اسْتراتِيجيَّة القصَّة

اسْتراتِيجيَّة القصَّة

 

 

تُعتبر القصَّة بمحتواها القصصي اسْتراتِيجيَّة مُحْكَمَة رصينة لاحتوائها على عناصرَ تكونت من نسيج يُثير العاطفة والوجدان، لا غنى للقارئ أو السامع عنها، حيث تتأثر وتؤثر هذه العناصر في السرد القصصي، ويستخدمها العديد من الأشخاص في توصيل معلومة أو عبرة أو عِظة تهدف إلى تعزيز الأخلاق والمفاهيم التربوية عند الكثير من الأفراد، فمن منّا لم يقُم أبواه بسرد قصةٍ له في صغره، فتلعب القصة دوراً هاما في ترْسيخ القيَم والمبادئ عند الإنسان منذ الصِغَر حتى الكِبَر.

 

مِن خلال هذا المقال سوف نتعرَّف على:

1- العناصر الأساسية التي تُبنَى عليها القصة.

2- أهم السمات التربوية في استراتيجية القصة.

3- تنمية وتطوير الدور الفعَّال لاستراتيجية القصة في التدريس.

 

أولاً- العناصر الأساسية التي تُبنَى عليها القصة

تحتوي القصة على عناصر أساسية لا غنى عنها وتتمثل في:

 

1- الشخصية:

الشخصية واحدة من أهم عناصر القصة، وتصوير الشخصية بعالَمها النفسي والتربوي مهم جدا، ويعمل الكاتب أو الراوي على تصوير شخصياته في أحسن صورة، موضحاً فيها كل سماتها ومكوناتها، في بعدها النفسي والأخلاقي، وهو من أهم الأبعاد في الشخصية الإنسانية.

 

هناك بعض القصص لا تُبرز عنصر الشخصية لذاتها ولكن للاحتذاء بها؛ كونها شخصية خيرة، والتنفير من كونها شخصية شريرة، ومن القصص ما لا يهتم برسم الخطوط الشكلية للشخصية وإبراز ملامحها الخارجية، وإنما يهتم بالكشف عن مزاج الشخصية، ومواقفها التربوية الفاعلة في التوجيه والإرشاد.

 

وقد تأتي الشخصية في بعض القصص بارزةً بأسماء تعبر عن الإنسان بكل ما به من عواطفَ واتجاهات وأفكار، وقد تأتي الشخصية بارزة بأسماء من مخلوقات أخرى كالحيوانات والطيور تقوم بأدوار فاعلة في مجتمعاتها إلا أنها تعبر كذلك عن الإنسان بكله، لأخذ العبرة والعِظة.

 

 

2- أحداث القصة ومضمونها:

إن الصلة بين الحدث والشخصية في القصة، أقوى من أن يدلل عليها، لأنهما العنصران الرئيسان اللذان تُبنى عليهما القصة، وقد ينصرف الاهتمام في القصة إلى الحدث دون الشخصية فيختار الكاتب أو الراوي من الأحداث ما يخدم فكرته الأساسية، كما يهيئ الجو التربوي الملائم من تشويق أو تنفير مما يثير انفعالات القارئ أو المستمع تاركاً في نفس القارئ الأثر الجيِّد بالإرشاد والتوجيه، وتعرض الأحداث في بعض القصص مجردة من الزمان والمكان.

 

3- الحوار في القصة:

إن الحوار هو الروح الذي يسري في كيان العمل القصصي، والحوار يتناول ويعكس المواقف أقرب إلى الواقع، من خلال تناول جميع أجزائها، فهو الذي يبعث الحياة والحرَكة في الحدث، ويؤدي إلى الهدف المراد تحقيقه. وترجع أهمية الحوار في القصة إلى: إثارة الحركة وبعث الحياة في الحدث، وإقامة الدليل والإقناع، وأيضاً توضيح مدى الصراع في المواقف المتغايرة.

 

4- الزمان:

يعتبر الزمان في القصة هو القلب النابض للأحداث والمحرك لها، وأحداث القصص قد تأتي مـن الماضي أو من الحاضر أو المستقبل الذي يعتمد على عنصر التخيُّل، وبذلك فإن لكل قصة زمنَها الخاصَّ بها.

 

5- المكان:

إن القصة لا يعنيها مِن ذكر المكان إلا كونُه المسرحَ الذي جُمِعَتْ فيه جميع أحداثها الهامة، وقد تُذْكَر بعض الأماكن للعبرة والعِظة وتكون دافعاً جيداً للإنسان للبحثِ والاستكشاف.

 

 

ثانياً- أهمُّ السِمَات التربوية لِاستراتيجية القصة

هناك العديد من السمات التي تمتاز بها استراتيجية القصة، هي كالآتي:

 

1- تجذب انتباه كلٍّ من القارئ أو السامع لما فيها من أحداث ووقائع مثيرة للعاطفة والفكر معا.

2- تتناسب مع جميع الأعمار والمراحل التعليمية المختلفة، والمستويات الفكرية.

3- حُسْن توظيفها في المواقف الحياتية لجميع أفراد المجتمع المدرسي، وبمختلف مستوياتهم الثقافية والعمرية.

4-عدم احتياجها إلى تكاليف مادية باهظة أو جهود إضافية شاقَّة أثناء توظيفها في التدريس.

5- ربْطُ العديد من المعارف المختلفة، وبناء المنهج التكاملي.

6- تُراعي الفروق الفردية والمراحل العمرية بين المتعلمين بتصنيفاتها مثل: قصص الأطفال، القصص البوليسية، المغامرات، الروايات والقصص الطويلة.

7–تجعل القارئ على دراية كاملة بأفكار وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى.

8-تساهم بشكل كبير في إكساب القارئ ثروة لغوية وبراعة تعبيرية في النطق والكتابة والتعبير.

9- تعمل على تعزيز الجوانب والاتجاهات الإيجابية في نفس القارئ أو السامع، وتهدم الجوانب والاتجاهات السلبية في نفس القارئ أو السامع والتنفير منها.

 

ثالثاً- تنمية وتطوير الدور الفعَّال لاستراتيجية القصة في التدريس

تلعب استراتيجية القصة دوراً فعَّالاً في التدريس، يمكن للمعلم أو المتعلم تطويرها وتنميتُها لتصبح أكثر وظيفية وفاعلية في التعلم والتعليم، وذلك من خلال الآتي:

 

1- تعزيز مكانة المكتبة وإبراز دورها الثقافي والمعرفي في المجتمع التعليمي.

2- مشاهدة الطلاب لأحداث القصة على شكل تمثيليَّة يقوم بأداء الأدوار فيها ممثلون مشهورون أفضل من قراءتها روايةً أو سماعها من المؤلف أو المعلم أو من جهاز التسجيل الصوتي، وهناك العديدُ من الأعمال التلفزيونية التي تعرض قصصا تربوية.

3- مشاهدة الطلبة للقصة على شكل مسرحية مباشرة من خشبة المسرح أكثر جاذبية للمتعلم من الوسائل التقديمية الأخرى.

4- استضافة مؤلف القصة أو ناشرها لتقديم قصصِه التعليمية الهادفة يثير الطموح في نفوس المتعلمين.

5- يميل الأطفال إلى قصص الخيال والصُّور المتحركة المثيرة للخيال بممثِّليها غير الطبيعيِّين وغير الواقعيِّين، ويميل الشباب إلى القصص البوليسية والمغامرات البطولية، وتميل الفتيات إلى القصص الاجتماعية والأسرية الهادئة، ويميل الكبار إلى القصص التاريخية والأحداث الواقعية.

6- توفير القصص المصوَّرة  عن طريق الرسم والتلوين، والتي تكون أكثر تشويقا للقارئ من القصص المكتوبة بالحروف والكلمات فقط.

7- حث الطلاب على المشاركة في تمثيل القصة يجعلهم أكثر تفاعلاً وانسجاماً مع أحداث القصة ومجرَياتها.

8- تكليف الطلاب بسرد القصص أو تلخيصها أو تأليفها يساهم بشكل كبير في تنمية مواهبهم والتعبير عن إبداعاتهم، ويعزِّز الثقة بأنفسهم.

9- قيام المعلم بسرد القصة غيْبياً أفضل بكثير من روايتها مقروءة من كتاب أو مجلة أو صحيفة.

10- يمكن للمعلم أن يخفي نهاية القصة عند سردها ويطلب من المتعلمين تخيلاً لنهايات مختلفة حسب اختلاف توقعاتهم مما يعزز التفاعل بين الطلاب والقصة وأحداثها، ويعزز قدرة التخيُّل لديهم والقدرة على الإبداع والابتكار.

 

 

مراجع يمكن الرجوع إليها

أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

 

 

نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).