يقصد بالمسارات الموازية بالنسبة لهذا الركن أهمية الاستئناف وتجاوز الأزمات والصعوبات، بالإضافة إلى البحث في الحياة عن زوايا أخرى يمكن للإنسان استثمارها لصالحه، فهي بمثابة البدائل التي يعوض بها النقص الذي يعاني أو يشتكي منه، وتتمثل هذه المسارات في ثلاثة نقاط هامة وهي كالتالي:
1- الجانب الروحي والديني في حياة الإنسان:
استثمر في مسار ديني مواز، فما أكثر ما رأينا وسمعنا من أناس لم تأت حياتهم كما يريدون، فوفقهم الله تعالى لتعويض هذا الجزء المفقود من حياتهم، بتقوية الجانب الديني والروحي داخلهم.
إن تقوية الجانب الديني وتقوية العلاقة مع الله والإكثار من العبادات والتقرب من الله مثل (الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصحبة الصالحة) كل هذه عوامل تولد زخماً كبيراً من الانفعالات والأحوال النفسية الداخلية الطيبة داخل الإنسان، مما يؤدي إلى ظهور حياة داخلية داخل نفس الإنسان مغمورة بالسكينة والطمأنينة والراحة والصفاء النفسي. وهذا من قول الله تعالى "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة"، لأن من أعظم حسنات الدنيا الحياة الدينية الروحية التي تتسم بالصفاء والسكينة والطمأنينة.
2- الاستمتاع بالأجزاء الأخرى من الحياة:
فالحياة مهما بدت للإنسان ضيقة وصعبة وعسيرة ومليئة بالصعوبات فهناك حتماً ولا بد من أجزاء بيضاء، فحياة الإنسان متنوعة وثرية ومتعددة لها العديد من الجوانب الكثيرة جداً، إذ إنها تتضمن أنشطة تعويضية كثيرة، مثل (الأنشطة الدينية، الأنشطة الاجتماعية، والأنشطة المهارية وغيرها).
3- استثمار الأزمات من أجل التصحيح والترقي:
يمكن للإنسان أن يواجه العديد من الأزمات واستثمارها جيداً من أجل تصحيح المسار الديني لديه والترقي الدنيوي في حياته، فكم من الأشخاص قد تعرضوا للعديد من الأزمات الكبيرة جداً في حياتهم، فكانت بمثابة الدافع القوي لهم للانخراط في مشاريع نوعية، أو كانت سبباً في تصحيح كثير من أوضاعهم ومساراتهم الدينية أو الدنيوية، يجب دائماً على الإنسان استحضار هذه المكاسب.
من الممكن أن دخولك في المسارات الموازية في الحياة قد لا يغير من وضعك الحياتي الصعب، لكن ليس الهدف الوحيد للإنسان في الدنيا هو مجرد تحقيق المصالح الدنيوية فقط بأنماطها المادية البحتة، فهناك مصالح أخرى معنوية غير مرئيه إذا ما حققها الإنسان فسوف ترفع من جودة الحياة عنده، وربما أكثر مما لو حصل الإنسان على مكاسب مادية.