تتمثل نقطة البداية للبحث المعتمد بشكل رئيسي على المنهج التحليلي في دراسة القواعد العامة وفهمها جيداً، والتعرف على شروط تطبيقها، ومن ثم فحص القضية المعروضة على الباحث ودراستها والتأمل فيها، ثم اختيار القاعدة العامة الملائمة لحلها وتطبيقها عليها من أجل الوصول إلى حصر آثار تطبيق القاعدة العامة على القضية المعروضة.
لذلك فإن المنهج التحليلي في العلوم القانونية عند تطبيقه يجب أن يمر بثلاثة مراحل رئيسية وهي:
- مرحلة التفسير.
- مرحلة النقد.
- مرحلة الاستنباط.
أولاً: مرحلة التفسير:
- يقصد بها شرح وتأويل المواضيع المتعلقة بالبحث العلمي من خلال تحليل وتأويل النصوص وحمل البعض على البعض الآخر لتحديد المتشابه والمختلف منها، وتحديد مشكلاتها. وهو ما يعرف باسم "التفسير البسيط".
- أما المستوى الثاني "التفسير المركب" وهو من خلال يقوم الباحث بإيجاد تفسير للظواهر التي يتناولها بحثه من خلال إعادة القضية التي يقوم بتحليلها إلى أصولها وربط الآراء بأسبابها.
ثانياً: مرحلة النقد:
- في هذه المرحلة يرصد الباحث مواطن الخطأ والصواب في البحث العلمي الذي يقوم بتحليل موضوعه.
- يقوم الباحث بعملية تصحيح وتقويم المفاهيم المرتبطة ببحثه استناداً إلى الثوابت والأصول العلمية.
ثالثاً: مرحلة الاستنباط:
هي المرحلة النهائية ويقصد بها التأمل في أمور جزئية لاستنتاج الأحكام منها وبذلك فهو يؤدي إلى نتائج جديدة وينقسم إلى نوعان وهما:
- استنباط جزئي: هو اجتهاد متعلق بقضايا جزئية يهدف إلى الحصول على معلومات جديدة منها.
- استنباط كلي: هو اجتهاد يهدف من خلاله الباحث إلى وضع أو ابتكار نظرية جديدة، أو تركيب نظرية علمية جديدة من خلال جمع مادة علمية من مصادر متعددة بحيث يشكل الباحث نظرية جديدة متكاملة لكن بشرط ألا يكون قد سبقه إليها غيره.