- البؤرة أو مركز الاهتمام:
تتعلق الخاصية الأولى لمراجعة الأدبيات ببؤرة اهتمام المراجعة، حيث تهتم أغلب مراجعات الأدبيات على واحدة من المجالات الأربعة التالية: (نتائج الدراسات الفردية الأولية، الطرائق المستخدمة في إجراء البحوث، النظريات التي تهدف إلى تفسير نفس الظواهر أو الظواهر المرتبطة، والممارسات أو البرامج أو المعالجات التي استخدمت في سياق تطبيقي).
2- الهدف:
تتعلق هذه الخاصية لمراجعة الأدبيات بالهدف، حيث إن الأهداف تعني ما يريد القائم على إعداد المراجعة تحقيقه، وتتمثل الأهداف في ثلاثة محاور أساسية وهي (الدمج، والتحليل، تحديد القضايا المركزية)، وهي كالآتي:
- الدمج: هو الهدف الأكثر تواتراً لمراجعة الأدبيات السابقة التي يعتقد الباحث أنها تتعلق بموضوع مشترك. هذا ويشمل الدمج تشكيل الصياغات العامة التي تميز مواقف متعددة معينة (للبحث، أو للطرائق، أو للنظريات، أو الممارسات)، وحل الصراع بين النتائج، والأفكار، والبيانات المتعارضة. وذلك عن طريق اقتراح مفهوم جديد يفسر عدم الاتساق، أو تجسير الفجوة بين المفاهيم والنظريات، بتخليق إطار لغوي مشترك جديد.
- التحليل: يقصد يه التحليل الناقد للأدبيات الراهنة، وهذا الهدف خلافاً للمراجعة التي تسعى إلى دمج الأدبيات القائمة، ينطوي على التقييم الناقد الذي لا يلخص بالضرورة الاستنتاجات، أو يقوم بمقارنة الأعمال التي يغطيها بعضها ببعض. وعوضاً عن ذلك، فإن كل عمل يخضع إلى مقياس أو معيار معين، هذا المعيار في كثير من الأحيان يشمل القضايا المرتبطة بالجودة المنهجية إذا كانت الدراسات إمبريقية، والصرامة المنطقية، واكتمال اتساع الشرح إذا ما اشتملت على نظريات أو المقارنة مع معالجة مثالية، عندما يتضمن الممارسات، والسياسات والتطبيقات.
- تحديد القضايا المركزية: أما بالنسبة للهدف الثالث بالنسبة لمراجعات الأدبيات يتعلق بتحديد القضايا المركزية في المجال، وقد تشمل هذه القضايا مسائل تم دراستها في بحوث سابقة، أو مسائل يجب أن يتم دراستها في بحوث مستقبلية، أو مسائل حول مشكلات منهجية أو مشكلات في المنطق والتعميم ، لذلك من النادر جداً أن تجد دمجاً أو فحصاً ناقداً للعمل الراهن دون رؤية تحديد القضايا المركزية للمساعي المستقبلية أيضاً.
3- المنظور:
هو يتمثل في الخاصية الثالثة لمراجعة الأدبيات والتي ترتبط بما إذا كان المراجعين يملكون نظرة أولية قد يكون لها تأثير على مناقشة الأدبيات، ويمكن تسمية طرفي النقيض على مدى متصل بما يلي: (التمثل المحايد، ومناصرة القضية، أو تبني الموقف).
- التمثل المحايد: هو يتعلق بكون المراجع يقدم كل الحجج والبراهين والأدلة سواء كانت مع التفسيرات المتنوعة للمشكلة أو ضدها، ويهدف العرض أن يكون متشابهاً قدر الإمكان لأولئك التي قدمها مقدمو الحجج والأدلة الأصليين بنوع من المحايدة.
- مناصرة القضية أو تبني موقف: على النقيض وفي الطرف الآخر من المنظور، فإن وجهات نظر المراجعين تلعب دوراً فاعلاً في كيفية تقديم المادة العلمية ، فيجمع المراجعون الأدبيات ويراكموها من أجل إظهار قيمة وجهة نظر أو رأي خاص قد تم تبنيه من الأصل، وفي هذه الحالة يقوم المراجعون باستعراض الحجج والأدلة لكي تعرض معارضتهم وخلافهم بطريقة أكثر إقناعاً.
وبطبيعة الحال فإن المراجعين للدراسات السابقة يحاولون تحقيق الحياد التام الذي يتم الحكم عليه بالفشل في النهاية، وبناء عليه فإن المراجعين الذين يحاولون تقديم كل الأوجه للحجة أو الدليل فإنهم لا يمنعون أنفسهم من اتخاذ موقف قوي في النهاية قائم على الأدلة التراكمية.
وفيما يتعلق بالمنظور سيلاحظ أن الكثير من المواد العلمية تهدف إلى مساعدة علماء البحث التركيبي على إنتاج صياغات خاصة بالأدلة الحيادية في المنظور، أي أقل عرضه لتأثير التحيز لوجهة نظرهم الذاتية.
4- التغطية:
تحاول هذه الخاصية الإجابة عن سؤال هام جداً وهو " إلى أي مدى قام المراجعون بتضمين البحوث ذات الصلة في بحوثهم العلمية؟"، ومن الممكن أن يتم التمييز بين أربعة أنواع من التغطية وهي كالآتي:
- النوع الأول: التغطية الشاملة: التي يتم من خلالها تضمين شامل للأدبيات ذات الصلة وهنا، يبذل الباحث الجهد بصورة كلية في إدراج الأدبيات بأكملها، وتكون الاستنتاجات على أساس هذه المعلومات الشاملة.
- النوع الثاني: التغطية الشاملة ذات استشهاد انتقائي: ويستند هذا النوع إلى استخلاص الأدبيات الكاملة ،ولكن على أعمال مختارة وصفت بالفعل في مراجعة الأدبيات، حيث يقوم الباحثون باختيار عينة قصدية من الأعمال للاستشهاد بها.
- النوع الثالث: التغطية التمثيلية: حيث يقدم بعض المراجعين أعمالاً تمثل العديد من الأعمال الأخرى في المجال تمثيلاً متسعاً، فهم يأملون وصف بعض الأمثلة التي تعد وصفية للعديد من الأعمال الأخرى، ويناقشون من خلال هذا النوع الخصائص التي جعلتهم يختارون الأعمال النموذجية للمجموعة الأكبر.
- النوع الرابع: التغطية المركزية أو المحورية: فيهتم المراجعون بالأعمال التي تعد أعمالاً أصيلة بدرجة عالية عندما ظهرت وأثرت على نمو الجهود المستقبلية في مجال الموضوع، وقد يشمل ذلك المواد التي استهلت بدايةً، من خط البحث أو التفكير أو طرحت أسئلة جديدة، أو قدمت طرائق جديدة أو أثارت نقاشاً مهماً.
5- كيفية التنظيم:
هي الخاصية الخامسة في هرم هارس كوبر لمراجعة الأدبيات، ويقصد بها كيفية تنظيم البحث أو الورقة البحثية، وهناك ثلاث أساليب لتنظيم الورقة البحثية وهي:
- ترتيب المراجعات الأدبية تاريخياً: حيث يتم تقدم الموضوعات في ترتيب زمني بما ظهرت في الأدبيات.
- تنظم بشكل مفهومي: من خلال ظهور الأعمال المتعلقة بنفس الأفكار المجردة معاً.
- تنظم حسب المنهجية: من خلال تجميع الأعمال التي استخدمت طرق متشابه معاً.
6- الجمهور:
هي الخاصية السادسة والأخير من الهرم السداسي لهارس كوبر والمعنية بالجمهور المستهدف الذي يختلف من دراسة إلى أخرى، والمراجعات يمكن أن تكتب لمجموعة من الباحثين المتخصصين، أو الباحثين العموميين، أو صانعي السياسات، أو الممارسين أو عامة الناس. وفي الوقت الذي يقوم المراجعون بالانتقال من مواجهة الباحثين المتخصصين إلى عموم الناس، فإنهم يستخدمون مصطلحات بسيطة وتفاصيل أقل تقنية، بالإضافة إلى مزيد من الانتباه لتضمينات العمل الذي يتم تغطيته.