استراتيجية الرحلة
الرحلة من الاستراتيجيات المهمة التي تؤثر بشكل كبير في حياة الأمم والأفراد، وتعتبر من أهم الأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية التي عرفها الإنسان، واهتم بها الكثير من العلماء بسبب فوائدها الكثيرة التي تعود عليهم بالمعرفة ومن أهم هذه الفوائد:
1- سهولة التحقيق في العديد من المعلومات التي يتلقاها العلماء، فقد كان العلماء المسلمون يسافرون من بلد إلى بلد وبخاصة علماء الحديث للإثبات صحة الحديث والتحقق من دقة متنه ونصه وسنده.
2- تساهم الرحلات بشكل كبير في نشر العلم والمعرفة، فقد انطلق العلماء في جميع بقاع الأرض ينشرون علومهم بإلقائها على طلاب العلم في كل مكان يصلون إليه وهم يسافرون من بلدٍ إلى أخرى.
3- تساعد الرحلات العلماء في التمكن من الجوانب العلمية والمعرفية، فمن خلالها يتسع أُفُقْ العالم وتتفتح مدارِكِهِ الثقافية والعلمية بالاطلاع على علم الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم الثقافية والاجتماعية، فتثبت له حقائق وتتبدل لديه أخرى.
ومن خلال هذا المقال سوف نتناول العديد من أوجه الاستفادة من الرحلات في التدريس ونشر المعرفة من خلال عدة نقاط وهي:
- الأغراض التربوية لاستراتيجية الرحلة في العملية التعليمية.
1- دور المعلم في استراتيجية الرحلة.
2- دور المتعلم (الطالب) في استراتيجية الرحلة.
3- أهم مميزات استراتيجية الرحلة.
أولاً- الأغراض التربوية لاستراتيجية الرحلة
هناك العديد من الأغراض التربوية وراء استخدام استراتيجية الرحلة في العملية التعليمية بوجهٍ عام ومنها:
1- تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى الطلاب نحو البيئة المحيطة بهم.
2- إثقال الطلاب بالعديد من الخبرات الجديدة التي يصعب توافرها في الغرف الصفية أو البيئة المدرسية مثل رؤية العديد من العوامل الطبيعية مثل: الأنهار، والأشجار، والجبال، والتضاريس الجغرافية، والعوامل الحضارية المتمثلة في الآثار التاريخية بمختلف حضاراتها، والمراكز العلمية أو الثقافية.
3- تعزيز المهارات التعليمية لدى الطلاب كالملاحظة الدقيقة، والتأمل، والمناقشة.
4- اتاحة العديد من الخبرات المعرفية والحركية والانفعالية المتكاملة، والتي يتفاعل بها المتعلم مع واقع الرحلة.
5- دعم الطلاب من خلال توفير الخبرات الحسية الواقعية الملموسة، التي تثير حب الاستكشاف والاستقصاء وكيفية حله للمشكلات.
6- تنمية القدرة على تحمل المسؤولية بدايةً من مرحلة التخطيط ثم التنفيذ، وتذليل العقبات إلى نهاية الرحلة والعودة.
7- رفع رغبة التعلم المستمرة لدى الطلاب مدى الحياة، وعدم اقتصارها فقط على الدراسة الجامعية والمدرسية.
8- الإعداد الجيِّد للمتعلم في كيفية اتخاذ القرارات القيادية بحياته الشخصية مع ما يُنَاسِب قدراته واستعداداته العقلية والنفسية والجسدية والاجتماعية.
ثانياً- دور المعلم في استراتيجية الرحلة
يلعب المعلم دوراً هاماً في استخدام استراتيجية الرحلة في العملية التعليمية التربوية وذلك من خلال بعض النقاط وهي:
1- التنسيق الكامل بين المعلم والطلاب في اختيار مكان وزمان الرحلة قبل تحديدها، وإقرار موافقته النهائية.
2- التنسيق الكامل بين المعلم والطلاب حول برنامج الرحلة بدايةً من موعد انطلاقها والأماكن المراد زيارتها ونهايتها.
3- تحديد ماهي أهداف الرحلة المَرجو تحقيقها وأغراضها العلمية التربوية.
4- متابعة الإجراءات الرسمية قبل انطلاق الرحلة، والتحقق من سيرها بطريقة صحيحة وفق المعايير التعليمية مثل(موافقة أولياء الأمور، والموافقة الأمنية على المركبة، وعدم ممانعة الجهات المعنية بزيارة الموقع).
5- عمل إحصائية لجميع الصعوبات والعَقَبَاتْ المُحتمل والمتوقع حدوثها وإعداد خطة علاجية لمواجهتها.
6- توضيح كل المتطلبات المادية والمواد الغذائية الآمنة التي ستطلبها الرحلة.
7- حرص المعلم على أن يكون متواجد بصفة مستمرة بين الطلاب طوال مدة الرحلة.
8- مراعاة توزيع الطلاب إلى مجموعات متجانسة في الأعمار وتحت إشرافه المباشر.
9- تنبيه الطلاب الدائم إلى الالتزام ببرنامج الرحلة وتحذيرهم من الوقوع في المخالفات أو الاقتراب من الأماكن الخطيرة.
10- أن يقوم المعلم بتكليف الطلاب بعمل تقرير كامل عن مجريات الرحلة من أول بدايتها إلى نهايتها.
ثالثا- دور المتعلم (الطالب) في استراتيجية الرحلة
يُعّد الطالب الأساسي للرحلة ويمثل أهمية كبير في استراتيجية الرحلة وتطبيقها في العملية التعليمية والتربوية ويتمثل دوره في العديد من المهام ومنها:
1- قيامه بتحديد موقع الرحلة بشكل جماعي، من خلال التشاور والأخذ بآراء الطلاب المشاركين معه في الرحلة.
2- التنسيق الدائم بين الطالب والمعلم وفقاً للمعايير الرسمية والقانونية.
3- يجب على الطلاب أن يقوموا بالإفصاح عن كل جوانب الرحلة لأولياء الأمور سواء معرفة المكان والزمان والتكلفة المادية وأخذ موافقتهم عليها.
4- يجب على الطلاب أن يكونوا على قدرٍ من المسؤولية والالتزام التام ببرنامج الرحلة وفقاً لما تم الاتفاق عليه وإعداده مُسبَقاً.
5- أن يقوم الطلاب بطرح الأسئلة ومناقشة كل الأمور التي تحتاج إلى معرفة وتوضيح أثناء سير الرحلة من خلال الحوار مع المعلم أو مسؤول الموقع.
6- أن يكون الطالب متفاعل مع بقية زملائه في الرحلة والحرص على إبقاء روح الفريق والتعاون بينهم.
7- أن يستمتع بجميع جوانب الرحلة وفقاً لجميع الضوابط الأخلاقية و المعايير التعليمية والتربوية المدرسية.
8- أن يقوم الطالب بكتابة تقرير كامل عن مجريات الرحلة وتوضيح أوجه الاستفادة التي حققها من خلال الرحلة.
9- إذا كان هناك إمكانية إحضار بعض العينات من مواقع الزيارة، فلا يتردد في إحضارها وعرضها على بقية الطلاب في المدرسة.
رابعاً- أهم مميزات استراتيجية الرحلة
هناك العديد من المميزات عند استخدام استراتيجية الرحلة في العملية التعليمية والتربوية، ومنها:
1- إثارة الدافعية والرغبة عند الطلاب في التعلم.
2- زيادة الثقة المتبادلة بين المعلم والطالب.
3- دراسة جميع الظواهر والحقائق في بيئتها الواقعية الطبيعية.
4- الاستعانة بأغلب وسائل التعلم الذاتية في العملية التعليمية مثل: (السمع، والبصر، والعقل، والشم، والتذوق، والإحساس. وغير ذلك).
5- ضمان استمرارية ودوام العملية التعليمية واكتساب المعارف والمعلومات لدى الطالب.
6- تعزيز مستويات التفكير العليا مثل ( التأمل والاستكشاف والاستنباط ).
7- إنشاء صداقات وعلاقات وطيدة وطويلة الأمد بين الطلاب، والتواصل والتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة بالطلاب.
8- تعزيز الثقة بالنفس عند الطلاب في اتخاذ القرارات والاعتماد على الذات.
9- تساعد المُعلم في اكتشاف المواهب والقدرات الخاصة بالطلاب لديه.
10- خلق جو من المنافسة العلمية والمعرفية بين الطلاب لتوضيح وجهات النظر المتباينة في الرأي والفكر.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر،(2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).