نستعرض في هذا المقال عددًا من أبرز عناصر خطة البحث العلمي؛ إذ إن لها أهمية أكاديمية كبيرة عند الإقدام على إعداد خطة البحث العلمي، وهي كما يأتي:
عنوان البحث:
عنوان البحث هو العنصر الرئيسي الأول عند إعداد خطة البحث؛ لذا فهو يتميّز بأهميّته في خطة البحث، وهو أولُ عنصرٍ محدد في عملية كتابة البحث، ويتم كتابته في وسط أعلى الصفحة الأولى من خطة البحث.
مقدمة البحث:
تُعدُّ المقدمة من أبرز عناصر خطة البحث؛ حيث تبدأ خطة البحث بمقدمةٍ مختصرة، تهدف إلى تهيئة ذهن القارئ إلى الموضوعات التي سيتم مناقشتها والتطرق إليها في البحث.
مشكلة البحث:
مشكلة البحث هي عبارة عن سؤالٍ شامل، يهدف الباحث من خلال الإجابة عنه إلى فهم وتصوُّر موضوع البحث كاملًا، ويُمكن أن يتفرّع عنه عددٌ من الأسئلة التفصيلية التي يُجيب عنها الباحث في جزءٍ أو أكثر من أجزاء البحث، وتكمن أهمية مشكلة البحث في دورها الرئيسي في إعداد خطة البحث؛ للبدء في عمل دراسةٍ بحثية في موضوعٍ ما.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب أن تتوفّر ثلاثة عناصر رئيسية عند التعبير عن المشكلة البحثية التي يطرحها الباحث من خلال عبارةٍ أو تساؤل، وهي على النحو الآتي:
- ما المتغيّرات التي تعالجها مشكلة البحث؟
- ما العلاقة التي تربط متغيّرات المشكلة ببعضها؟
- ما المجتمع المُعيّن الذي يسعى الباحث إلى دراسته؟
أهداف البحث:
تتضح أهداف البحث حينما تشتمل خطة البحث على ملخصٍ دقيقٍ ومحدَّد تتمثل مهمَّته في توضيح الهدف العام من البحث بما يساعد القارئ على تقييم أهمية البحث وفقًا للقيم الفردية، ويوجد عددٌ من الأمور التي ينبغي على الباحث مراعاتها عند كتابة أهداف خطة البحث، وهي على النحو الآتي:
- يجب أن ترتبط جميع الأهداف بموضوع البحث العلمي.
- يجب أن تكون أهداف البحث قابلةً للتحقيق والتنفيذ، فلا تكون أهدافًا خيالية.
- يجب أن يربط الباحث الأكاديمي بين أهداف البحث وأسئلته.
- يجب مراعاة الدّقة عند كتابة الأهداف؛ لأهميتها عند الإقرار بالبحث من قِبل المتخصصين في المجال الأكاديمي.
- يجب أن يكون للأهداف دورٌ واضح في بيان ما يسعى الباحث إلى تحقيقه.
فرضيات البحث:
فرضيات البحث هي عبارة عن مجموعةٍ من التوقّعات والاقتراحات المؤقتة التي يضعها الباحث حسب اعتقاده بأنّها تمثّل حلًّا لمشكلة بحثه، ويتم صياغتها بعد تحديد مشكلة البحث، وتُدوّن فرضيات البحث بعد اطّلاع الباحث على مقدارٍ كافٍ من الدراسات السابقة والأبحاث التي كُتبت في نفس الموضوع؛ لكي يستطيع الباحث التعبير عنها بدقة ووضوح، وتُصاغ فرضيات البحث بصيغتين مختلفتين وهما:
- صيغة الفرضية الصفريّة: تبيّن الفرضية الصفريّة عدم وجود أيّ علاقة تربط بين متغيّرات الدراسة، وبصيغةٍ أخرى عدم وجود أيّ فوارق بين معالجات الدراسة.
- صيغة الفرضية البديلة: تسمى بالفرضية البديلة؛ لكونها الفرضية المناقضة للفرضية الصفريّة؛ فهي تبيّن وجود علاقة تربط بين متغيّرات الدراسة حسب توقّع الباحث.
الإطار النظري:
يتم فيه عرض العناوين المقترحة والمعلومات التي أحضرها الباحث من مصادر علميه مختلفة.
الدراسات السابقة:
تهدف الدراسات السابقة إلى بيان خلفية مشكلة البحث لدى الباحث الأكاديمي مع السياق العام لهذه المشكلة؛ حيث يثبت الباحث من خلالها وجود حاجةٍ للبحث، وتحديد المجال الذي يحتاج لذلك، وللدراسات السابقة أهميةٌ كبيرة في البحث؛ إذ تساعد في تحقيق عدّة أهداف على رأسها ما يأتي أدناه:
- تساعد في هيكلة مشكلة البحث التي تمّ تحديدها.
- تتيح للقارئ أن يتعرّف إلى نتائج الدراسات الأخرى التي تناولت نفس موضوع البحث.
- تمكِّن الباحث من الربط بين بحثه وبين محتوى الدراسات السابقة ممّا يساعده في سد الثغرات الموجودة.
- تقدّم الدراسات السابقة إطارًا عامًا للموضوع مما يمكّن الباحث من تحديد أهمية دراسته مع تحديد معيار يتم على أساسه مقارنة نتائج بحثه مع نتائج الدراسات الأخرى.
تعريف المصطلحات:
يمكن للباحث أن يُعرِّف المصطلحات الواردة في بحثه وفقًا لنفس النمط الوارد في إحدى الدراسات السابقة أو وفقًا لتعريفات قاموسٍ معيّن، وهنا يجب عليه أن يبيّن القاموس أو الدراسة التي استعان بها لتعريف المصطلحات، وقد يحتاج الباحث أحيانًا إلى تعريف مصطلحات الدراسة إجرائيًّا، أي بدلالة الإجراءات التي سيتّبعها الباحث في دراسته والبيانات والأدوات التي سيستخدمها، وبشكلٍ عام يجب على الباحث توضيح المصطلحات المذكورة في بحثه وتوضيح المعاني المقصودة بها بدقة؛ ليفهمها القارئ صحيحًا وبالمعنى نفسه الذي أراده الباحث، كما أنّ تعريف المصطلحات يساعد الباحث الأكاديمي على وضع إطارٍ مرجعي يُرشده إلى التعامل مع مشكلة البحث.
كتابة المصادر والمراجع:
يدلُّ ذكر المصادر والمراجع التي لجأ إليها الباحث على أمانتة العلمية، ويتمثّل الهدف المبدئيّ من وضع قائمة المصادر والمراجع ضمن خطة البحث في الدلالة على وجود العديد من المصادر التي تتناول موضوع البحث نفسه، ويُمكن للباحث الاستعانة بها، ومن جهةٍ أخرى تهدف إلى الدلالة على سعة اطّلاع الباحث، وتذكر المراجع التي استعان بها الباحث مبدئيّاً في آخر خطة بحثه، ومن المهم أن تكون كافية لدرجة تسمح للمتخصصين بأخذ فكرة أولية عن موضوع البحث، وتجدر الإشارة إلى أنه يتم وضع المراجع ضمن قائمتين منفصلتين إحداهما للمراجع المكتوبة باللغة العربية والأخرى للمراجع المكتوبة باللغة الإنجليزيّة على أن تشملان جميع المراجع التي تمّ الاستعانة بها؛ كالكتب والمقالات وغيرها.
ملاحق خطة البحث:
يمكن أن تشتمل خطة البحث أحيانًا على بعض المواد التي تُسهم في تقديم توضيح وتفصيل لبعض عناصر خطة البحث، لكن يصعب إدراجها ضمن أيّ من عناصر خطة البحث السابقة؛ لذا يتم وضعها ضمن عنوانٍ خاص يسمّى الملاحق في نهاية الخطة، ومن أبرز العناصر التي يتم إدراجها ضمن الملاحق: مسوّدة الأداة التي سيستخدمها الباحث في جمع بياناته.