلمي بمراجعة نوع معين من المصادر المرتبطة بموضوع البحث العلمي محل الدراسة، ويغفل عن المصادر الأخرى مثل الأبحاث المنشورة في المجلات المحكمة والدوريات العلمية. فإذا أحسن الباحث العلمي اختيار الدراسات السابقة من مصادرها المختلفة انتقل إلى الخطوة الثانية وهي تلخيص نتائج الدراسات السابقة وما توصلت إليه، وكيف يمكن أن يستفيد بها، مع التأكيد على موقع دراسته من الدراسات السابقة.
توفر شركة دراسة للخدمات والاستشارات خبراء أكاديميين متخصصين للمساعدة في جمع الدراسات السابقة الحديثة في موضوع بحثك والاستفادة منها.
5. الدراسة الميدانية
تعتبر الدراسة الميدانية من أصعب الجوانب التي قد تواجه الباحث العلمي أثناء إنجاز دراسته حيث يبدأ هنا بإعداد الأدوات المناسبة لجمع البيانات، ثم تحكيمها وتطبيقها على عينة الدراسة، وهذا يتضمن حسن اختيار عينة الدراسة ونسبتها من المجتمع الأصلي وكيفية توزيعها على طبقات المجتمع، ثم خطوة تحليل البيانات باستخدام البرامج المتخصصة مثل (SPSS) ثم تفسير النتائج ومناقشتها.
6. كتابة النتائج في رسالة الماجستير
وهي الجزء الأهم من بين كل أجزاء رسالة الماجستير، إذ هي ثمرة البحث العلمي ومداره، وما مثال أجزاء البحث العلمي إلى نتائجه إلا كمثال جذع الشجرة وأغصانها وفروعها إلى فروعها، فما الجذع والغصون والفروع إلا وسائل لإيصال الماء إلى الثمار. ولما كانت النتائج بهذه الأهمية كان على الباحثين أن يتقنوا مهارة عرض النتائج، حتى تكون سببا في تعزيز دراساتهم بعوامل الوضوح والدقة، وينبغي على الباحث العلمي أن يعرض النتائج بطريقة منظمة ويبين هذه الطريقة فيقول مثلا أنه سيقوم بعرض نتائج الدراسة في ضوء تساؤلات البحث العلمي ومشكلة الدراسة أو فروضها، ثم يشرع في بيان النتائج في صورة جداول أو أشكال، ثم يعمد إلى التعليق على هذه الجداول والأشكال ويفسر النتائج من خلال ربطها بنتائج الدراسات السابقة. كما ينبغي على الباحث العلمي أن يعمد إلى الاعتناء بالتحليل الكيفي حال وجوده والجمع بينه وبين التحليل الإحصائي للنتائج.
7. كتابة التوصيات في رسالة الماجستير
والتوصيات هي طائفة من الحلول التي يراها الباحث العلمي صالحة لحل إشكاليته البحثية في رسالة الماجستير، وقد تكون توصيات الرسالة العلمية عبارة عن بعض المشكلات التي تمثل امتداداً لمشكلة الرسالة العلمية وتفتقر إلى حلول علمية.
8. خاتمة رسالة الماجستير
وهي الجزء الأخير من الرسالة، حيث يعرض فيه الباحث العلمي الجهود التي بذلها والصعوبات التي واجهته ثم يشكر المشرفين ومن ساعدوه في كتابة رسالة الماجستير.
9. تنسيق رسالة الماجستير
تعتبر طريقة تنسيق رسالة الماجستير في صورة أبواب وفصول هي أكثر الطرق شيوعاً في تنسيق وتنظيم الرسائل العلمية، فهي تنسق وتنظم المعلومات والبيانات التي يصيغها الباحث العلمي في رسالته، وينبغي أن تكتب بطريقة صحيحة خالية من الأخطاء النحوية واللغوية، ويحسن بالباحث الماجستير الاعتماد على الأسلوب الإنشائي بحسب طبيعة مادة البحث العلمي، فإذا كانت رسالة الماجستير ذات طبيعة لغوية أو دينية، كان لزاماً على الباحث العلمي أن يكتب بأسلوب منمق جذاب، أما بالنسبة إلى الموضوعات ذات الطبيعة العلمية البحتة أو التطبيقية فينبغي أن يكون الأسلوب علمياً صرفاً متسقاً مع الحقائق العلمية الواضحة مع الاعتماد على أسلوب إنشائي مناسب أيضًا. وعلى الباحث ألا يكثر من تكرار استخدام التعبير نفسه في الوصف: مما يوحي للقارئ بالفقر اللغوي لدى الباحث العلمي ونقص الحصيلة اللغوية في مجال تخصصه. ومع ذلك فإن ثمت خبراء متخصصين يمكنهم مساعدتك في تحسين صياغة البحث للتعبير عن أفكارك بشكل أفضل.
ثالثا: إرشادات عامة يحتاج إليها الباحث أثناء كتابة رسالة الماجستير
- ينبغي أن يتحلى الباحث العلمي في كتابة رسالة الماجستير بالتنظيم والدقة وذلك من خلال السير وفق الخطة المقدمة للجامعة وعدم الإخلال بها.
- على الباحث العلمي أن يستعين بالمشرف الأكاديمي، فهو أجدر من يعينه في كتابة رسالة الماجستير وإتقانها.
- من نافلة القول التأكيد على أهمية توثيق المعلومات والمنقولات التي استخدمها الباحث العلمي في رسالة الماجستير، وذلك عبر توثيق جميع المراجع والمصادر التي استفاد منها الباحث العلمي أثناء كتابته لرسالة الماجستير. ولا شك أن هذه المهمة من أكثر المهمات مشقة، لذا توفر شركة دراسة خبراء أكاديميين لمساعدة الباحثين في جمع المادة العلمية وتوثيقها.
- لا يضير الباحث العلمي لو استعان بأولي الخبرة من الخبراء الأكاديميين المتخصصين في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه.
المراجع
- الأشوح، زينب. (٢٠١٤) طرق وأساليب البحث العلمي وأهم ركائزه. المجموعة العربية للتدريب والنشر.
- العجلي، عصمان سركز. (2002). البحث العلمي: أساليبه وتقنياته. طرابلس: الجامعة المفتوحة.
- اللحلح، أحمد عبد الله. (2002). البحث العلمي: تعريفه، خطواته، مناهجه، المفاهيم الإحصائية. الدار الجامعية.
- المحمودي، محمد سرحان علي. (٢٠١٩) مناهج البحث العلمي. صنعاء: دار الكتب.
- حافظ، عبد الرشيد بن عبد العزيز. (٢٠١٢) أساسيات البحث العلمي. مركز النشر العلمي، جامعة الملك عبد العزيز.
- فوزي، عبد الخالق. على إحسان شوكت. (2007). طرق البحث العلمي المفاهيم والمنهجيات. المكتب العربي الحديث.
- منتصر، أمين. (٢٠١٠) خطوات وضوابط البحث العلمي. دار الفكر العربي.