التعليم الطارئ عن بعد

يقدم التعليم الطارئ عن بعد بعض الحلول المؤقتة للتعلم وجهاً لوجه إلى وضع بديل نتيجة الظروف التي ولدتها الأزمات، وكأنه بشير إلى عودة نموذج التعلم المعتاد فور انحسار تلك الأزمات، مما جعل هدفه الرئيسي هو توفير وصول مؤقت للتعليم وتقديم الدعم بالإضافة إلى الإعداد له بشكل سريع وموثوق، بدلاً من إعادة إنشاء نظام تعليمي قوي، وهكذا يختلف اختلافاً جذرياً عن التعلم عبر الإنترنت الذي يستند إلى التخطيط والتصميم المسبق لتجارب وخبرات التعلم، كما يمكننا القول بأن التعلم الطارئ عن بعد هو أحد أنواع التعليم عن بعد كما هو الحال في التعلم عبر الإنترنت أو التعلم الإلكتروني أو التعلم بواسطة الأجهزة المحمولة.

من خلال المقال المطروح بين أيديكم سوف نتعرف على التعليم الطارئ عن بعد من خلال مجموعة من النقاط المهمة وهي كالآتي:

1. ما هو التعليم عند بعد؟.
2. ما هو التعلم الإلكتروني؟.
3. ما هي الأزمات؟.
4. ما هو التعليم الطارئ عن بعد؟.
5. ما هي أنواع التعليم الطارئ عن بعد؟.
6. أهم معايير جودة التعليم الطارئ عن بعد.
7. ما إجراءات الجامعات تجاه تطبيق التعليم الطارئ عن بعد؟.
8. ما هي تحديات تطبيق التعليم الطارئ عن بعد في الجامعات؟.
9. أهم الفروقات بين التعليم الطارئ عن بعد والتعليم عبر الإنترنت.
10. التعليم الطارئ عن بعد pdf.

     التعليم عن بعد هو وجود عناصر العملية التعليمية مثل المادة والمنهج والمعلم والطلاب والمقاعد ووسائل الاتصال والأوراق والأقلام ولكن لا يكون التواصل مباشراً كونه يتم عبر الإنترنت.

      التعلم الإلكتروني هو عبارة عن منظومة تفاعلية ترتبط بالعملية التعليمية التعلمية، وتقوم هذه المنظومة بالاعتماد على وجود بيئة إلكترونية رقمية تعرض للطالب المقررات والأنشطة عن طريق الشبكات الإلكترونية والأجهزة الذكية.

1. تعرف الأزمات على أنها نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة، ويمكن أن تقود إلى نتائج غير مرغوبة، إذا كانت الأطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها.
2. الأزمات هي حالة يواجها أفراد أو جماعة منظمة، ولا يمكن التعامل معها باستخدام الإجراءات الروتينية العادية والمتعارف عليها، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الضغوط الناشئة عن التغيير الفجائي.

1. ظهر مصطلح التعليم الطارئ عن بعد (ERT) من أجل التعبير عن التحول الذي طرأ فجأة على طرق التدريس التقليدية، بهدف إيجاد حل مؤقت وسريع للتعليم.
2. التعليم الطارئ عن بعد هو نوع من التعليم يمكن الاعتماد عليه خلال أوقات الطوارئ والأزمات، لتوفير الوصول المؤقت إلى التعليم بطريقة سريعة الإعداد ومتاحة بشكل موثوق أثناء الطوارئ.
3. التعليم الطارئ عن بعد هو التعليم عن طريق البدائل بطريقة مؤقتة، بسبب الظروف الطارئة التي تعيق استمرار عملية التعليم بالطريقة المباشرة، إذ يقدم البديل بطرق سريعة الإعداد ومتاحة بطريقة موثوقة أثناء هذه الحالة الطارئة، ويعود التعليم إلى سابق وضعه بمجرد انتهاء حالة الطوارئ.

ينقسم التعليم الطارئ عن بعد من حيث النقل إلى نوعين وهما:

أولاً: النقل المتزامن:

يكون فيه الاتصال والتفاعل مباشرةً أي في الوقت الحقيقي، بين كلاً من المحاضر أو المعلم والطالب في مؤسسات التعليم المختلفة من جامعات ومدارس وغيرها، وذلك في حالة التعليم عن بعد وكذلك هو الوضع عن إقامة بعض الدورات التدريبية عن بعد، ويتم التخاطب بين كلاً من المعلم أو المحاضر والطالب في اللحظة نفسها عن طريق:

1. التخاطب الكتابي: ويتم من خلال أن يكتب الشخص ما يريد قوله، والشخص المقابل يرى ما يكتب في اللحظة نفسها فيرد عليه بنفس الطريقة بشكل مباشر بعد انتهاء الطرف الأول من الكتابة.
2. التخاطب الصوتي: يتم من خلال التخاطب صوتياً في اللحظة نفسها بين المحاضر أو المعلم والطالب عبر الإنترنت أو عبر جهات الاتصال المتعددة.
3. التخاطب بالصوت والصورة: أو ما يسمى بالمؤتمرات المرئية ويتم فيها التخاطب بالصوت والصورة وتتم عن طريق الاتصال المباشر عندما يقوم المدرس بتحديد ساعات معينة يتواجد بها على الخط المباشر مع طلاب.

ثانياً: النقل لا متزامن:

1. في هذا النوع يقوم المحاضر أو المعلم بنقل وإيصال وتوفير المادة الدراسية بواسطة أشرطة الفيديو أو عبر جهاز الكمبيوتر أو أي وسيلة أخرى.
2. الطالب من الجانب الآخر يتلقى ويتحصل على المادة الدراسية في أي وقت لاحق، أي دون شرط أن يكون الطالب والمعلم أو المحاضر موجودين في نفس الوقت.

1. يستخدم التدريس الطارئ عن بُعد أدوات تكنولوجيا التّعلّم الإلكتروني، ويمكن وصفه بأنه: حالة أو سياق خاص من التّعلّم الإلكتروني عن بُعد، أو أحد أوجه التّعلّم الإلكترون.
2. حللت بعض الدراسات جودة التعلم الإلكتروني عن طريق استخدام مثلث يتكون من (جودة المعلم، وجودة نظام التعلم الإلكتروني، وجودة محتوى التعلم).

أولاً: جودة المعلم:

من أهم مؤشرات جودة المعلم الضمان، والتعاطف، والاستجابة، والموثوقية، فجودة المعلم في هذه المؤشرات له أثر كبير في جودة التعلم الإلكتروني ورضا الطالب.

1. الضمان: أي كفاية معرفة المعلم وفهمه للمحتوى لتوجيه الطلاب، وكونه عادلاً وموضوعياً في تقييم تحصيلهم وقدراتهم.
2. التعاطف: أي اهتمام المعلم بالطلاب، وتشجيعهم على بذل قصارى جهدهم.
3. الاستجابة: يقصد بها رغبة المعلم في المساعدة، والاستجابة بسرعة وكفاءة للطلاب من خلال الإجابة عن أسئلتهم ومساعدتهم في أنشطة حل المشكلات.
4. الموثوقية: أي استمرارية تقديم المعلم للخدمة ودقتها.

ثانياً: جودة نظام إدارة التعلم الإلكتروني:

1. من أهم مؤشرات جودة نظام إدارة التعلم الإلكتروني (قابلية الاستخدام والمعلوماتية)، إذ يعد نظام إدارة التعلم الإلكتروني هو المنصة التي يستخدمها المعلم في إنشاء محتوى التعلم وتقديمه وإدارته، والتواصل مع المتعلمين وتقييمهم.
2. الحصول على تقارير حول أنشطة التعلم وأداء الطلاب، حيث يستخدمه الطلاب في الوصول إلى المحتوى والمهام، وأداء الاختبارات والتعاون مع أقرانهم، والتواصل مع المعلم، وتصف مؤشرات جودة نظام إدارة التعلم الإلكتروني كالآتي:

1. قابلية الاستخدام: يقصد بها سهولة الاستخدام والإدارة وإمكانية الوصول إلى واجهة المستخدم.
2. المعلوماتية: وهي توافر الوسائط المتعددة والمعلومات المحدثة الدقيقة وذات الجودة العالية والصلة بالمقرر والمواد الدراسية.

ثالثاً: جودة المواد التعليمية:

1. من أهم مؤشرات جودة المواد التعليمية جودة محتوى التعلم، حيث إن جودة المحتوى الإلكتروني لها دور مهم في جودة التعلم الإلكتروني ورضا الطلاب.
2. يوجد العديد من صيغ أو عناصر المحتوى الإلكتروني من نصوص، وصور، ومقاطع فيديو، وصوت، وغيرها، ولتطوير المحتوى الإلكتروني التفاعلي.

بسبب مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد ومطاولة تأثيره على النظم التعليمية على نطاق واسع، ومع انتشار الفيروس السريع تم نقل الكليات والجامعات الدراسة من الجامعات والكليات إلى الدروس عن بعد، وإلغاء السفر ومن ثم إصدار التحذيرات الصحية والإرشادات حول الفيروس.

وعلى مستوى الدول العربية نفذت عدداً من الدول مجموعة من التدابير اللازمة لمجابهة هذه الجائحة ومن أهم هذه التدابير الآتي:

1. تفعيل نظام التعلم الذكري في مؤسسات التعليم العالي.
2. توجيه الجامعات بإعادة جدولة الفصول الدراسية.
3. استخدام أدوات ملاءمة لقياس مخرجات التعلم الذكي.
4. توفير البدائل المناسبة لتغطية المناهج بشكل يضمن مواصلة العملية التعليمية.
5. توسيع نطاق التسهيلات الموجهة للطلبة لتتعدى الدعم الأكاديمي إلى الجوانب المالية.
6. الحرص على تدريب الطلاب والمعلمين وتوفير خدمات المنصات التعليمية على الهواتف الذكية، لضمان وصولها إلى أوسع شريحة ممكنة من الطلاب.
7. الاستفادة من اتفاقيات الارتباط الأكاديمي مع مؤسسات دولية تتوفر بموجبها المواد التدريسية
8. للمقررات على منصات إلكترونية، ومن ثم تطبيق التعلم المدمج في غالبية مؤسسات التعليم العالي.

أشارت منظمة اليونسكو في تقرير لها حول التعليم أثناء جائحة كورونا المستجد، إلى أن التعليم عن بعد في حالات الطوارئ ضرورة ملحة في وقت إغلاق الجامعات، وانطلاقاً من  الدور الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في مجال التعليم والتدريب، فقد حصرت تحديات تطبيقه في المؤسسات التعليمية بوجه عام على بعض النقاط وهي كالآتي:

1. عدم المساواة في إمكانية الانتفاع بمنصات التعلم  الرقمية، نتيجة لضعف خدمة الإنترنت وانعدامها في بعض الأوقات.
2. العزلة الاجتماعية.
3. صعوبة وفشل التعامل مع الأدوات التكنولوجية أو التعامل مع الطلاب.
4. بعض الطلاب تحت ضغوط الأزمات أكثر عرضة للانسحاب من الدراسة.
5. إجبار الطلاب على تجربة الديناميكيات غير المخطط لها في الفصول عن بعد لها تأثير على حياتهم اليومية، واستمرارية تعلمهم.
6. توقف الأنشطة وجها لوجه له أثراً سلبي على قدرة الطلاب على المشاركة بنشاط وفاعلية في الأنشطة الأكاديمية.
7. الإغلاق العالمي للمؤسسات التعليمية أدى إلى انقطاع كبير وربما غير متكافئ في تعلم الطلاب.
8. ظهور العديد من الاضطرابات في التقييمات الداخلية وإلغاء التقييمات العامة للمؤهلات أو استبدالها ببديل ردئ.

تظهر الفروقات بين التعليم الطارئ عن بعد والتعليم عبر الإنترنت من خلال الجدول التالي:

أولاً: التعليم عبر الإنترنت:

1. يقوم على دقة التخطيط التعليمي عن طريق استخدام نموذج ممنهج للتخطيط والتصميم.
2. يعتمد تصميم التعليم على أبعاد محددة تشمل جميع جوانب التعليم عبر الإنترنت.
3. لا يقتصر التعليم عبر الإنترنت على التخطيط الجيد فقط، إنما يتجاوز إلى الاهتمام بأنماط التواصل المختلفة اللازمة لعملية التعليم.
4. يستغرق إعداد مقرر للتعليم عبر الإنترنت وقتاً طويلاً وتجارب أكثر

ثانياً: التعليم الطارئ عن بعد:

1. يفتقد التعليم الطارئ عن بعد إلى التنظيم والمنهجية والتخطيط.
2. يفتقد التعليم الطارئ إلى الشمولية في تصميمه.
3. يقتصر اهتمام التعليم الطارئ عن بعد فقط بنقل المعرفة والمعلومات من طرف لآخر.
4. لا يحتاج التعليم الطارئ عن بعد وقتاً طويلاً في إعداد المقررات التعليمية.

القحطانى، نورة بنت سعد بن سلطان. (2021). تجربة الطلبة للتعليم الطارئ عن بعد في جامعتي الملك سعود الحكومية والفيصل الأهلية بمدينة الرياض: الإجراءات والتحديات. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية. مجلد 9. ع (15). 215- 269.

الجريسي، آلاء أحمد مصلح. (2021). العوامل المؤثرة على الإنجاز الأكاديمي في التعلم الطارئ عن بعد لدى طلاب وطالبات الجامعات السعودية. دراسات في التعليم العالي. ع(20). 81- 137.

الأحمري، فاطمة عائض عبدالله. (2022). اتجاهات معلمي صعوبات التعلم نحو التعليم الطارئ عن بعد ومستقبل اعتماده عند الأزمات. مجلة كلية التربية. مجلد 85. ع (1). 301- 337.

شاهين، سهيلة أحمد عبدالعزيز. (2022). فاعلية التعليم الطارئ عن بعد والتعليم الإلكتروني في ظل أزمة كورونا. المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة. ع(22). 293- 311.

محمد، أحمد عمر أحمد. (2021). تقييم جودة التدريس الطارئ عن بعد في مادة الأحياء للمرحلة الثانوية في ظل فيروس كورونا المستجد في ضوء معايير مقترحة. مجلة البحث العلمي في التربية. مج 22. ع (4). 362- 414.

     للحصول على معلومات أكثر عن التعليم الطارئ عن بعد يمكنك تحميل بحث علمي تضمن شرح وافي عن التعليم الطارئ عن بعد pdf من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).