نوضح هنا أبرز عناصر خطة البحث، فهي تختلف من خطة لأخرى وفقًا للجهة المشرفة على الباحث، وعلى الرغم من ذلك فإن كل خطة بحثٍ تحتوي على مجموعةٍ مشتركة من العناصر الأساسية مهما كان هدفه أو نوعه، والتي لا تختلف باختلاف جهة الإشراف عليه، علمًا بأنّ تلك العناصر تتَّصف بالمرونة، أي لا يُشترط احتواء خطة البحث على جميع العناصر؛ إذ يُمكن حذف أحد تلك العناصر، أو تقديم عنصرٍ على آخر، أو تأخير عنصر عن الآخر عند الحاجة مع الاهتمام بضرورة إدراج تلك العناصر وفق تسلسلٍ متَّفق عليه خلال سياق الخطة، وفيما يلي أبرز هذه العناصر:
صياغة عنوان البحث:
عنوان البحث هو العنصر الرئيسي الأول الذي يجذب القُرّاء؛ للاطلاع على البحث، لذا فهو يتميّز بأهميّته في خطة البحث، وهو أولُ عنصرٍ يتم تحديده قبل البدء في عملية كتابة البحث، ويتم كتابته في وسط أعلى الصفحة الأولى من البحث.
مقدمة البحث:
تُعدُّ المقدمة من أهم عناصر خطة البحث؛ حيث تبدأ أيّ خطة بحثٍ بمقدمةٍ مختصرة، تهدف إلى تهيئة ذهن القارئ إلى المواضيع التي سيتم مناقشتها والتطرق إليها في البحث؛ فهي تقدّم فكرةً للقارئ حول موضوع البحث.
مشكلة البحث:
تُعرَّف مشكلة البحث بأنّها سؤالٌ شامل يهدف الباحث من خلال الإجابة عنه إلى فهم وتصوُّر موضوع البحث كاملًا، ويُمكن أن يتفرّع من ذلك السؤال الرئيسي عددٌ من الأسئلة التفصيلية التي يُجاب عنها في جزءٍ أو أكثر من أجزاء البحث، وتكمن أهمية مشكلة البحث في دورها الرئيسي في إلهام الباحث؛ للبدء في عمل دراسةٍ بحثية في موضوعٍ معيَّن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب أن تتوفّر ثلاثة عناصر رئيسية عند صياغة المشكلة تبرز من خلال عبارةٍ أو تساؤل، وهي على النحو الآتي:
- المتغيّرات التي تعالجها المشكلة.
- العلاقة التي تربط متغيّرات المشكلة ببعضها البعض.
- المجتمع الذي يسعى الباحث لدراسته.
أهداف البحث:
يجب أن تشتمل خطة البحث على ملخصٍ دقيقٍ ومحدَّد تتمثل مهمَّته في توضيح الهدف العام من البحث بما يساعد القارئ على تقييم أهمية البحث وفقًا للقيم الفردية، ويوجد عددٌ من الأمور التي ينبغي على الباحث مراعاتها عند كتابة أهداف خطة البحث، وهي على النحو الآتي:
- يجب أن ترتبط جميع الأهداف بموضوع البحث.
- يجب مراعاة الدّقة عند صياغة الأهداف؛ لأهميتها عند إقرار البحث من قِبل المتخصصين.
- يجب أن تكون أهداف البحث قابلةً للتحقيق.
- يجب أن يكون للأهداف دورٌ واضح في بيان ما يسعى الباحث لتحقيقه.
- يجب أن يتم الربط بين أهداف البحث وأسئلته.
فرضيات البحث:
فرضيات البحث هي مجموعةٌ من التوقّعات والاقتراحات المؤقتة التي يضعها الباحث حسب اعتقاده بأنّها تمثّل حلًّا لمشكلة بحثه، ويتم وضعها بعد تحديد مشكلة البحث، وتُصاغ فرضيات البحث بعد اطّلاع الباحث على مقدارٍ كافٍ من الدراسات والأبحاث التي كُتبت في نفس الموضوع؛ لكي يستطيع الباحث صياغتها بدقة ووضوح، وتُصاغ فرضيات البحث بصيغتين مختلفتين، وهما:
- صيغة الفرضية الصفريّة: تبيّن الفرضية الصفريّة عدم وجود أيّ علاقة تربط بين متغيّرات الدراسة، وبصيغةٍ أخرى عدم وجود أيّ فوارق بين معالجات الدراسة.
- صيغة الفرضية البديلة: تسمى بالفرضية البديلة؛ لكونها الفرضية المناقضة للفرضية الصفريّة؛ فهي تبيّن وجود علاقة تربط بين متغيّرات الدراسة حسب توقّع الباحث.
الدراسات السابقة:
تهدف الدراسات السابقة إلى تشكيل خلفيةٍ لمشكلة البحث لدى الباحث مع السياق العام لهذه المشكلة؛ حيث يثبت الباحث من خلالها وجود حاجةٍ للبحث، وتحديد المجال الذي يحتاج لذلك، وللدراسات السابقة أهميةٌ كبيرة في البحث؛ فهي تساعد في تحقيق عدّة أهداف، أهمها:
- تتيح للقارئ أن يتعرّف إلى نتائج الدراسات الأخرى التي تناولت نفس موضوع البحث.
- تمكِّن الباحث من الربط بين بحثه وبين محتوى الدراسات السابقة ممّا يساعده في سد الثغرات الموجودة. تقدّم إطارًا عامًا للموضوع مما يمكّن الباحث من تحديد أهمية دراسته مع تحديد معيار يتم على أساسه مقارنة نتائج بحثه مع نتائج الدراسات الأخرى.
- تساعد في هيكلة مشكلة البحث التي تمّ تحديدها.
تعريف المصطلحات:
يمكن للباحث أن يُعرِّف المصطلحات الواردة في بحثه وفقًا لنفس النمط الوارد في إحدى الدراسات السابقة أو وفقًا لتعريفات قاموسٍ معيّن، وهنا يجب عليه أن يبيّن القاموس أو الدراسة التي استعان بها لتعريف المصطلحات، وقد يحتاج الباحث أحيانًا إلى تعريف مصطلحات الدراسة إجرائيًّا، أي بدلالة الإجراءات التي سيتّبعها الباحث في دراسته والبيانات والأدوات التي سيستخدمها، وبشكلٍ عام يجب على الباحث توضيح المصطلحات المذكورة في بحثه وتوضيح المعاني المقصودة بها بدقة؛ ليفهمها القارئ بشكلٍ صحيح وبنفس المعنى الذي أراده الباحث، كما أنّ تعريف المصطلحات يساعد الباحث على وضع إطارٍ مرجعي يُرشده؛ للتعامل مع مشكلة البحث.
كتابة المصادر والمراجع:
يدلُّ ذكر المصادر والمراجع التي استعان بها الباحث على أمانتة العلمية، ويتمثّل الهدف المبدئيّ من وضع قائمة المصادر والمراجع ضمن خطة البحث إلى الدلالة على وجود العديد من المصادر التي تتناول نفس موضوع البحث، ويُمكن للباحث الاستعانة بها، ومن جهةٍ أخرى تهدف إلى الدلالة على سعة اطّلاع الباحث، وتذكر المراجع التي استعان بها الباحث مبدئيّاً في آخر خطة بحثه، ومن المهم أن تكون كافية لدرجة تسمح للمتخصصين بأخذ فكرة أولية عن موضوع البحث، وتجدر الإشارة إلى أنه يتم وضع المراجع ضمن قائمتين منفصلتين إحداهما للمراجع المكتوبة باللغة العربية والأخرى للمراجع المكتوبة باللغة الإنجليزيّة على أن تشملان جميع المراجع التي تمّ الاستعانة بها؛ كالكتب والمقالات وغيرها.
ملاحق خطة البحث:
يمكن أن تشتمل خطة البحث أحيانًا على بعض المواد التي تساهم في تقديم توضيح وتفصيل لبعض عناصر خطة البحث، لكن يصعب إدراجها ضمن أيّ من عناصر خطة البحث السابقة؛ لذا يتم وضعها ضمن عنوانٍ خاص يسمّى الملاحق في نهاية الخطة، ومن أبرز العناصر التي يتم إدراجها ضمن الملاحق: مسوّدة الأداة التي سيستخدمها الباحث في جمع بياناته.