طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

مجتمعات التعلم المهنية

2023/04/19   الكاتب :د. بدر الغامدي
عدد المشاهدات(4915)

مجتمعات التعلم المهنية

 

 

تسعى العديد من الدول سواء كانت متقدمة أو نامية إلى تحقيق التنمية الشاملة والتطور، وذلك من خلال الاهتمام بالعملية التعليمية، إذ يعتبر التعليم بمثابة حجر الأساس للرقي والتقدم والتطور والبناء، بالإضافة إلى أن الطفرة العلمية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي تتمثل في نقل العملية التعليمية من إطارها التقليدي المحدود إلى آفاق أوسع تتمثل في إيجاد بيئة حديثة وعصرية ذات عناصر فاعلة ومؤثرة، الأمر الذي دفع العديد من التربويين في المدراس إلى التخطيط والبحث ووضع العديد من الاستراتيجيات التي تجعلها قادرة على التحسين ومواكبة هذه التغيرات المستمرة، لذلك ظهرت فكرة مجتمعات التعلم المهنية.

من خلال هذا المقال سوف نتناول بالشرح استراتيجية مجتمعات التعلم المهنية وكيفية استخدامها وأهم مميزاتها وذلك من خلال عرض بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. مفهوم استراتيجية مجتمعات التعلم المهنية.
  2. أهم العناصر التي يجب توافرها عند تطبيق مجتمعات التعلم المهنية.
  3. أهم الممارسات التي تساعد في بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية.
  4. أهمية مجتمعات التعلم المهنية.
  5. أهم خصائص مجتمعات التعلم المهنية.
  6. أهم مميزات مجتمعات التعلم المهنية.

 

مفهوم استراتيجية مجتمعات التعلم المهنية

 

ترجع بدايات مفهوم مجتمعات التعلم المهنية إلى فكرة المنظمات التعليمية أو المنظمات دائمة التعلم، والتي ظهرت خلال الربع الأخير من القرن العشرين على يد سينج وزملائه، والذي يرى أن مجتمع التعلم المهني يمثل مجموعة من الأفراد الذين يعملون معاً بروح الفريق لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم، وذلك من خلال توفير فرص أكبر للتعلم النشط، كما تعرف مجتمعات التعلم المهنية على أنها مجموعات من الأفراد المنتمين إلى نفس المهنة تشكل هذه المجموعات وفق أطر متعددة ومستويات مختلفة يجمعهم الاهتمام المشترك يجعل أدائهم أكثر كفاءة وفاعلية، بالإضافة إلى عملهم بصورة تعاونية من خلال أوعية متعددة تتيح تبادل الخبرات واكتساب أفضل الممارسات ومعالجة الصعوبات والتحديات التي تواجه عملهم، وأن يكون تعلم الطالب هو بؤرة الاهتمام والتركيز لعمل مجتمعات التعلم المهنية في المدراس الذين ينخرطون في عملية منهجية مستمرة في دورات متكررة من البحث الاستقصائي والإجرائي لتحديد توقعاتهم من تعلم جميع الطلاب بالإضافة إلى تحقيق نتائج أفضل لطلاب.

 

أهم العناصر التي يجب توافرها عند تطبيق مجتمعات التعلم المهنية

 

توجد بعض العناصر التي يجب مراعاة توافرها أثناء تطبيق استراتيجية مجتمعات التعلم المهنية وتتمثل هذه العناصر أو الأبعاد في الآتي:

أولاً: القيادة التشاركية الدعامة:

يعتمد نجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها على الكيفية التي يدير بها القائد وبالأسلوب الذي يمارسه والصفات القيادية التي تتمثل فيه، ومدى قدرته على بناء علاقات إنسانية إيجابية بين العاملين، وتحسين أداء العمل وزيادة الإنتاجية.

ثانياً: الرؤية والقيم المشتركة:

يجب أن يكون القائد لديه رؤية مستقبلية واضحة المعالم، وأن ينقل هذه الرؤية إلى العاملين بالتزام وحماسة، وأن يجعلها رؤية مشتركة يتبناها الجميع معه.

ثالثاً: التعلم الجماعي:

يقصد بفريق العمل أنه مجموعة من الأفراد يعملون مع بعضهم البعض من أجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة، وبالتالي فهم يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم، وتجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد، كما يُعَد التعاون في مجتمعات التعلم ليس مجرد تبادل سطحي للمساعدة والعون والدعم فقط، ولكنه أيضاً اندماج كلي وتعاون جوهري بين الأعضاء وإحساس عميق لدى كل عضو أنه مسئول عما يفعله وعما يفعله الآخرون أيضاً.

رابعاً: الظروف الداعمة:

هو أحد عناصر مجتمعات التعلم المهنية حيث يشمل الظروف التنظيمية من الوقت والمكان وجدول الحصص، والظروف الثقافية من الاحترام والثقة.

خامساً: الممارسات الشخصية المتبادلة:

يركز هذا العنصر على تشجيع الزيارات المتبادلة بين المعلمين وتقديم الملاحظات المتعلقة بالممارسات المهنية فيما بينهم، وتبادل الأفكار والاقتراحات لتحسن أداء الطلاب وتوفير الفرص المتنوعة للتدريب لجميع المعلمين بالمدرسة، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للأفراد والجماعات لتطبيق المعرفة ومشاركة نتائجها مع غيرهم من العاملين بالمدرسة.

سادساً: التركيز على النتائج:

يعد أحد عناصر مجتمعات التعلم المهنية الذي يتمثل في الأدلة على تعلم الطلاب، وتستخدم هذه النتائج لتوجيه وتحسين الممارسات المهنية الشخصية لأعضاء مجتمعات التعلم المهنية ولاستجابة الطلاب الذين يحتاجون إلى تدخل وإثراء.

 

أهم الممارسات التي تساعد في بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية

 

هناك عدد من الممارسات التي تساهم بشكل كبير في بناء قدرة المدارس كمجتمعات علم مهنية، حيث تلعب القيادة دوراً محورياً في تلك العملية، وتتمثل تلك الممارسات في الآتي:

  1. ممارسات تأملية: فمن الشائع في هذه المدراس أن يتأمل المعلمون ممارساتهم ويختبروا البدائل التعليمية ويتم التعرف على تأملاتهم وجهودهم البحثية من خلال اتجاهاتهم نحو جمع مجموعة كبيرة من البيانات حول الفصل والمدرسة.
  2. الموارد التنظيمية: يتوافر في هذه المدارس موارد تكنولوجية ومنهجية ومكتبية مناسبة، بالإضافة إلى فرص عديدة للتنمية المهنية.
  3. الاستمرارية: إذا يحرص العاملون في هذ المدراس على الاطلاع المستمر على أحدث البحوث في مجال التعليم والتعلم.
  4. فرص التعلم: إذ تتيح هذه المدارس فرصا ًعديدة للتعلم أمام العاملين والطلاب والآباء، ويقوم المديرون بتنمية ثقافة تحث على التعلم.
  5. التدريس التفاعلي: يبحث المعلمون في هذه المدارس عن طريق لتحسين وتطوير عمليتي التعلم والتعليم، ويتم هذا البحث بصورة جماعية.
  6. مشاركة الطالب: تتسم هذه المدارس بارتفاع مستوى مشاركة الطلاب معرفياً وسلوكياً وانفعالياً.
  7. بناء فرق تعلم: حيث يهتم المديرون في هذه  المدراس بتقدير العمل الجماعي وحث الآخرين على القيام بأدوار قيادية.

أهمية مجتمعات التعلم المهنية

 

أكدت العديد من الدراسات على أن أهمية مجتمعات التعلم المهنية تكمن في مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. تؤدي مجتمعات التعلم المهنية إلى التطوير المستمر لجميع أعضاء المدرسة وذلك من خلال تبادل الخبرات والأفكار والمعلومات وتوفير التغذية الراجعة الفورية، في إطار الجماعة أو فرق العمل الواحد.
  2. تساعد مجتمعات التعلم المهنية في الاستفادة من وجهات النظر المختلفة، والثقافات المتنوعة للأفراد الآخرين، وفي الابتكار والإبداع.
  3. توفر مجتمعات التعلم المهنية تعلم أعمق وأكثر تكاملاً للطلاب، مما يؤدي إلى التطور الفكري للطلاب.
  4. تساهم مجتمعات التعلم المهنية في تشر ثقافات التعلم والتفكير والبحث والنمو بشكل جماعي.
  5. تعد طريقة جيدة للتفكير، بحيث تمكن جميع العاملين في المدرسة من العمل بروح الفريق، وتوزيع المهام عليهم، واتخاذ قرارات جماعية.
  6. تساعد مجتمعات التعلم المهنية في التنبؤ بالمشكلات المستقبلية التي من الممكن أن تواجه المدارس، والعمل على الأساليب الإبداعية للتغلب عليها.

 

أهم خصائص مجتمعات التعلم المهنية

 

تملك مجتمعات التعلم المهنية مجموعة من المبادئ التي تميزها عن غيرها من المجتمعات، حيث أن مجتمعات التعلم تتميز بأنها تتنبأ بالمشكلات المستقبلية وتهتم بالبيئة الخارجية بالإضافة إلى أنها تبحث عن التحسين والتطوير بطريقة مستمرة، كما أنها تكافئ وتعزز النمو والمبادرة والابتكار، كما توجد مجموعة من الخصائص لمجتمعات التعلم المهنية وهي كالآتي:

  1. الثقة والأمان: بحيث يتمكن أعضاء المجموعة من التفاعل الإيجابي مع بعضهم البعض، كما يجب أن يتوفر لديهم الشعور بالثقة والأمان، وخاصة عندما يكتشف الأعضاء نقاط الضعف في تدريسهم أو في تنفيذ الأعمال المكلفين بها.
  2. الصراحة: وذلك من أجل توفير جو من الحرية لأعضاء الفريق لتقاسم أفكارهم وخبراتهم، ومشاركة الآخرين بدون خوف من العقوبات والجزاءات.
  3. الاحترام: حتى يندمج الأعضاء وذلك من خلال البدء من إحساسهم بأنهم موضع تقدير واحترام من جميع المسئولين وكافة أعضاء المجتمع.
  4. التعاون: يعتمد نجاح مجتمعات التعلم المهنية على مدى قدرة الأعضاء على التعاون، والعمل الجماعي والتفاعل فيما بينهم لتبادل المعارف والمعلومات والمهارات والخبرات السابقة.
  5. التمكين: يعد إحساس أعضاء الفريق بالتمكين عنصر حاسم ونتيجة محفزة لأعضاء المجتمع المدرسي للمشاركة بفاعلية في مجتمعات التعلم، ويولد لديهم إحساساً جديد بالثقة في قدراتهم.

أهم مميزات مجتمعات التعلم المهنية

 

تملك مجتمعات التعلم المعنية العديد من المميزات والتي ترتبط بثلاث عناصر أساسية مكونه للعملية التعليمية وهي (أعضاء المجتمع المدرسي، المدرسة، التنمية المهنية)

أولاً: أعضاء المجتمع المدرسي:

  1. تعمل على زيادة سرعة استجابة المعلمين للمستجدات وتحديث معارفهم بشكل مستمر.
  2. تعميق ممارسات التعليم من خلال تطبيق وتجريب استراتيجيات محددة في مواقف مختلفة.
  3. توليد الفرضيات الجديدة لتطوير العمل واختبارها.
  4. تعد بمثابة جسر الفجوة في الأداء بين المشاركين.
  5. التخلص من أسوار العزلة بين أصحاب التخصص الواحد وبين التخصصات المختلفة.
  6. زيادة الرضى الوظيفي والإبداع في المهنة.
  7. توفير البيئة الداعمة والإسناد للمستجدين.
  8. التعرف على مفاهيم مختلفة للمسألة الواحدة.
  9. التعرف على الممارسات المتنوعة في العديد من البيئات المختلفة.

ثانياً: المدرسة:

  1. تساعد على مواجهة التحديات التي تعوق عمل المدرسة بطريقة فعالة.
  2. تساهم بشكل كبير في معالجة المشكلات المستعصية والمزمنة.
  3. التحول إلى مؤسس تعلم عالي النوعية لجميع منسوبيها.
  4. توفير مصادر أكبر وأكثر تنوعاً.

ثالثاً: التنمية المهنية:

تجعل التنمية المهنية أكثر فاعلية حيث تبين أن الطلاب يكتسبون 70% مما يحتاجونه من خلال التجربة والممارسة في بيئة العمل ويكتسبون 20% من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، بينما يحصلون على 10% فقط من خلال التدريب والتعلم التقليدي.

 

الخاتمة

 

تُعَد استراتيجية مجتمعات التعلم المهنية واحدة من استراتيجيات تنمية وتطور العملية التعليمية إذ أنها تهدف إلى تعزيز مهارات التعاون الجماعي بين المعلمين وتوفير البيئة الداعمة للمعلمين الجدد، وفي نهاية هذا المقال نكون قد شرحنا لحضراتكم ماهية مجتمعات التعلم المهنية بدايةً من التعرف بها وصولاً إلى توضيح لأهم خصائص ومميزات مجتمعات التعلم المهنية، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

البرنامج الوطني لتطوير المدراس.(2014). مجتمعات التعلم المهنية. شركة تطوير للخدمات التعليمية. مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام. الإصدار الأول.

السناني، شذى بنت علي بن مسعود. (2020). دور مجتمعات التعلم المهنية في تنمية مهارات التخطيط لدى معلمات التربية الإسلامية بالمدينة المنورة. المجلة العربية للنشر العلمي. العدد(26). 222- 237.

المسروري، فهد بن سالم بن سيف والمشايخي، سعيد بن سالم والمجعلية، عائشة بنت عبدالله. (2020). درجة توافر متطلبات أبعاد مجتمعات التعلم المهنية في المدراس الحكومية بسلطنة عمان من وجهة نظر المشرفين التربويين. المجلة الإلكترونية الشاملة متعددة التخصصات. العدد (27). 1- 28.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada