اسْتراتِيجيَّة المحاضرة (الإلقاء)
ما المقصود بالمحاضرة
المحاضرة هي استراتيجية يقوم من خلالها المعلِّـم (المحـاضر) بتقـدْيم بيانـاتٍ أو معلومـاتٍ أو حقـائقَ قام بإعدادها مسبقاً إلى الطلاب الذين يستمعون إليه، ويقومونَ بتدْوين كلِّ ما يقوله في المحاضرة حتى نهايتها، ومن ثم يقومون بطرح الأسئلة والاستفسارات على المحاضر الذي يقوم بتقديم الإجابات على جميع التساؤلات المتعلِّقة بالمحاضرة دون أيِّ حوار أو نقاش بينهم.
استراتيجية المحاضرة
ومن هذا المنطلق تًعَد استراتيجية المحاضرة عملية اتصال شفويٍّ بـين فردٍ (المحاضر) ومجموعـةٍ مـن الأفـراد دون وجود أي تفاعل أثناء المحاضرة بينهما، حيث يعتمد نجاح المحاضرة على عاملين وهما: قدرة المحـاضر على جـذب انتبـاه الحضـور إليـه بشـكل مستمر، وعلى التزام وهدوء الحاضرين ومدى قابليتهم للاستماع والرغبة في المتابعة.
إجراءات تفعيل استراتيجية المحاضرة
هناك العديد من الإجراءات التي يجب أن يتبعها المحاضر أو المعلم عند اختيار استراتيجية المحاضرة في التدريس، حيث تساهم بشكل كبير في زيادة فاعلية الاستراتيجية، ومن هذه الإجراءات:
1- إثارة اهتمام الطلبة وجذب انتباههم منذ اللحظات الأولى من بدء المحاضرة، وذلك من خلال سرد قصة أو موقف من مواقف الحياة اليوميَّة التي تحدث وتكون لها علاقة مباشرة بمحتوى المحاضرة، أوأن يقوم بعرض صورة تجذب الانتباه والتفكير وتحثُّ على الاستمرار في المتابعة، أو قراءة خبر أو عنوان في صحيفة أو مجلة له علاقة بموضوع المحاضرة أوإلقاء دعابة أو فكاهة تحرك مشاعر الطلاب، ومن ثم تهيئة جوٍّ مناسب للطلاب لتقبل المحاضر والاستعداد لاستقبال محاضرته.
2- أن يمتلك المحاضر أو المعلم القدرة على أداء التعبيرات الحركية مثل حركة الأيدي أو الأرجل لِتوضيح معنى بعض الجُمَل أو الكلمات وتأْدِيتها بحركات تعبيرية تجذب انتباه الطلاب.
3- أن يمتلك المحاضر القدرة على التحكم بنبرات صوته سواء كانت حادة أو غليظة؛ حتى يقوم بالتدليل على أهمية الكلمة أو الأفكار الهامة وأبعادها.
4- التمسك باللغة الواضحة والمفهومة لجميع الطلاب، والبعد -كلَّ البعد- عن استخدام الألفاظ الأجنبية التي ليس لها معنى واضح للجميع، ومن الأفضل التقليل من استخدام المصطلحات الأجنبية لأنها من الممكن أن تكون معروفة عند البعض ومجهولة عند الآخرين.
5- أن يدعم المحاضرةَ ببعض الأمثلة التوضيحية والشروحات الضرورية لكي يتغلب على الفروق الفردية بين الطلاب.
6- الاستعانة بالوسائل التعليمية المختلفة المتاحة لديه مثل اللوح، والأقلام، وأجهزة عرض الصوت والصورة.
7- يجب في نهاية المحاضرة أن يعطي المحاضر ملخصا عاما لجميع الأفكار والعناصر الرئيسية في المحاضرة وأن يحرص على توضيح نتائجها.
8- أن يخصص المحاضر بعض الوقت ليسمح للحاضرين أن يقوموا بتقديم أسئلتهم في أوراقِ موثَّقةٍ عليها أسماؤًهم أو بدون ذلك، مع تكليف أحد المساعدين بجمعها وتثبيتها على اللوح لتكون واضحة للجميع والإجابة عليها آخر المحاضرة.
مميِّزات استراتيجية المحاضرة (الإلقاء)
هناك العديد من المميزات التي تمتاز بها استراتيجية المحاضرة عن غيرها من استراتيجيات التدريس جعلتْها الاختيار الأمثل في العديد من المراكز والمؤسسات التعليمية ومن هذه المميزات:
1- تساعد على توفير الوقت والجهد للمحاضر أو المعلم، من خلال إلقائها على عدد كبير من الطلاب، وتكراراها على أكثر من فئة في مختلف الظروف والأزمان، دون العودة لإعدادها مرة أخرى.
2- غير مُكلفة؛ فاستخدام استراتيجية المحاضرة يُغني عن العديد من مصادر التعلم السمعية والبصرية والتي تحتاج إلى الأموال للحصول عليها إضافةً إلى أن هذه المصادر تتسم بارتفاع قيمتها الشرائية.
3- إذا توفرت بعض السمات الإبداعية عند المحاضر سوف يثير هذا رغبة المتعلم في التعلم، ومن أهم هذه السمات: المرح والدعابة، وسرعة البديهة، والقدرة على ربط الأفكار، وحضور الذهن، والقدرة على التعبيرات الحركية، وسعة الصدر، وأن يكون متقبلا للانتقادات سواءً بالإيجاب أو بالسلب.
4- تنمية مهارات حسن الاستماع لدى الطلاب والقدرة على المتابعة.
5- إثراء خبرات الطلاب من خلال خيرات وتجارب المحاضر الإبداعية والرائدة.
6- تقديم العديد من العروض التي تتمتع بالكثير من الحقائق والأفكار المختلفة والمتنوعة والحديثة من جميع أنحاء العالم، مما يعطي الفرصة للعديد من الطلاب على مواكبة التحديات والتغيرات المستحدثة للمعرفة.
7- تُعَد وسيلةُ سريعة في زرْع القيم والمبادئ التربوية والاجتماعية الفاضلة وتعزيز الرغبة في دراسةِ وحبِّ العلوم النافعة في نفوس الطلاب.
عيوب استراتيجية المحاضرة (الإلقاء)
على الرغم من تمتع استراتيجية المحاضرة بالعديد من المزايا في التدريس إلا أن هناك بعض العيوب والمساوئ التي تظهر في هذه الاستراتيحية عند توظيفها في عملية التدريس ومن هذه العيوب:
1- أن تكون الحقائق والمفاهيم والمعارف التي تُلقى على مسامع الطلاب غامضةً ومفكَّكة.
2- عدم تناسبها مع جميع المراحل الدراسية والفئات العمرية، حيث غابت فاعليتها مع الطلبة الصغار السن.
3- سرعة نسيان المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الطلاب بعد فترة قصيرة من المحاضرة.
4- تتسم بعض المعارف التي يتذكرها الطلاب بالغموض وعدم ارتباطها مع بعضها عن الاستعانة بها عند المناقشة أو حل الاختبارات.
5- تعوُّد الطلاب على بعض العادات السلبية في التعلم مثل الكسل العقلي وعدم الانتباه والاتكال على المحاضرة فقط في عملية البحث واستخلاص النتائج.
6- الاعتماد الأول والأخير على الجهد المبذول من المحاضر، إذ يصبح دور المتعلم سلبيا جامداً وساكناً.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).