كيفية كتابة ورقة بحثية

المقدمة:

يمكن أن تشكل الكتابة البحثية تحديًا للعديد من الباحثين، ولكن مع القليل من الممارسة، يمكن لأي شخص أن يتقنها وتطويرها، من خلال المقال الحالي سوف نتطرق إلى معرفة كيفية كتابة الورقة البحثية والتي تشتمل على حوالي عشرة خطوات هامة جداً والتي سوف يتم عرضها بطريقة موجزة وواضحة.

أهم الخطوات اللازمة لكتابة الورقة البحثية:

تتمثل الخطوات اللازمة التي تُمكِن أي باحث من كتابة الورقة البحثية في عشرة خطوات وهي كالتالي:

قد يبدو هذا واضحًا، ولكن من المهم جدًا أن يستوعب الباحث ما يطلبه المشرف أو المعلم قبل أن يبدأ في كتابة الورقة البحثية الخاصة به، كما يتخطى العديد من الطلاب هذه الخطوة ، ثم يتساءلون عن سبب حصولهم على درجة منخفضة على ورقة عملوا عليها بجدية أو كانوا متحمسين بشأنها. غالبًا ما يكون ذلك بسبب عدم قراءة التعليمات.

كما يجب على الباحث أن يقضي بعض الوقت في مراجعة المهمة المطلوبة منه، وذلك من خلال قراءة التعليمات بعناية، والمطالبات، وقاعدة الدرجات، أو أي مواد أخرى حول الموضوع أو المهمة المطلوبة منه، لذلك يحب على الباحث أن يأخذ الوقت الكافي لفهم ما يُطلب منه كتابته بالضبط وكيف سيتم تقييمه عليه. وإذا لم يكن متأكدًا، فلابد أن يطلب من معلمه أو أستاذه توضيحًا قبل أن يختار موضوعًا، وبهذه الطريقة سيكون متأكدًا من أنه على الطريق الصحيح.

بمجرد أن يفهم الباحث ما يُطلب منه كتابته في ورقة البحث الخاصة به، فقد حان الوقت ليقرر ما سيكتب عنه، قد يكون هذا أمرًا شاقًا، وقد يكون من المفيد جدًا الكتابة عن شيء يهتم به الباحث أو متحمس له ، ولكن لا يجب أن يقلق الباحث بشأن اختيار الموضوع المناسب له، ويجب أن يستعين بالإرشادات التي قدمها له معلمه للمساعدة في اختيار موضوع الورقة البحثية، وإذا كان لديه موضوع يحبه، ولكنه يواجه مشكلة في ملاءمته للإرشادات، فاختر موضوعًا آخر، كما سيكون من السهل عليه على المدى الطويل الكتابة عن موضوع مناسب للتعليمات المطلوبة منه. ومن الجيد أن يدرك الباحث أنه يمكنه استخدام مهمة كتابة البحث هذه كفرصة للتعرف على شيء جديد، وسيصبح خبيرًا إلى حد ما في الموضوع بنهاية هذه العملية، ولكن ليس عليه معرفة كل شيء الآن.

والآن ما كان ينتظره الباحث وهو البحث! هذه الخطوة مرنة جدًا، فكل شخص سوف يبحث عن الموضوع بطريقة مختلفة، ومن الأشياء الأساسية التي يجب على الباحث تذكرها أثناء البحث الآتي:

1. الفحص السريع للورقة. فالباحث ليس مضطرًا لقراءة كل ما كتب عن موضوعه بالكامل، وفي الواقع  ربما لا يمكنه ذلك، لذلك يجب أن يقوم الباحث بقراءة المصادر بسرعة وتعلم كيفية تحديد النقاط والحجج الأساسية دون التعثر وقراءة كل كلمة.
2. العثور على موارد موثوقة فيمكن للباحث استخدام مصادر عامة مثل ويكيبيديا للتعرف على موضوع ما، والعثور على الكلمات الرئيسية التي يمكن أن تزيد من دفع بحثه ، وفهم كميات كبيرة من المعلومات بسرعة. ولكن بالنسبة للمعلومات التي يستخدمها في الورقة البحثية، يجب على الباحث أن يجد موارد موثوقة.
3. عدم تجاهل المعلومات يمكن للباحث العثور على مقال يقول أي شيء تريده، ولكن يجب أن يتذكر أنه ليس فقط لأنه وجد مقالًا واحدًا يوضح أن شيئًا ما صحيح، فهذا لا يعني بالضرورة أنها حقيقة مثبتة يمكنك استخدامها في بحثه.

بعد أن أصبح لدى الباحث كل هذه المعلومات، والآن ماذا سيفعل الباحث بها ؟ الخطوة الرابعة هي كل شيء عن التنظيم. التنظيم يكون خارج البحث على جهاز الكمبيوتر الخاص بالباحث، وأيضا داخل النصـ داخل النص يمكن استخدام أي من الأدوات الحديثة مثل ميندلي لتنظيم المراجع ، بينما على الكمبيوتر يمكنه تسمية كل مرجع باسم المؤلف وسنة النشر لكي يسهل الرجوع له في أي وقت.

الآن بعد أن فهم الباحث ما طُلب منه القيام به، واختار موضوعًا يناسب المهمة، وقام بالبحث والتنظيم، فأن الباحث على استعداد للتعبير عن رأيه أو حجته أو فرضيته، حتى إذا كان لا يجادل مع أو ضد أي شيء، فإن مقالته تحتاج إلى فرضية، فالفرضية عبارة عن بيان قصير يقدمه الباحث للقراء ويحاول شرحه أو إثباته.

إذا طلب المعلم من الباحث تقديم مخطط تفصيلي، فيجب عليه التأكد من عمل مخطط يتبع المثال أو الإرشادات أو المتطلبات التي تم إعطائها له، وإذا لم يكن مطالبًا بكتابة مخطط تفصيلي، فيمكن أن يظل أداة مفيدة أثناء إنشاء ورقة البحث الخاصة به، وأثناء إنشاء مخطط تفصيلي يجب التفكير بشكل نقدي فيما يحاول شرحه أو توصيله في ورقة البحث الخاصة به، وما هي البنية التي تسمح للباحث القيام بذلك بطريقة واضحة ومنظمة، وعادةً ما يكون من المنطقي أن يكون لدى الباحث مقدمة وخاتمة، ولكن ما يحدث بينهما يختلف بناءً على محتويات مقالته.

أخيرًا حان الوقت لكتابة الورقة البحثية، قد يشعر الباحث أنه كان يجب عليه البدء في الكتابة في وقت أقرب، ولكن يجب على الباحث أن يكون مطمئناً فإن العمل الذي قام به حتى هذه اللحظة مهم جداً، وسوف يساعده على إنشاء ورقة بحثية قوية وواضحة ومثيرة للاهتمام، فأثناء الكتابة يجب على الباحث أن لا  يقلق بشأن العثور على الكلمات المثالية، أو استخدام القواعد النحوية المثالية، أو صياغة العنوان المثالي،  فهناك وقت لإتقان ورقة لعمل كل ذلك أثناء التحرير، فالآن يحتاج الباحث إلى الكتابة فقط.

الآن بعد أن قام الباحث بكتابة الورقة البحثية ، يجب أن يبدأ بتحرير للمحتوى، وهذا يعني التفكير في الهيكل والتنظيم والصياغة والطول، فلقد نظم الباحث ورقته البحثية بعناية عندما قام بإنشاء مخطط تفصيلي، والآن بعد أن قام بكتابة الورقة البحثية، هل ما زال هذا التنظيم منطقي؟ إذا كان الأمر كذلك ، عظيم، إما إذا لم يكن كذلك، فيجب على الباحث أن  ينظر بعناية في كيفية صياغة الجمل الخاصة به، والتأكد من أنه قام بتوصيل الفكرة التي يقصدها للقارئ وان تكون الورقة البحثية أوضح وأسهل في الفهم، وهذه أيضًا نقطة جيدة لإعادة التفكير في الخطوة الأولى، هل تتضمن الورقة البحثية كل ما طلبته المهمة؟ إذا لم يكن كذلك، فماذا يمكن للباحث عمله لإتمام المهمة على أكمل وجه؟.

من المهم أيضًا التعديل على القواعد النحوية، قد يبدو هذا أمرًا شاقًا ، ولكن هناك الكثير من الأدوات والموارد التي يمكن أن تساعد في عمل ذلك بسهولة، ومن أمثلة بعض هذه الأدوات مثل (Grammarly) أو(Stunk and White’s Elements of Style).

بمجرد الانتهاء من الخطوات السابقة، لتسليم أو تقديم الورقة البحثية، ولكن قبل ذلك يجب على الباحث قراءة الورقة مرة أخيرة قبل التسليم، قد يكون من المفيد طباعة نسخة من الورقة البحثية وقراءتها، فمن الممكن أن يتم ملاحظة أخطاء أو مشكلات في التنسيق لم تلاحظها أعين الباحث أثناء القراءة على جهاز الكمبيوتر الخاص به، بمجرد أن يقرأ ورقة البحث الخاصة به للمرة الأخيرة والتحقق من أنها قامت بكل ما هو مطلوب في الهدف منها، فقد حان وقت إرسالها سواء للمشرف أو للمجلة التي يهدف الباحث النشر فيها.

من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا على حضراتكم أهم خطوات كتابة الورقة البحثية من بداية اختيار الموضوع إلى نهايتها وإرسالها إلى المشرف أو المجلة التي يهدف الباحث إلى النشر فيها، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً للعديد من الباحثين في مختلف المجالات والتخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.