يتم تطبيق مسار البحث العلمي وفقاً للمنهج العلمي في فلسفة كارل بوبر من خلال ثلاثة خطوات وهي:
- عرض المنهج العلمي.
- فكرة كارل بوبر (المحاولة والخطأ).
- تحديد منطق العلم وطبيعته الحدسية الاستقرائية.
أولاً: عرض المنهج العلمي
فإذا كانت النظرية المنهجية مناظرة معرفية فممكن وضع هذه النظرية في قانون وصياغته كما يلي "م أ – ح ح – أ أ- م2" والتي تعكس جميع الأنشطة العقلية والحيوية.
م أ :
المقصود بها أن يبدأ العلم بحوثة حول موضوع ما أو مشكلة ما عملية واقعية فيقوم باختيار المشكلة التي يأمل أن يحلها فالمشكلة تعتبر هي البناء المعرفي السابق وليست الملاحظة والتجريب.
ح ح :
القصود هنا يجب أن تكون الفكرة حول المشكلة غامضة فالتعرف عليها لا يكون إلا عن طريق طرح حل ونقدة ويكون فهم المشكلة عن طريق فهم صعوباتها ومعرفة لماذا لا يسهل حل هذه المشكلة ولماذا لا تصلح الحلول الواضحة لحل المشكلة فبهذا يفهم المشكلة جيداً فيعرف كل من تفرعاتها ومشاكلها الجانبية وعلاقتها بالمشاكل الأخرى فيتمكن من طرح الحل الملائم لحل هذه المشكلة .
أ أ :
المقصود هنا أن العالم يحاول نقد " ح ح " أي الحصول على فرضية جديدة لحل المشكلة ولا بد من إيجاد الخطأ في الحل المقترح بل ومحاولة توضيحه.
- ولكي نصل إلى منهجية ثابته ومحكمه يمكن لها الحصول على فرضيات لحل المشكلة واختبار النظرية واستبعاد الخطأ فهناك أربع طرق لتحقيق ذلك وهي :
- عمل مقارنه فعَّاله بين النتائج التي توصل إليها الباحث بعضها ببعض حتى يدرسها فمن الممكن أن تحتوي بعضها على شيئا من التناقض والتغيير بينها وبين بعضها فلابد أن تتفق جميعها على سياق واحد ومع النظرية ونفسها ولا الشيء ونقيضة
- عمل فحص منطقي للنظرية نفسها فمن الممكن أن تكون تحصيل حاصل فيجب أن تكون من نطاق العلم التجريبي فهذه النقطة تفيد تطبيق معيار التكذيب
- عمل مقارنه بين النظرية نفسها مع النظريات الأخرى من حيث البناء المعرفي لنعرف إذا كانت تتفق معها وهل تعتبر تقدماً علمياً أم لا
- الاستعانة بالتطبيقات التجريبية في اختبار النظرية من خلال الاستنتاجات الناتجة عنها.
م 2 :
والمقصود بها هو ما توصل إليه العلم من موقف جديد يُعْرَض من خلاله العديد من المشكلات العلمية الجديدة ليأخذ العالم منها ما توصل إليه ويبدأ بها المنهج الجديد ويعاود فرض النظرية مرة أخرى.
ثانياً: فكرة كارل بوبر ( المحاولة والخطأ) :
- منهج المحاولة والخطأ هو أسلوب التعلم وأسلوب تعرُّف الكائن الحي على البيئة المحيطة به وليس من السهل إدخال فكرة المحاولة والخطأ البسيطة في ذات الهوية مع المنهج التجريبي المعقد وإنما هي الأصل والأساس الذي تفرعّت منه العديد من التعقيدات داخل خطواته المتمثلة في "" ح ح – أ أ " حسب النظرية المنهجية لكارل بوبر.
- الغرض من هذه الفكرة هو أن يتعلم الباحث أن يفهم المشكلة فيحاول حلها وعند فشل هذا الحل يردفه بحل آخر فالعالم يسير من حلول سيئة إلى حلول أفضل لأن العالم يعرف أن لدية القدرة على طرح التخمينات الجديدة والتي تؤدي إلى التقدم العلمي من خلال طرح فروض أفضل.
ثالثاً: تحديد منطق العلم وطبيعته الحدسية الاستقرائية:
- يتم تحديدها من خلال النظرية المنهجية حيث أنه يظل دائماً تقريراً غير يقيني مؤقتاً فمع مرور الوقت يظهر تقريراً آخر للوصول إلى ما هو أفضل منه.
- تعتبر المسألة النسبية متغيرة فمن الممكن القول أنها مسألة رأي وليست حقيقة واقعة مطلقة ويعتبر صياغة النظرية>> م1 – ح ح – أ أ – م2 << تجعل نمو المعرفة العلمية تسير من المشاكل القديمة إلى المشاكل الجديدة عن طريق الافتراضات الحدسية وتكذيبها بواسطة التعديلات والتطبيقات المستمرة للموقف الراهن والحلول المطروحة لمشاكله.
- فهو منهج التصحيح الذاتي والذي يجعل العلم يصحح نفسه بنفسه تصحيحاً مستمراً مع استمرارية البحث العلمي.
فمن خلال ما سبق يمكن أن نلخص نظرية بوبر المنهجية للمنهج العلمي في خمس خطوات وهي:
- المشكلة ( وهي عادة ترتبط بتفنيد لنظرية موجودة).
- الحل المقترح ( أي وضع نظرية جديدة).
- استنباط القضايا القابلة للاختبار من مضمون النظرية الجديدة.
- الاختبار والمقصود به محاولة التفنيد بواسطة الملاحظة والتجريب.
- الأخذ بأفضل الحلول أي النظرية الأفضل بين النظريات المقترحة المتنافسة.