اسْتراتِيجيَّة التَّعهُّدات
تُعَدُّ استراتيجية التعهدات الصفِّيَّة هي تطبيقاً لمبدأ تفْريد التعليم، حيث يـتم فيـه عقـد اتفاقيـة بـين المعلم والطالب، يقوم فيها الطالب بالتَعَهُد بإنجاز مهمة معينة، ويتم ذلك بكتابة عَقدٍ صفيٍّ، شـأنُه شـأنُ أيِّ تعهُّـدٍ آخر.
يُعَدُّ التعهد ورقةً مكتوبةً، واتفـاقاً بـين طـرفين مُتَّفِقيْن على تنْفيـذِ مهمـةٍ أو مشروعٍ معـين، ويحاسب عليها الطالب عند عدم الالتزام بها أو عدم تنفيذها. ولا تتمُّ كتابةُ وثيقة التعهد الصفي بين الطرفين (المعلم والطالب) إلا بعـد مناقشات ومفاوضاتٍ معقولةٍ ومُرْضيةٍ للطَّرفين، ومن الأفضل أن يكون كاتب التعهد وسيطاً ثالثا بين المعلم والطالب ليكون شاهدا5
lعـدلاً على التعهد، كما يُعزِّز وجودُه حرصَ الطالب على تنفيذ التعهد، ومكانة المعلم وعلو شَأنِه وقَدره.
وسوف نستعرض في هذا المقال بعض النقاط التي توضح كيفيةَ استخْدام استراتيجية التعهُّدات في التدريس، وتتلخص هذه النقاط في:
1- دور المعلم في استراتيجية التعهدات.
2- أهمُّ المتطلبات الرئيسة لتنفيذ استراتيجية التعهدات.
3- أهم خطوات التخطيط للتدريس عن طريق استخدام استراتيجية التعهدات.
أولاً- دور المعلم في استراتيجية التعهدات:
لم تعد مهمة المعلـم مقـتصِرةً فقط على حـدودِ نقـلِ المعرفـة إلى الطلاب بواسطة الطرق التقليدية كالتلقين والتسميع، بل أصبح المعلم مصمِّماً ومنظماً للعملية التربوية، وبذلك أصبح دوره في التخطـيط التدريسي من أبرز مهامه وأكثرِها خطورة في العملية التربوية.
ويُعْرَف التخطيط بأنه التصور المسـبق للعمليـة التربويـة المنظَّمـة وفـقَ العلاقـات الارْتباطيـة بـين عنـاصر المُـدْخَلات التَّربويـَّة، والعمليـات الإجْرائيـَّة، والأدوات التقويميـَّة، لبلـوغ الأهـداف المنشـودة بكفايـة وفاعلية، كما يعتبر التخطيط عنصرا رئيساً وبارزاً ومفيداً لدور المعلم في طريقة التعهدات وذلك من خلال عدة جوانب من أهمها:
1- اجتناب المعلم العشوائيةَ والارتجال في العمل.
2- صياغة أهداف قابلةٍ للقياس والتطبيق وفقاً لخبرات تربوية سابقة.
3- العمل على تنظيم عناصر الموقف التربوي قبل إجْراء عمليات التعلم أو التعليم.
4- إغْناء خبرات الطلاب المهنية والأكاديمية.
5- مراعاة ثقل الوحدات وأوزان الدروس وفق جدول المواصفات والمقاييس التربوية.
6- إعداد برامج تعليمية تُراعي الفروق الفرْدية بين الطلاب قبل ظهورها.
7- قدرة المعلم على اتخاذ قرارات حاسمة ذاتِ أبعادٍ تربوية هادفة وإيجابية.
8- اختيار الطرق والأساليب والإجراءات التقويمية المناسبة للمعلم والفاعلة في إنتاجية الطالب.
9- تعزيز ثقة الطالب بالمعلم بإشعاره بخطط التعلم والتعليم قبل تنفيذها، والمشاوَرةُ بينهما في كيفية تطبيقها.
ثانياً- أهم المتطلبات الرئيسية لتنفيذ استراتيجية التعهدات:
يتطلب تنفيذُ استراتيجية التعهدات بكفاءةٍ عالية وفاعلية كبيرة بعضَ المتطلبات قبل البدء باستخدامها في التدريس، ومن أهم هذه المتطلبات:
1- أن يكون المعلم على دراية كاملة بالبناء التراكمي المَعرفيِّ والمَهاريِّ والقيَميِّ لجميع الطلاب في المستوى التعليمي الواحد.
2- أن يقوم الطالب بتحديد الأهداف والنتائج التعليمية المُرادِ تحقيقُها.
3- صياغة النتائج التعليمية على صورة أهدافٍ سلوكية.
4- أن يكون هناك تقصٍّ كامل لكافة مصادر التعلم، ومعرفة مدى إمكانية توافر الأدوات والوسائل اللازمة لعملية التعلم، وكيفية الحصول عليها.
5- أن تكون الأساليب والاستراتيجيات الدقيقة في تنفيذ استراتيجية التعهدات في التدريس محددة مُسبقاً، ويتم توزيعها بما يتناسب مــع دروس الوحدات وفقرات الدروس، ومن هــذه الأساليب أو الاستراتيجيات: السرد القصـصي، الأسـئلة السابرة، الحـوار التمثـيلي، العـرض النظري، الممارسـة العملية، التجريب في المختبر، العَصْف الذهني.
6- تحديد الوقت المناسب لكل خطوة في الاستراتيجية وبشكل دقيق، مع مراعاة طبيعة العمل ووضع الإجراءات التنفيذية وفقاً للإمكانيات المتاحة.
ثالثاً- أهم خطوات التخطيط للتدريس عن طريق استخدام استراتيجية التعهدات:
عند التخطيط لاستخدام استراتيجية التعهدات في تدريس موضوعٍ ما، يجب القيـام بعـدد مـن الإجـراءات البنائية التي تساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المنشودة في المنهج الدراسي، ومن أهم الإجراءات التي يجب القيام بها:
1- القيام بتحليل المحتوى العلمي للمادة الدراسية لمعرفةِ وحصرِ جميع المفاهيم، والمصطلحات، والمبادئ، والتعميمات، والقواعد، والنظريات الواردة في المادة الدراسية، والتركيز عليها.
2- إعادة صياغة المحتوى العلمي للمادة على شكل أهدافٍ سلوكية وفقاً لمعايير المستويات المعرفية، والانفعالية، والنفسية، والحركية.
3- معرفة قدرات الطلاب التحصيلية للسنوات السابقة، ومدى استعداداتهم المعرفية، وأبْعاد خبراتهم التربوية.
4- القيام بإعداد أنشطة متنوعة في المستويات المعرفية والاستعدادات العقلية، مع مراعاة أن تكون متناسبة مع جميع مستويات الطلاب واستعداداتهم.
5- مشاركة الطلاب في إعداد بعض الأنشطة، بما يتناسب مع رغباتهم واستعداداتهم لتنمية وتطوير قدرتهم على التخطيط وتحمل المسؤولية وتحقيق الذات.
6- تحديد الضوابط الزمنية لإنجاز كل نشاطٍ يجري تنفيذه في استراتيجية التعهدات.
7- توضيح الخطوات الإجرائية التتابعية اللازمة لتنفيذ كل نشاط وبلغة سليمة وواضحة لجميع الطلاب.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).