يجب على الباحث معرفة عناصر بناء خطة البحث عند الإقدام على عملية إعداد بحث علمي؛ فلا بد للباحث من إعداد خطة بحثية ترسم له طريق السير فيه، وتكون بمثابة اقتراح قابل للتعديل والتغيير والإضافة والحذف، وفيما يأتي نستعرض أهم هذه العناصر البحثية البنائية الخاصة بخطة البحث:
1_ عنوان البحث
2_ مقدمة البحث
3_ مشكلة البحث
4_ الفرضيات
5_ أهمية البحث
6_ أهداف البحث
7_ منهج البحث
8_ مخطط البحث (الإطار النظري(
9_ الدراسات السابقة
10_ الخاتمة
11_ قائمة المصادر والمراجع
1_ عنوان البحث:
عنوان البحث من أهم وأول عناصر بناء الخطة البحثية؛ ولذا على الباحث كتابة عنوان بحثي أكاديمي مناسب ومتوافق مع موضوع البحث العلمي الذي اختاره، بما يتمحور حول مشكلة بحثه، ولا بد أن يكون العنوان متميزًا بالبساطة والوضوح لفظًا ومعنًى بما يجذب القارئ إليه، ويكتب العنوان في أعلى ووسط الصفحة الأولى. ونظررًا لأهمية العنوان في البحوث العلمة يُمكن تلخيص أهم شروط العنوان الجيد في النقاط الآتية:
- أن يكون العنوان مُصاغًا بأسلوب علمي جذّاب.
- أن يكون العنوان مكتوبًا بدقة، ومُظهِرًا للمحتوى البحثي، وشاملًا لجميع فصول وأبواب البحث وجزئياته.
- أن تكون عناوين الفصول مبنية على أساس العنوان العام للبحث.
- أن يكون العنوان موجزًا دون اختصار مُخل حتى لا يتغيّر المعنى.
- أن لا يكون العنوان فضفاضًا واسعًا لا يمكن ضبطه.
- أن لا يحوي نتائجًا أو أحكامًا مُسبقة.
- أن يكون جديدًا غير مطروق من قبل أو متشابه مع غيره من العناوين البحثية.
2_ مقدمة البحث:
على الباحث العلمي كتابة مقدمة البحث، وهي كملخص للبحث العلمي كاملًا، ويجب أن تتضمن هدف البحث ومنهجيته البحثية وأهميته العلمية، ويجب أن تتسم هذه المقدمة بالإيجاز والوضوح والبساطة قدر المستطاع مع تحديد منهج العمل البحثي، وبيان الباحث لأهمية بحثه بالنسبة للبحوث والكتابات السابقة في ذات المجال وتوضيح الدافع وراء اختياره لموضوع البحث.
3_ مشكلة البحث:
يتوجّب على الباحث تحديد مشكلة البحث القائمة من خلال عدة طرح عدة أسئلة واضحة ومحددة؛ فهي النقطة الأساسية لخطة البحث، وهذا التحديد مفيد من وجهين الأول: تحديد منهج البحث واتجاهه، والآخر: تحديد الجهود الكبيرة المتعلقة بالدراسات السابقة.
هذا إضافةً إلى تدوين مشكلة البحث وطرحها بأسلوب بسيط وباستخدام كلمات وجمل صحيحة ومفهومة ومنضبطة، ويمتلك الباحث حولها مصادر ومعلومات علمية مهمة تفيده في تطوير فكره، وبالتالي تحسين عمله بما يسهم في مناقشة مشكلة البحث وحلها.
4_ الفرضيات:
تُعرف الفرضيات بأنها عملية تعبّر عن توقع أو احتمال أو تخمين، وهي كذلك إجابة مؤقتة لسؤال يحاول الباحث من خلال سلسلة من الإجراءات أن يتحقق منه، وتنقسم الفرضيات إلى نوعين هما:
الفرض العلمي: هو تفسير مؤقت لظاهرة ما، أو أنه تصوّر مستقبلي تخميني لعلاقة ما بين متغيرين أو أكثر، أو حل مقترح لمشكلة أو قضية ويصاغ هذا الحل استنتاجًا؛ للإجابة أو تخمين ذكي لحل القضية البحثية، ويمكن التحقق منه عن طريق تحليل نظري لخبرة ما أو معلومة سابقة.
الفرض الإحصائي: هو ادعاء أو تصريح بخصوص معلم غير معروف ويتم التحقق منه إحصائيًا.
مراحل الفرضيات: للفرضيات عدة مراحل هي:
- وجود المشكلة الفرضية.
- وضع أسئلة
- وضع الفرضيات وشروطها
- مستوى الدلالة (الخطأ)
- معلومات عن البيانات والمجتمع
- الاختبار الإحصائي
- القرار (قبول أو رفض) الفرضية
طرق صياغة الفرضية:
الطريقة الاستنتاجية:
في الطريقة الاستنتاجية يتم صياغة الفرضية كتعميم من العلاقات التي لاحظها الباحث ثم يفترض تفسيرًا لهذا السلوك، ويصاحبها مراجعة الدراسات السابقة وعمل ملاحظات إضافية ثم عمل فرض يحاول فيه تفسير السلوك الملحوظ، ثم يقوم بالتجريب مع ضبط المتغيرات؛ للتحقق من العلاقة التي افترضها.
الطريقة الاستقرائية:
يقوم الباحث خلال الطريقة الاستقرائية باستقصاء الفرضية من النظرية، وهذه الفروض تؤدي إلى بناء نظام عام من المعرفة؛ لأن إطار دمجها في صرح المعرفة قائم فعلًا داخل النظرية نفسها، ولا يمكن للعلم أن يتطور إذا ظلت نتائج كل دراسة في معزل عن نتائج الدراسات الأخرى، فالمعرفة تصبح تراكمية؛ لأنها تبنى على الحقائق والنظريات القائمة، والفرض الذي يحصل عليه من النظريات هو فرض استنباط.
5_ أهمية البحث:
يجب على الباحث إظهار أهمية البحث العملي، وبيان الفوائد الجديدة العائدة عليهم، وتصبح هذه الأهمية متزايدة للبحث العملي عندما يعالج موضوع محدد ومهم في حياة الناس، حينئذ يصل إلى نتائج حقيقية ومنطقية تعمل على نشر الفائدة عامةً؛ لذلك يجب إظهار أهمية هذا البحث في خطة البحث، إضافةً إلى إظهار الجهد المتواصل والجاد من الباحث والاختصاصيين؛ للمساهمة في التوصّل إلى نتائج مُرضية مبيّنة على أساس علمي، إضافةً إلى ذكر الباحث أسبابه الحقيقية في اختيار موضوع البحث بعبارات واضحة يشير بها إلى أهمية وأهداف البحث.
6_ أهداف البحث:
تعتبر أهداف البحث العلمي التي يعمل الباحث على تحقيقها من أهم خطوات عمل خطة بحث علمي مُتقنة، وهذه الأهداف لا بد أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بموضوع البحث، وواضحة ومفهومة غير مبهمة؛ فالأهداف ما هي إلا فلسفة يحاول الباحث تحقيقها من خلال أساليب وطرائق معينة، وبناءً على ذلك يجب تحديد الفلسفة لكل عمل ووضع أهداف محددة؛ لتحقيقها بشكل جيد، إضافةً إلى وضع الوسائل المختلفة؛ لتحقيق هذه الأهداف، وتتمثل أهداف خطة البحث فيما يلي:
- الكشف عن فكرة أو شيء حديث لم يخضع للدراسة والبحث من قبل.
- إثبات لصحة بعض الفلسفات العلمية أو الأفكار المقترحة.
- إضافة بعض الأفكار التي تعمل على تقدُّم وتطور المعرفة، ومن ثَمَّ الإفادة العلمية.
- تفصيل لبعض القضايا الصعبة أو المجهولة والعمل على تحليلها، وحل إشكاليتها البحثية.
- إنهاء لبعض الآراء أو النظريات أو الفلسفات؛ إذ تدخل في حيز التطبيق.
- معالجة بعض المشكلات التي يعاني منها الناس.
- التنظيم والترتيب لبعض المسائل؛ لإمكانية الإفادة منها فيما بعد.
7_ منهج البحث:
يذكر الباحث منهج البحث الذي سيتبعه أثناء بحثه، وكذلك طريقته في جمع وفرز واستخدام المعلومات؛ فالمنهجية تُبيّن كيفية إنجاز الباحث لبحثه، وكذا إجابته عن التساؤلات المطروحة في إشكالية البحث، ومن هذه المناهج: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي والمنهج التحليلي...إلخ، والتي يجب أن يقوم الباحث بشرحها وتوضيحها للقارئ؛ توضيحًا لآلية البحث العلمي عامةً مع ماهية الأدوات المستخدمة؛ وصولًا إلى نتائج بحثه؛ لتطوير عمل الإدارة وحل الإشكالية البحثية.
8_ مخطط البحث (الإطار النظري(:
مخطط البحث أو الإطار النظري هو أهم جزء في خطة البحث، وهو الهيكلة العامة للبحث العلمي، ويُعرض فيه التقسيم المقترح للبحث والعناوين المقترحة، ويمكن الاقتصار في الإطار النظري على عنـوان البحث ومخطط البحث وقائمة المصادر والمراجع؛ لتشكيل خطة بحث مصغّرة _خاصةً_ في البحوث الصـغيرة كبحـوث مشـاريع التخرج، وبحوث الدبلوم العالي اقتصارًا على الفصول، أما في البحوث الكبيرة فيُقسّم البحث إلى أجزاء، والأجزاء إلى أبواب، والأبواب إلى فصول، والفصول إلى مباحث، والمباحث إلى مطالب. وعلى الباحث مراعاة ترتيب هذه الأفكار بشكل متناسب بحيث تكون متصلة ببعضها البعض على الوجه الصحيح.
9_ الدراسات السابقة:
لا يخلو أي بحث علمي من عنصر الدراسات السابقة، حيث يذكر الباحث الدراسات والأبحاث التي قد كتبت في نفس موضوع بحثه، ويصف هذه الدراسات ويُظهر الإضافات التي سيضمّنها بحثه.
10_ الخاتمة:
الخاتمة هي عبارة عن ملخص لما جاء في البحث العلمي بدقة، وفقًا لمعايير وضوابط معينة مع ذكر النتائج التي تم الوصول إليها بإيجاز غير مُخل، واستعراض بعض التوصيات التي تفيد القراء والباحثين؛ لاستكمال البحث، والقيام بإجراء دراسات مستقبلية تواكب التطورات البحثية ، ومقترحات لبحوث أخرى.
11_ قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع من أهم عناصر بناء الخطة البحثية، وتُعرف المراجع بأنها أوعية تحتوي على معلومات وبيانات مختلفة يتم الرجوع إليها بهدف جمع المعلومات والحصول على بيانات في قضية أو موقف معين، وتتصف بالموثوقية والصحة.