الأسئلة الشائعة فى المناقشة

في المناقشات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه يكون رئيس اللجنة هو منسق المناقشة، حيث يقوم بتوضيح القوانين والبروتوكولات الخاصة بالمناقشات العلمية. أثناء المناقشة، من الممكن أن تقوم اللجنة بالاستفسار من الباحث العلمي عن المنهجية البحثية المستخدمة، والنتائج التي تم اكتشافها، الاستنتاجات والإسهامات، بالإضافة إلى الطلب من الباحث بأن يقوم بتوضيح الصلة بين الدراسة وبين مجال تخصصه وأهميتها بالنسبة للمجتمع ككل.

من خلال هذا المقال سوف نتعرف سوياً على أهم الأسئلة الشائعة في المناقشات العلمية وذلك من خلال بعض النقاط الهامة:

1. كيفية استعداد الباحث لأسئلة لجنة المناقشة.
2. محتويات ملخص الرسالة الذي يقدمه الباحث في المناقشة.
3. أهم الأمور التي يجب أن يراعيها الباحث في إعداد ملخص الرسالة.
4. أهم الأسئلة الشائعة في المناقشة العلمية.

هناك العديد من الأمور التي يجب على الباحث الاستعداد لها أثناء المناقشة فمن الوارد أن يكون هناك الكثير من الأسئلة التي يمكن طرحها على الباحث أثناء المناقشة، لذلك يجب على الباحث الاستعداد الجيد لها وذلك بمعرفة عدة أمور هامة وهي كالآتي:

1. أسباب اختيار المشكلة البحثية عن غيرها من المشاكل الأخرى.
2. كيفية اختيار المشكلة البحثية.
3. أهم الأدوات التي استعان بها الباحث في تجميع وتحليل البيانات.
4. الافتراضات الأساسية للدراسة.
5. الإطار النظري والمفاهيمي للبحث العلمي.
6. ذكر نوع المنهجية التي اتبعها الباحث واعتمد عليها في البحث العلمي الخاص به.
7. توضيح كيفية حل مشكلة الدراسة.
8. كيفية عرض النتائج ومناقشتها والتوصل إليها.
9. الإجابة الوافية والكافية على جميع أسئلة البحث التي قام بطرحها.
10. بهذه الطريقة، يمكن للباحث العلمي وللجنة الإشراف والحكم أن يصلوا إلى رؤية شاملة وواضحة عن البحث ومشكلة الدراسة التي قام الباحث باختيارها، ويكون الباحث مستعداً لجميع أسئلة لجنة المناقشة.

في اغلب الجامعات يقوم الباحث بإعداد ملخصاً لرسالته العلمية ليقوم بإلقائه على لجنة المناقشة والجمهور الحاضرين قيل الشروع في المناقشة، كما يجب أن يحتوي هذا الملخص على إلمامه سريعة بكل ما ورد في الرسالة العلمية وأن يقوم الباحث بإعداده بمنتهى الدقة، لذلك يجب على الملخص أن يشتمل على العناصر الآتية:

1. تقرير المشكلة البحثية التي هي موضوع البحث، وشرح أهميتها في محيط المادة التي ينتمي إليها الباحث.
2. الحديث عن موضوع البحث من حيث وجوده في ذهن الباحث وأسباب اختياره له، وكيف تطور وتدرج حتى النضوج.
3. بياناً موجزاً عن الأبحاث السابقة التي لها علاقة بموضوع البحث أو متصلة به إن وجدت، والحديث عن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الأبحاث والنقطة التي بدأ منها البحث الجديد، مع تقييم موضوعي للأبحاث السابقة والنتائج التي توصلت إليها.
4. توضيح الخطة التي رسمها الباحث لدراسة الموضوع والتي تشتمل على عناوين المشكلات الرئيسية (الأبواب والفصول) والتي تتفرع عن المشكلة الرئيسية (عنوان الرسالة) ثم عناوين المشكلات الفرعية (الفصول أو المباحث) التي تتفرع عن المشكلات الرئيسية.
5. توضيح المنهج الذي سار عليه الباحث في هذا الموضوع وفق الخطة التي رسمها الباحث لدراسته.
6. أبرز أهم المصادر التي أعتمد عليها الباحث في موضوع دراسته وتحديد جوانب هذا الاعتماد من حيث ذكر المصدر المعتمد عليه والموضوع الذي تم الاعتماد عليه من هذا المصدر.
7. إلمام مختصر بالمادة الأساسية التي كشفها الباحث والنتائج التي حصل عليها منها والمعطيات الجديدة التي كشفت عنها تلك النتائج وما يمكن أن يكون جديداً في هذا التخصص.
8. إذا كان البحث يفتح آفاقاً جديدة وتحتاج بعض النقاط إلى دراسة أوسع وأعمق فالأفضل أن يحدد الباحث هذه النقاط وأن يشير إليها.
9. عرض لأهم التوصيات التي وردت في ذهن الباحث نتيجة للقيام بهذا البحث.
10. في نهاية الملخص توجيه كلمة شكر وتقدير لكل من قدم للباحث عوناً في رسالته.

يعتبر هذا الملخص بمثابة أول شيء يعطي الانطباع عن القدرة العلمية الذاتية للباحث وعن شخصيته بالنسبة للجنة المناقشة وللحاضرين، لذلك يجب على الباحث أن يراعي بعض الأمور الهامة وهي كالآتي:

1. أن يقوم الباحث بإعداد هذا الملخص إعداداً جيداً مع مراعاة الوضوح في الألفاظ والجودة في الصياغة والسهولة في التعبير والسلامة من الخطأ اللغوي والنحوي.
2. أن يتمتع الباحث بمهارة حسن الإلقاء فإن هذا له أهمية كبيرة فيجب على الباحث أن يتدرب على حسن الإلقاء قبل مثوله أمام لجنة المناقشة فيكون سليم النطق مسترسل الأسلوب، حسن النبرات، والحرص على التمهل في الإلقاء وعدم التسرع بحيث يكون كلام الباحث مفهوم بالنسبة للحضور.
3. الهدوء في الجلسة والرزانة في الحركات بالإضافة إلى حسن السمة وجودة المظهر.
4. التواضع وعدم الظهور بمظهر الغرور فلا يبدو من عباراته ما يدل على الكبرياء بل على الباحث أن يظهر بمظهر التواضع الذي هو من أهم أخلاق العلماء.

فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة التي يتم الاستفسار عنها في مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه:

1. إذا أتيح لك الفرصة إعادة البحث العلمي مرة أخرى، ما هي الأشياء التي تود تغيرها أو تعديلها؟
2. ما هي المفاجآت التي تفاجأت بها عند القيام بالدراسة الحالية؟
3. ما هي أكثر الجوانب التي وجدت فيها تحدي عند قيامك بالدراسة الحالية؟
4. هل هناك جوانب محددة يمكن أن يتم تطبيقها في المجال العملي؟
5. ما هي إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة؟
6. ما هي الإسهامات الحيوية التي حصلت عليها من الدراسة والتي يمكن أن يتم تطبيقها والاستفادة منها على المستوى العملي وعلى مستوى المجتمع ككل؟
7. هل هناك أي تفسيرات إضافية أو أخري لنتائج هذا الدراسة؟
8. كيف يمكن لصانعي القرار الاستفادة من هذه النتائج؟
9. هل يمكن لهذه الدراسة أن تغير من التفكير أو الوضع الحالي في المجال التي تمت فيه الدراسة؟ ولو الإجابة نعم، فكيف يمكن أن يتم ذلك؟
10. كيف يمكن أن يتم ربط نتائجك ودراستك بدراسات ونتائج أخرى في نفس المجال؟
11. ما الذي يمكنك عمله، شخصيا، بالنتائج لصنع الفارق في مجال تخصص البحث العلمي؟
12. ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للطلاب الذين بدأوا في عمل رسائلهم العلمية؟ وما هي الاعتبارات التي يجب أن يأخذوها في الحسبان عند استخدامهم المنهجية التي استخدمتها؟
13. كيف استفدت من الدورات التي قدمتها لك الجامعة في إعداد رسالتك العلمية؟
14. ما هي أبحاثك القادمة؟
15. إذا وجهت إليك بعض الأسئلة من قِبَل لجنة المناقشة ولم تكن تعرف إجابتها يجب عليك أن توضح لهم أنك غير متأكد من الإجابة ، ولكن يجب عليك محاول الإجابة عليها، وان تجعلهم يشاهدون طريقة تفكيرك في الإجابة، لأن هذا ما يقومون بفعله معك وهو أن ترى طريقة تفكيرهم كلنا استمرت حلقة النقاش العلمي، حيث أن كل تريده لجنة الحكم والمناقشة من الباحث هو أن يكون يفكر كما هم يفكرون.
16. يمكن توجه لجنة المناقشة إليك سؤال وهو هل هذه المشكلة و الظاهرة معلومة ومعروفة؟ فمن الأفضل أن تجيب وتقول أنك لا تعلم ولكن هذه المشكلة أو الظاهرة لها تطبيقات جيدة، فمثلاُ إذا كنت اعلم بتلك الظاهرة في وقت ماضي لساعدنا ذلك في العديد من الأشياء، يجب على الباحث الحرص عند الإجابة على مثل هذه الأسئلة أن يكون مركزاً على بياناته البحثية الخاصة، لان الباحث هو الخبير الوحيد عن الرسالة بما تتضمنها من بيانات وأفكار ومشاريع، وأن لجنة المناقشة سوف تعاملك على هذا الأساس، لذلك يجب على الباحث الإجابة على أساس أنه خبير بكل ما يوجد بالرسالة العلمية الخاصة به، مما يزيد من احتراك لجنة المناقشة لك.
17. يجب على الباحث أن يعلم أنه لا يوجد دائماً بيانات كاملة، فيمكن أن توجه لجنة المناقشة سؤال لك وهو لماذا لم تفعل ذلك؟، فيجب أن يعتبرها الباحث فرصة جيدة للحديث عن السبب وأن يتحدث بثقه عن أهم المعوقات والصعوبات التي واجها الباحث أثناء الدراسة وهذا ما سمح الوضع الحالي وكان من دواعي سروري وأمنيتي أن يتسع لي الوقت لأنجز العديد من الأشياء، أو يمكن للباحث أن يقول أنه في أثنا جميع البيانات تعرفت على العديد من المشاكل البحثية الأخرى التي سوف أقوم بدراستها في المرة القادمة.
18. هل يمكن للباحث أن يخبر لجنة المناقشة أن لا يعرف الإجابة عن سؤال معين؟، لم لا إن كنت لا تعرف الإجابة فعلاً، لأن ذلك أفضل من قيام الباحث بالبحث عن إجابات غير محددة يمكن أن تضلل لجنة المناقشة، وأن يضع الباحث في اعتباره أن الأساتذة الجالسون أمامه من الصعب تضليلهم، لذلك لا حرج من كونك لا تعرف بل الحرج كل الحرج هو محاولة أن تكون الإجابات مضللة للجنة الحكم والمناقشة.

فوائد حضور المناقشات العلمية:

1.  التعرف على بروتوكولات إدارة وتنظيم وعرض المناقشة.
2.  توسيع دائرة علاقتك المهنية والاجتماعية.
3.  اكتساب المعلومات والمعارف العلمية.
4.  توسيع نطاق الإفادة وكسر الحاجز ما بين قاعات العلم والمجتمع.

1.  الوقوف على أهم النقاط التي يُناقش فيها الباحث.

في نهاية هذا المقال نكون قد عرضنا أهم الأسئلة الشائعة في المناقشات العلمية أهمية ملخص الرسالة الذي يعرضه الباحث قبل الشروع في المناقشة، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً للعديد من الباحثين والمقبلين على المناقشات العلمية سواء للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.

الربيعة، عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن علي. (2012). البحث العلمي حقيقته ومصادره ومناهجه وكتابته وطباعته ومناقشته. الطبعة السادسة. مكتبة العبيكان للتوزيع والنشر. الرياض. المملكة العربية السعودية.

1. التحلي بالثقة بالنفس ويجب أن يعرف الباحث إمكانياته وقدراته جيداً وبأنه هو الذي أنجز هذه الدراسة ولمدة تراوحت من 4 إلى 5 سنوات وإنه هو الشخص الوحيد الذي واجه الصعوبات وجمع معلومات هذه الدراسة فلا أحد يستطيع أن يتغلب عليه في المناقشة.
2. عدم التسرع في تسليم الرسالة العلمية وعمل المناقشة قبل التأكد من موافقة المشرف النهائية على هذه المناقشة لأن المشرف هو الشخص الوحيد الذي يعرف بعد الله  هل أنت مستعد لمناقشة هذه الرسالة أم لا.
3. يجب على الباحث أن يعلم جيداً أن الممتحنين أو لجنة الحكم والمناقشة لم يأتوا للإيقاع بك، بل أنهم جاؤوا لكي يساعدوا الباحث ولكنهم يريدون التأكد من مدى فهمه واستيعابه لرسالته العلمية أو مشروعه البحثي، فأغلب أسئلتهم تكون لجزئيات لم يستطيع الممتحن أو المناقش فهمها ويريد من الباحث شرحها لهم.
4. من الضروري أن يقوم الباحث قبل المناقشة بتلخيص بحثه في 10 دقائق وأن يحاول سردها في حالة إذا تم توجيه له سؤال مرتب ومفهوم يتعلق بدراسته.
5. في بعض الأوقات يظهر يشتد النقاش مع الممتحن فيجب في هذا التوقيت أن يلتزم الباحث بالهدوء حتى ولو كان متأكد من إجابته فيجب أن يعبر عن مدى احترامه لوجهة نظر الممتحنين، ولكمن اعتقد أنني متأكد من إجابتي لأن هناك جزئية في التقييم للمناقشة العلمية تسدى "هل دافع الطالب عن مشروعة البحثي".
6. إذا كان هناك سؤال موجه إلى الباحث من الممتحن ولم يعرف إجابته يمكن أن يجاوب ويقول بأنه سؤاله مهم ويحاول كتابة هذا السؤال في ورقة وأن يقول بأنه سوف يبحث عن إجابة عن هذا السؤال حتى يعكس الباحث مدى اهتمامه بالسؤال الموجه إليه، وهذا ما يدعى بأدبيات الحوار.
7. يجب أن لا يقلق الباحث نهائياً من عدم إجابة الأسئلة فالممتحنين يعرفون أن هناك بعض الأسئلة التي يصعب على الباحث الإجابة عليها.
8. يجب أن يعلم الباحث أنه لا يوجد شيء اسمه أنه راسب، ففي أسوء الأحوال سوف يطلبون الممتحنين من الباحث إعادة هذه الجزئية لأنها غير واضحة.
9. يمكن للباحث عند الإجابة عن الأسئلة الموجه إليه أن يدعم إجابته في أولها بقول أنه سؤال جيد أو شكراً على هذا السؤال، أو احترم وجهة نظرك ولكنها، ويجب أن لا يتوتر الباحث ولا يندفع في الإجابة، فكلها ساعتين أو ثلاث ساعات وينتهي كل شيء بخصوص المناقشة.