يضرب الإمام أبو حامد الغزالي مثالاً رائعاً يوضح فيه الفرق بين التشتت والتركيز وأثر كل منهما على القدرات الذهنية والإنتاج الفكري وأداء المهام، فيقول: "والفكرةُ المتوزِعةُ على أمورٍ متفرقةٍ، كجدولٍ تفرَّقَ ماؤه، فنشَّفَتِ الأرضُ بعضَه، واختطف الهواءُ بعضَه؛ فلا يبقى منه ما يجتمِعُ ويبلغ المُزدَرَعَ". وهذه هي الفكرة اأساسية التي تقوم عليها تقنية العمل العميق (Deep work). تعد تقنية التركيز العميق (Deep Work) من أهم تقنيات تنظيم الوقت وتحسين الإنتاجية وزيادة التركيز والإنتاجية. والتي يمكنك الانتفاع بها لتنظيم الوقت وتحسين أداء المهام خلال شهر رمضان المبارك. حيث تعتمد تقنية التركيز العميق (Deep work) عن طريق تخصيص فترات زمنية محددة للعمل بتركيز كامل على مهمة واحدة دون تشتيت الانتباه. وهذا يشمل الابتعاد عن المصادر المحتملة للتشتيت مثل الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتتطلب تقنية التركيز العميق التخطيط المسبق لفترات العمل، وتحديد المهمة التي سيتم العمل عليها، وتحديد موقع ملائم للعمل والابتعاد عن أي مصادر تشتيت الانتباه. فالعمل العميق هو العمل بتركيز على مهام ذهنية مهمة أو صعبة تستلزم قدرا كبيرا من المجهود الفكري والمجهود الذهني، لينتج عن العمل العميق قيمة معرفية وتطور مهاري يصعب الحصول عليه بطريقة أخرى. وهو يختلف عن نقيضه العمل الضحل (shallow work) الذي لا يتطلب نفس القدر من المجهود الذهني. وتتضمن الطريقة استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل قبل البدء في فترة العمل الطويلة، وتجنب القيام بأي أنشطة تشتت الانتباه خلال فترة العمل، مما ينتج عنه زيادة الإنتاجية وتحسين أداء الواجبات وتنظيم الوقت خلال شهر رمضان المبارك. وتعتمد تقنية التركيز العميق على فكرة أن الإنتاجية تزداد عندما يتم تخصيص الوقت والجهد للتركيز على مهمة واحدة بدلاً من تجزئتها على العديد من المهام. وبالتالي، يمكن لهذه التقنية أن تساعد على تحسين جودة العمل وزيادة الإنتاجية في فترة وجيزة من الوقت. مما يجعلها من التقنيات المثمرة والفعالة خلال شهر رمضان المبارك.