اسْتراتِيجيَّة وقت التدريس
يُعدُّ الوقت من أهم أبعاد الوجود الإنساني من حيث الفاعلية والتأثير في المكان والزمان، والوقت لا يعيقه جنس ولا عمر ولا طائفة، فالكل فيه سواء من حيث المسمى، غير أن التميز فيه يكون من خلال الانتباه والحرص على الاستفادة منه بالاستثمار فيما يكون فيه نفعٌ للإنسان وما حوله من الكائنات.
ما المقصود بالوقت:
يُعدُّ الوقت هو مقدار من الدهر أو الزمن يمر على الإنسان يؤثر فيه ولا يتأثر به، وإدارة الوقت التعليمي تتمثل في الاستثمار الجيد لجميع مصادر التعلم والموارد البشرية سواء من قِبَل المعلم في حالة التعليم، أومن قِبَل المتعلم في حالة التعلم من خلال آليات وأهداف قم تمَّ وضعها مسبقاً.
أنواع وقت التدريس:
يوجد أربع أنواع من وقت التدريس وهم: الوقت العام، الوقت الإنتاجي، الوقت التحضيري، الوقت التقويمي.
أولاً- الوقت العام:
يُقصد به الوقت الذي يقوم فيه المعلم أو الطلاب بنشاطات إضافية ذات أهداف مستقبلية على التعلم والتعليم، مثل الوقت الذي يقضيه المعلم مع أولياء أمور الطلاب، ومناقشتهم في الأحداث الجارية، أو التطلعات المستقبلية، أو قيام الطلاب بقراءات إضافية حول مواد أو مباحث أو موضوعات دراسية لها علاقة بما سوف يقوم بدراسته في الفصول أو الدروس مستقبلياً.
ثانياً- الوقت الإنتاجي:
يقصد به الفترة الزمنية التي يقضيها المعلم أو الطلاب في إنجاز الأعمال والمهام والعديد من الأنشطة المقرَّر تنفيذها في فترة زمنية محددة تم التخطيط لها مسبقاً، وتكون هذه الفترة إنتاجية المعلم والمتعلم، مثل حفظ سورة قرآنيةٍ أو إنجاز مشروعٍ مشترَك لمجموعة من الطلاب، أو انتهاء المعلم من إجراء تجربة علمية داخل المختبر التعليمي.
ثالثاُ- الوقت التحضيري:
يقصد به الفترة الزمنية التي يقضيها المعلم أو المتعلم في إعداد وتجهيز الأساسيات اللازمة لتنفيذ المهمات والأعمال المخطط لها، كالوقت اللازم الذي يقضيه المعلم في تحضير الأدوات اللازمة لإجراء تجربة معينة سيقوم بها في حصص مستقبلية، أو الوقت الذي يقضية المعلم في قراءة العديد من المعلومات لتحضير دروسه التي سوف يلقيها على الطلاب في الفصول المدرسية مستقبلياً.
رابعاً- الوقت التقويمي:
يقصد به الوقت الذي يقضيه المتعلم في التحليل، والتركيب الإبداعي لأعماله أو أعمال الآخرين للعمل على إضافة أشياء ابتكارية للمعرفة الإنسانية، أو الوقت الذي يقضيه المعلم في تقويم أعمال الطلاب وتوجيهها من خلال وضع إرشاداتٍ تضيف لأعمال الطلاب لمَساتٍ إبداعية متميزة.
ماهي أسباب فقدان وضياع وقت التدريس
هناك العديد من الأسباب التي تساهم بشكل كبير في فقدانِ وضياع وقت التدريس، ولعل من أهم هذه الأسباب:
أولاً- ضعف التخطيط والتنظيم:
تُعَد الخطط الارتجالية غير المنظمة مسبقاً وفق رؤى مستقبلية تساهم بشكل كبير في إهدار وقت التدريس، وتُعيق العملية التعليمية، وذلك بسبب الجهد الإضافي الذي يبذله المعلم أو المتعلم في تنفيذ هذه التوجيهات السريعة من إدارة المدرسة أو الجهات الإدارية التعليمية العليا المشرفة على المدرسة، أو من المعلم أو المتعلم نفسه، كما تُعَد قلة خبرة المعلم في توزيع وتنظيم أهداف ونتائج الدرس على وقـت الحصـة، سـبباً في إهدار الوقـت بالتركيز على شرح نقطة دون أخرى.
ثانياً- الإدارة السيئة:
إن قلة خبرة المعلم في قيادة الطلاب بطريقة حكيمة وإيجابية تجعل الطلاب لا يريدون الاستفادة مـن دروسـه أو استكمال كامل الوقت في التعلم والانضباط، وقد يكون المتعلم ذاتُه ضعيفاً في توزيع وقتـه وإدارته بشكل جيد في الـتعلم فـلا يـوزع مهامه حسب زمن وقته الدراسي، أو التعلمي، فيعطي كل وقته وتركيزه في مهمة واحدة ويجعل بـاقي المهـام الأخرى في آخر وقته؛ مما ينتج عنه كثرةٌ في الأخطاء وانعدامٌ في الإبداع والتميُّز.
ثالثاً- زيادة عدد الطلاب:
تؤثر زيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد عن الحد الطبيعي المقرر وفق سعة الغرف الصفية، وقـدرة المعلم المتواضعة بالإشراف على جميع الطلاب بالسلب على وقت التدريس، لأن المعلم يكون في هذه الحالة غير قادر على متابعة جميع الطلاب في تنفيذ المهام والأنشطة المخطَّط لها، كما أن كثرة عدد الطلاب في الفصل الواحد تحرمهم من المشاركة العملية والتطبيقية في العديد من الدروس، وتنفيـذ العديد من الأنشـطة كما هو مخطط له، فكلما زاد عدد الطلاب في الصف قلَّ حماسهم للإقبال عـلى الـتعلم.
رابعاً- قلة عدد المعلومات اللازمة للتدريس:
إن ضعف الكتب المدرسية أو المنهج التعليمي وقلة معلوماته، يجعل المعلم واقفاً في الصف حائراً بعد انتهائه من شرح كل المعلومات الموجودة في المنهج، فلا يدري كيف يقضي باقي الوقت المتبقى من الحصة، وبالأخص إذا كان المعلم لا يمتلك مهارة التوسع في المادة الدراسية، وثقافته ضعيفة حول موضوع الدرس، فلا يكون قادراً على ابتكار أي أنشطة تعمل على تدعيم المنهج التعليمي الدراسي.
أساليب تحقيق أقصى استفادة من وقت التدريس بطريقة فعَّالة
هناك عدة أساليب يجب على المعلم أو المتعلم اتباعها لتحقيق أكبر استفادة من وقت التدريس وهي كالآتي:
1- تحقيق أقصى النتائج من خلال الموارد المتاحة دون انتظارِ توافرِ جميعِ الموارد والأجهزة النموذجية لتحقيقها.
2- وضع خطط منظمة لجميع المهام والأنشطة المراد تحقيقُها وترتيبها حسب الحاجة.
3- توزيع المهام على الطلاب ومراقبة إنجازهم لها والأعمال التي يقومون بها، ووضع وقت محدد للطلاب لتنفيذ هذه المهام.
4- التواصل المستمر بين أعضاء المنظومة التعليمية من طلاب معلمين وإداريين ورؤساء المدارس والجامعات.
5- التعرف على أهداف واتجاهات المؤسسة التعليمية، وعاداتها وتقاليدها التي يتبعها المعلم والطلاب، والحرص على المواءمة بين ميول واتجاهات الأفراد والجماعة والمجتمع، دون أن يتعارض مع سياسة وأهداف المؤسسة التعليمية.
6- الحرص على ضبط الانفعالات في حين مواجهة أي صعوباتٍ أثناء العمل أو في حالة صعوبة وجود الحلول الصحيحة للمهام بسرعة وسهولة.
7- ضبط تقْويم أنشطة وأعمال الطلاب وإنجازاتهم وفقاً لعايير دقيقة.
8- تحديد جميع المهمات والأنشطة الواجب إنجازها سواء من الأفراد أو من الجماعات في فترة زمنية محددة، ومتفق عليها مسبقاً.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).