اسْتراتِيجيَّة التعلُّم التَّعاوني ودورُها في تقْويم الطالب
المقدمة
ظهرت العديد من أساليب وطرق التدريس في الآونة الأخيرة نتيجةً لتطور المجتمعات وازدهار الحضارات وانتشار المعارف واستخدام التكنولوجيا الحديثة، فكان من الضروري البحثُ عن أساليب تعليميَّة جديدة تكون بمقدورها تطوير الأساليب القديمة لمواكبة التطورات الحديثة الطارئة على العملية، والعمل على الارْتقاء بالمنظومة التعليمية إلى أفضل مستوياتها؛ من خلال إدْراك المعلمين والعاملين في المنظومة التعليمية استخدام هذه الأساليب في جميع الجوانب التربوية بطريقة ناجحة مع توفير جميع الإمكانيات اللازمة لها، ومن أهم وأبرز الطرق المتطورة هي "استراتيجية التعلم التعاوني" أو ما يُقصد بِـ"تعلم المجموعات."
يُعدُّ المعلم هو القاعدة أو البنية الأساسية لنجاح استراتيجية التعلم التعاوني، فيجب أن يكون لدى المعلم الرغبة القوية في تطوير نفسه وطلابه لإخراج درسٍ تعليمي ناجح، فمن أهم العقبات والمشكلات التي تواجه بعض المعلمين عند تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني هي ردود الفعل السلبيَّة على المعلم التي تحدث من الطلاب أو المجموعة المتعاونة؛ كالإزعاج وكثرة الحركة وعدم الانتظام والتنسيق بين المجموعة.
من خلال هذا المقال سوف نتعرَّف على
- مفهوم التعلم التعاوني.
- أهداف التعلم التعاوني.
- فوائد التعلم التعاوني.
- الأنماط الأساسية للتعلم التعاوني.
- العناصر الأساسية للتعلم التعاوني.
أولاً- مفهوم التعلم التعاوني:
يُقصد بمفهوم التعلم التعاوني أنه اسْتراتِيجيَّة تدريسٍ تتطلب وجود مجموعة صغيرة من الطلاب يعملون سوياً لتطوير الخبرة التعليمية لكل أعضاء المجموعة لأقصى درجة ممكنة، كما يعرَّف أيضاً على أنه استراتيجية تتمركز حول الطالب؛ حيث يعمل الطلاب ضمن مجموعات مختلفة وغير متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك بينهم، ويتم تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال بعض المتعلمين المتباينين في القدرات ومساعدة بعضهم البعض لحل مشكلة معينة ويتخذون القرار الخاص بهم بالإجماع.
ثانياً- أهداف التعلم التعاوني:
تهدف استراتيجية التعلم التعاوني إلى إكساب العديد من المهارات للطالب ومن أهمها:
1- تهيئة روح التعاون بين الطلاب.
2- تنمية وتطويرُ قدراتِ ومهاراتِ الطلاب والارتقاء بها إلى مستوى تعليمي أفضل.
3- تشجيع ودعمُ الطاقات العقلية والذهنية الكامنة عند الطلاب.
4- إحساس الطلاب بالمسؤولية والقدرة على تحملها، مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات السليمة.
5- توفير جوٍّ معرفي يتخلَّله البحث والنِّقاش والحوار المتبادل بين الطلاب المتعاونين.
6- قدرة الطالب في كيفية التعامل مع الآخرين والاستفادة منهم وحسن التصرف معهم.
7- إتقان مهارة الاستماع والتحدث وكيفية الرد بأسلوب علمي مهذب وبطريقة مباشرة.
8- الحصول على المعلومات والنتائج المهمة المرتبطة بالموضوع الخاص بهم.
9- ظهور روح المنافسة الشريفة والتحدي الإيجابي بين الطلاب.
10- إعطاء الفرصة الكافية لجميع الطلاب المتعاونين لإبراز مواهبهم وقدراتهم العقلية ومساعدة الآخرين على التميُّز.
ثالثاً- فوائد استراتيجية التعلم التعاوني:
أثبتت العديد من الدراسات التي أُجريَت على المتعلمين أنه يحقق العديد من الفوائد التربوية وهي كالآتي:
1- تحصيلٌ كبير للمعلومات وتذكُّرها فترةً أطول.
2- استخدامٌ أكثرُ لعمليات التفكير العليا.
3- تعدُّدُ وجهات النظر والأخذ بها واختيار الأمثل للتطبيق.
4- الحثُّ على المزيد من الرغبة الداخلية للتعلم وإبراز العديد من العلاقات الإيجابية بين الفئات المتباينة.
5- ظهور انطباعات إيجابيةٍ اتجاه المؤسسة التعليمية من المعلمين والإداريين والمدرسة.
6- احترام للذات والدعم الاجتماعي القوي.
7- تحقيق مهارات تعاونيةٍ أكثر من خلال التوافق النفسي الإيجابي والسلوكيات الإيجابية بين الطلاب.
8- تطور وتنميةُ القدرة على حلِّ المشكلات والإبداع والابتكار لدى الطلاب.
9- تحسين المهارات اللغوية عند الطلاب وحرية التعبير وتقبل وجهات النظر المختلفة.
10- نبْذ التعصب للرأي والتمسك به والذاتية وتقبل آراء الآخرين حتى ولو كان هناك اختلافات بينهم.
11- إتاحة الفرصة للطلاب لتطبيق كل ما قاموا بتعلمه في مواقف جديدة.
رابعاً- الأنماط الأساسية لاستراتيجية التعلم التعاوني:
هناك ثلاثة أنماط رئيسة لاستراتيجية التعلم التعاوني وهي كالآتي:
1- التعلم التنافسي:
من خلال وجود تنافس بين الطلاب بعضهم البعض؛ فيُعتبر نجاحُ أو فشلُ طالب يتناسب عكسياً مع نجاحِ أو فشلِ الآخر، وفي هذه البيئة التعليمية لا يكون هناك سبب لمساعدة الطالب لزميله، ومن خلال هذا النمط يتمُّ التقييم حسب درجات المتعلمين وأيهم الأفضل في الفصل.
2- التعلم الفردي:
يكون هناك القليل من التفاعل حيث يقوم الطلاب بالتعامل فُرادى حيث يكون نجاحُ أو فشلُ أي متعلم يكون مستقلاً عن الآخر، ويتمُّ تقويم المعلم للطالب من خلال معيار مُسبق مثل النِّسب المئوية (على سبيل المثال أن تكون النسبة المئوية للتمييز 80% والنسبة المئوية للجيد 70%).
3- التعلم التعاوني:
وهو النمط الأكثر شيوعاً حيث يعتمد نجاح أو فشلُ الطالب على نجاحِ أو فشلِ زملائه في المجموعة، ويتم تقييم المعلم من خلال نسبة النجاح أو الفشل للمجموعة ككلٍّ دون اعتبار للفرد.
خامساً- العناصر الأساسية للتعلم التعاوني:
هناك العديدُ من العناصر الأساسية التي تهدف لخلق جوٍّ تعاني إيجابي بين الطلاب، فالتعلم التعاوني ليس مجرد جلوسِ مجموعة من الطلاب بجانب بعضهم البعض ليتحدثوا مع بعض، وكلٌّ منهم لديه مهمَّة يعمل على إنجازها، ولكن هناك عناصر أساسية يجب أن تتوافر لنجاح أي عمل تعاوني وهي كالآتي:
1- إيجابية المشاركة بين المتعلمين:
يجب أن يكون هناك إحساس بين الطلاب بارتباطهم اتجاه النجاح أو الفشل في المواقف التعليمية المكلَّفين بها، حيث إن المشاركة الإيجابية تمكِّن الطلاب من مراقبة زملائهم في المجموعة ومساعدتهم في تحقيق التقدم العلمي.
2- التفاعل المعزَّز:
يُقصد به أن يقوم كل فرد في المجموعة بتشجيعِ وتسهيلِ جهودِ زملائه على إكمال المهمة المكلفين بها ويحققوا هدف المجموعة، وذلك من خلال تبادل المصادر والمعلومات بينهما وتقديم تغذية راجعة فيما بينهم.
3- إدْراك الفرد بمسؤوليته اتجاه أفراد المجموعة:
وهي إحساس الفرد بالمسؤولية والحرص على إنجاز المهمة المكلف بها مع تقديم المساعدات اللازمة لزملائه إذا تطلب الأمر ذلك.
4- المهارات الاجتماعية:
يجب التقصِّي في وضع أفرادٍ يتمتَّعون بمهارات اجتماعية ضمن المجموعة وأن يتحلَّوا بقدْرٍ من التعاون بينهم لتحْقيق أكبرِ معدَّلات النجاح المطلوبة.
5- تفاعل المجموعة:
وذلك من خلال التفاعل الإيجابي والتعاون مع بعضهم البعض إذا كان عندهم الحرص على تحقيق إنجاز، حيث يتطلب التعلم التعاوني أن يتأمل أفراد المجموعة في كل ما قاموا باتِّخاذه من إجراءاتٍ؛ هل كانت مفيدة أم لا.
مراجع يمكن الرجوع إليها
العلي، عائشة جاسم، (2014). المعلم المتجدد عنوان المحاضرة التعلم التعاوني. منطقة الفراونية التعليمية. وزارة التربية. الكويت.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).