هدفت الدراسة إلى تناول أحد الأساليب الحديثة في مجال الإدارة الاستراتيجية المعتمدة على التفكير الإبداعي، والابتكاري؛ لتحقيق التميز للمؤسسة، وهي "استراتيجية المحيط الأزرق"، والتي أضحت استراتيجية عالمية فرضت نفسها على الفكر الإداري المعاصر، وتفرعت تطبيقاتها في مجالات متعددة، ولكن لم يُلقَ عليها الضوء من قبل في الإنتاج الفكري العربي، والأجنبي في تخصص المكتبات والمعلومات، وتم تناولها في الإنتاج الفكري العربي، والأجنبي في مجالات، وقطاعات أخرى، وحاولت الدراسة الوقوف على تلك الاستراتيجية، وتقديم الإطار المفاهيمي للتعريف بها، ونشأتها، وأهميتها، وتحديد أبعادها، وهي: (الاستبعاد، التقليص، الزيادة، الابتكار)، وقياس درجة توافرها في مكتبات جامعة أسيوط من وجهة نظر العاملين فيها، والوصول إلى العقبات، والمعوقات التي ستواجه تطبيقها في المكتبات، فضلاً عن محاولة تقديم بعض التوصيات التي قد تسهم في تطبيقها، ولتحقيق أهداف الدراسة؛ اعتمدت الدراسة على المنهج الميداني بصفة أساسية، وكانت الاستبانة هي الأداة الرئيسة في جمع البيانات؛ حيث تم توزيعها على كافة العاملين بمكتبات الجامعة، مع استبعاد العاملين بالخدمات المعاونة، وبلغ عدد الذين أجابوا عن الاستبانة (296) فردًا بنسبة 70,64% من إجمالي عدد العاملين في تلك المكتبات، كما اعتمدت الدراسة- كذلك- في جانبها العملي على المنهج الوصفي التحليلي؛ حيث تمت معالجة البيانات الواردة باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: توافر جميع أبعاد استراتيجية المحيط الأزرق بدرجة (منخفضة) في مكتبات كليات ومعاهد جامعة أسيوط؛ حيث توافر بُعد (الابتكار) بنسبة 47.05%، وهي أعلى نسبة بالنسبة للأبعاد الأربعة، يليه بُعد (الاستبعاد) بنسبة 42.57%، يليه في ذلك بنسبة طفيفة بُعد (الزيادة) محققًا نسبة 42.18%، وأخيرًا بُعد (التقليص)؛ حيث بلغت نسبة توافره 41.52%.، وتوصي الدراسة الاهتمام بكل أبعاد استراتيجية المحيط الأزرق (الاستبعاد، التقليص، الزيادة، الابتكار) في مكتبات كليات ومعاهد جامعة أسيوط؛ لتطوير واقعها، وتحسين أدائها، كما توصي- أيضًا- بتطبيق استراتيجية المحيط الأزرق في كافة مؤسسات المعلومات؛ حيث يساعد تطبيقها على تحقيق التميز للمؤسسة دون الدخول في المنافسة الدامية، ويوصي الباحث بفتح آفاق جديدة من المناقشات حول استراتيجية المحيط الأزرق، وإجراء المزيد من الدراسات حول قيادة المحيط الأزرق في المكتبات؛ نظرًا لافتقار الإنتاج الفكري العربي في التخصص لهذا الموضوع.