اسْتراتِيجيَّة الألْعاب
زادَ اهتمام الباحثين بكل ما يتعلق بالترفيه والألعاب بما فيها من علاقة مباشرة مع الإنسان في مختلف مراحلِه العمُرية، كما كانت هناك العديد من المحاولات للتوصل إلى كل ما له فوائد بدنيَّة ونفسيَّة وعقليـة، وقـد أثبتـت الأبحـاث العلميـة والتجـارب الإجرائية أن لِلألعاب دوراً أساسياً في استثارة الدوافع الداخلية للإنسان للتعلم والاستكشاف.
وقد تَوَصَّلت الدراسات التطبيقية إلى العديد من النتائج التي أشارت إلى أن استخدام الحواسِّ في التعلم والعمل هـو أسهل طرق التعلم وأكثرُها فاعلية، كـما أشارت الدراسات الحديثة إلى أن استخدام اللعـب في الـتعلم يسـمح للطالب باسْتكْشاف العالم الذي يحيط به، كما يساهم بشكل كبير في استيعاب طبيعة البيئة المحيطةِ به، ومعرفة ذاته، وتحديد قدراته ومواهبه، وبذلك يتفاعل مع مجتمعه من خلال إدراكه للعديد من المعارف والمفـاهيم والقـيَم والمهـارات والأفكـار والاتجاهـات التي تُشْبِع رغباته وتحقِّق ذاته، وتصبح بذلك عوناً له عـلى التفاعل والتواصل مـع الآخـرين عن طريق الـتعلم والتعليم القائم على اللعب وفي مختلف المستويات والمجالات.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرَّف على اسْتراتِيجيَّة الألعاب من خلال:
- مفهوم الألعاب.
- الأهداف التربوية للألعاب.
- سمات الألعاب التربوية.
- الخطوات المُتَّبَعة في اختيار الألعاب التربويَّة.
أولاً- مفهوم الألعاب:
يّقصد باللعب أنه نشاط جسدي أو عقلي يقوم به الأفـراد أو المجموعات بهدف تحقيـق المتعة والتسلية والترفيه، وقد اهتم العديد من المؤلفين والمسؤولين عن المناهج التعليمية والتربوية بتوظيف اللعب في مؤلفاتهم التعليميـة والتَعَلُّمِيـة، وذلك من خلال وضع بعض التمارين والأنشطة المختلفة في الكتب والمقررات الدراسية على شكل ألعاب مسلية وترفيهية مع الوضع في الاعتبار تحقيق الإفادة الكاملة للطالب.
ثانياً- الأهداف التربوية للألعاب
هناك العديدُ من الأهداف التربوية الألعاب سواء كانت بدنية أو عقلية، ومن أهمها:
- تهدف بشكل كبير في استثارة روح التنافس بين الطلاب وفقاً للمعايير والضوابط الأخلاقية.
- تهدف إلى تشويق الطالب للتعلم والاستمراريَّة في تلقِّي العلم والمعرفة.
- تهدف إلى تعزيز الرغبة والدافعية لدى الطالب للإقبال الذاتي على التعلم.
- تهدف إلى تطْويرِ وتنميةِ روحِ التعاون بين فريق اللعب.
- تهدف إلى تنمية وإبْرازِ ورعايةِ المواهب والقدرات الإبداعية لدى الطلاب.
- تهدف إلى إكساب الطلاب روحَ الإيثار والوفاء والتعاون والصداقة والإخلاص بين أعضاء فريق اللعب الواحد.
- تهدف إلى إكساب أعضاء فريق اللعب الواحد القدرةَ على التخطيط والتحليل والتفكير الجيد الذي يعتمد على التعاون المتبادَل بينهم.
- تُساهم بشكل كبير في تعْزيزِ التواصل مع العالم الخارجي لتوحيد قوانين الألعاب وأنظمتها بصيغة واحدة وفي جميع أنحاء العالم، واكتساب ثقافات ومعارفَ جديدة من مختلف الجنسيات.
- تهدف إلى تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم في حالة فوزهم وتحقيقهم للانتصارات في بعض الألعاب المفضلة لديهم.
- تهدف إلى تعليم الطلاب الصبرَ والمثابرة وعدمَ اليأس من استمرارية التعلم عن طريق ممارسة الألعاب التربوية البدنية أو العقلية.
ثالثاً- سمات الألعاب التربوية:
هناك العديدُ من السمات التي تتميز بها الألعاب التربوية ولعل من أهم هذه السمات، الآتي:
1- أن الألعاب عبارة عن أنشطة جسدية أو عقلية أو كلاهما معاً، مما يجعلها تساهم بشكل كبير في تعزيز السلامة الجسدية والعقلية للطالب.
2- أن الألعاب التربوية عبارة عن ألعاب فردية أو جماعية يقوم بممارستها الطالب سواء كان منفرداً أو مع زملائه.
3- تساعد الألعاب التربوية الطلاب في سرعة الإنجاز والدقة في ممارسة الألعاب، بهدف الوصول إلى درجة الاحتراف أو الإتقان في إحدى الألعاب والتفوق فيها.
4- أن الألعاب التربوية تعمل على تحويل المعارف البسيطة إلى معلومات دقيقة، ممَّا يساعد في وضْعِ أنْظمةٍ وآلياتٍ ومعاييرَ وقوانينَ منْضبطة، تجعل الطالب على قدرٍ كافٍ من المسؤولية والانضباط.
5- ممارسة الترفيه والمتعة المشروعة والتسلية المسموح بها، بما يتناسب كلياً مع ضوابط الدين الإسلامي والأخلاق السويَّة في العادات والتقاليد الاجتماعية.
6- تساهم في تطبيق المعرفة العلمية والثقافية إلى ألعاب تميل إليها النفوس بالاستعداد والفطرة.
7-تساعد الألعاب التربوية بشكل كبير في تهذيب النفوس وتعديل السلوك بأنظمتها وقوانينها الدولية المعتمدة في جميع أنحاء العالم والتي تم إدْراجها في جميع المناهج والكتب المدرسية.
رابعاً- الخطوات المُتَّبَعة في اخْتيار الألْعاب التربويَّة
هناك خطواتٌ يجب اتباعها عند استخدام استراتيجية اللعب في العملية التعليمية ويجب أن تسير وفق تخطيط منظم وواعٍ، ومن أهم هذه الخطوات:
1- تحديد النتائج التعليمية المراد تحقيقها، والتي تخدمها اللعبة.
2- معرفة طبيعة المتعلم من حيث عمُره ومستوى ثقافته وقدراته العقلية والبدنية.
3- اختيار نوعية اللعبة وفقاً لقدرتها على تحقيق النتائج والأهداف، والتي تتناسب مع طبيعة الطالب.
4- اختيار البيئة المناسبة لممارسة اللعبة وإمكانية هذه البيئة على استيعابها واستيعاب لاعبيها سواء كانت لعبة فردية أو لعبة جماعية.
5- تدريب الطلاب على ممارسة اللعبة ومعرفة قواعدها وقوانينها.
6- توضيح جوانب الأمن والسلامة وتحديد ومواطن الخطورة للطلاب.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).